أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - العيش على أمل اللقاء في رواية: -إلى أن يُزهر الصّبّار-.















المزيد.....


العيش على أمل اللقاء في رواية: -إلى أن يُزهر الصّبّار-.


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 7747 - 2023 / 9 / 27 - 16:05
المحور: الادب والفن
    


العيش على أمل اللقاء في رواية "إلى أن يزهر الصّبّار" للروائيّة الفلسطينيّة "ريتا عودة".

بقلم الروائي والنّاقد حسن الموسوي / العراق

تحاول الروائية الفلسطينية "ريتا عودة" من خلال روايتها "الى أن يزهر الصبار" الصادرة عن مركز الحضارة العربيّة في القاهرة و المكونة من 176 صفحة من القطع المتوسط، أن تبرهن أن العيش على أمل اللقاء هو هدف سامي يستحق أن نبذل من أجل تحقيقه الغالي والنفيس.
يبدو من العنوان والذي هو العتبة النّصيّة الأولى أنّ هناك شيء من الاصرار وطول البال كون أن الصّبّار نبتة تُزهر في فصل الصيف و هي بطيئة النمو لذلك فإننا نلاحظ أن الوقت لا قيمة له فالإنتظار ربما سيكون طويلا حسب تعبير الكاتبة.
يشير "بسام قطوس" إلى أنّ العنوان هو سمة العمل الفني أو الأدبي الأول من حيث أنّه يضمّ النّصّ الواسع في حالة إختزال و يختزن في بنيته أو دلالته أو كليهما في آن واحد .
الإهداء و هو العتبة النصية الثانية، فيه كثير من الأمل حيث تقول الكاتبة :

{ إلى
حتمية التاريخ
التي علمتنا
انه مهما
أشتد الليل حلكة
فإن الفجر
لابد آت } ص 5

و هنا ترابط بين العنوان و الإهداء حيث الأمل الموعود .

الرواية متعددة الأصوات و يتناوب على سردها ثلاث شخصيات. الشخصية الأولى "آدم" وتتكوّن من 6 فصول. الشخصية الثانية وهي "حياة" وتتكوّن من 16 فصل. أمّا الشخصية الثالثة فهي "حواء" وتتكوّن من 7 فصول .
تتميز الرواية أنّها بوليفينية أو متعددة الأصوات فهي تعتمد على أكثر من شخصية في سرد الأحداث و كل شخصية تقوم بهذه العملية وفق منطقها و ثقافتها و رؤيتها للأحداث والغاية منها تفسير الواقع .
تكمن الجمالية في هذا النوع من الروايات في اختلاف وجهات النّظر وألاّ تكون هناك وجهة نظر واحدة فيما يتعلّق بالأحداث.
يُعرِّف "ميخائيل باختين" الرواية البوليفينية أنّها: (رواية متعددة الأصوات ذات طابع على نطاق واسع وبين جميع عناصر البنية الرّوائيّة توجد دائما علاقات حواريّة) .
ظهرت الرواية البوليفينية مع "ديستوفسكي" حيث تعتمد كما يقول "باختين" على تعدّد المواقف الفكريّة و اختلاف الرؤى الايدلوجيّة .
أول المتحدثين في رواية "إلى أن يُزهر الصّبّار " كان "آدم" وقد تكلم عن عشقه لحواء ورحلة البحث المضني عنها. لقد بحث عنها في كل مكان إلا مكان واحد لم يخطر على باله أن يجدها فيه وهو داخل نفسه!
أحيانا نبحث عن أشياء في أقاصي الأرض من غير أن ندرك أنّنا قد تناسينا أن نفتش عنها بداخلنا.
تصف الأديبة حالة العشق و الهيام لآدم:
{يا لبهاء طلتكِ يا لروعة حضورك ، يا للأنوثة تشعل الحرائق في دمي ، يا لجاذبيتكِ كأنّكِ مغناطيس و انا قطعة معدنية تسيّرها شحنات الدلال في عروقكِ} ص 15.
المتحدثة الثانية كانت "حياة" و هي تتولّى مهمّة سرد الأحداث فتصف في البداية قصة حبّها لآدم حيث تقول : { هناك بين أروقة جامعة حيفا إلتقينا. كنت في طريق العودة إلى الناصرة حيث اعترض آدم طريقي و هو يناولني منشورا } ص 34.
تطرّقت الكاتبة إلى حدث تاريخي مهمّ وهو اضراب يوم الأرض السنويّ: { أعلنت الجماهير العربية ممثلة بلجنة الدفاع عن الأراضي العربية ان الإضراب الاحتجاجي على مصادرة الأراضي في تاريخ 1976/3/30 } ص36.
إنّ توظيف أحداث مهمّة في التّاريخ خلال السرد الروائي تعطي العمل ككلّ قيمة واقعيّة وتجعل القارئ يتفاعل مع مجريات الحدث.
المتحدثة الثالثة كانت "حواء" . في هذا الفصل وصفت "حواء" مدى حبها ل "آدم" و حسرتها على اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي:

{ آه آدم
آه حبيبي
هم اعتقلوك ليختطفوا منك كينونتك العربيّة ، ليسرقوا أرضك التي هي قدسك و التي هي مهد البشريّة } ص 154.

استخدمت الأديبة اسلوب الرمزيّة، و الرمزية هي فن الكتابة السّريّة أو المشفرّة فكتبت الأفكار بطريقة مشفرَّة بعيدا عن السّرد المباشر للأحداث.
هنالك عدَّة رموز منها الديني و التاريخي و الاسطوري.
تتطرَّق الأديبة في هذه الرّواية الى مسألة رسالة الأديب حيث نجد دور الشّاعر في شحذ همم الثُّوار من أجل المطالبة بحقوقهم المغتصبة. يصدح صوت الشاعر "محمود درويش" عبر مذياع الحافلة التي أقلّت الطلاب العرب لتفادي المواجهات مع الطلاب اليمينيين في باحة جامعة حيفا حيث حصلت مناوشات بين المجموعتَيْن:

سجل أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
و أرضا كنت أفلحها
أنا و جميع أولادي.... ص 42

تتطرّق الأديبة إلى أحداث تاريخيَّة خلال فترة الاحتلال لأرض فلسطين ودور الشّباب الواعي في إجهاض مخططات المحتل لطمس الهوية الفلسطينيّة.
بُنيت أحداث هذه الرواية على الأمل. أمل لقاء حواء ( فلسطينيّو الشّتات) بآدم، الذي يرمز لفلسطين.
تقول الأديبة:

{ سترجع يوما
و نغرق في دافئات المنى
سترجع مهما يمرّ الزمان و تنأى المسافات ما بيننا } ص 145.

البحث عمن نحبّ هو الهدف الأسمى ذلك لأن المحبوب (فلسطين) يسكن ما بين الضلوع.
يقول "عباس محمود العقاد": { ليس المهم ان تكون في النور كي ترى ، المهم ان يكون ما تود رؤيته موجودا في النور } .
هذه الرواية سياسية بإمتياز ومن الجدير ذكره أنّ النّقاد اختلفوا في وصف الرواية السياسية ، فهناك من فصل بين الرواية و عالمها الخيالي و بين السياسة و عالمها القاسي. لكن هناك من رأى أن في كل نوع من أنواع الرواية سواء كانت واقعية او فنتازيا أو نفسيّة، هنالك سياسة و لو بنسب متفاوتة، وأنا اتفق مع هذا الرأي .
تتصف الرواية السياسيّة بأنها واقعيّة، تعمل على إبراز الأحداث مثلما حصلت بعيدا عن الخيال .
خلاصة الرّواية هي أن "آدم" هو كلّ فلسطيني يناضل من أجل بلاده ومن أجل حرّيته المسلوبة و من أجل وطنه المغتصب:

{ انتفض آدم واقفا و الأصفاد في يديه وهتف بنبرة واثقة
- لا يأس و لا إحباط و لا تراجع عن الصمود و الإصرار و التّحدي
والإرادة الحُرّة } ص 168.

هذه رسالة الأديبة لكل من يقرأ هذه الرواية:
"الثورة لا تُجهض مهما أوغلوا في حقدهم، مهما قتلوا وعذبوا
وسجنوا وصادروا ومهما اقتلعوا من أشجار فلسطين. الثورة باقية حتى استعادة الأرض والوطن والهويّة" .

26.9.2023
جريدة الوسيط المغاربي الجزائريّة

___________

دراسة الروائي الفلسطينيّ بسام ابو شاويش عن الرواية:

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=549604187268439&id=100066565877354&mibextid=Nif5oz

*
*
*

دراسة النّاقد الفلسطيني د. محمد خليل عن الرواية:
Mohammad Khalil

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=595098482719009&id=100066565877354&mibextid=Nif5oz
*
*
*
*
*

دراسة الناقد السوري هاشم المشوح عن الرواية:

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=549601050602086&id=100066565877354&mibextid=Nif5oz

*
*
*
*

باقي الدراسات في هذا الموقع:

https://www.facebook.com/spokenarabicbyrita?mibextid=9R9pXO



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءة على رواية إلى أن يُزهر الصّبّار
- كلّ مَن يسوّلُ لهُ حنينُه أن يقتربَ مِن ناري/ ومضات
- سأمضي لأفضحَ العتمة
- لا شيء ينقصني في غيابِكَ/ومضات
- عندما تاقتِ القصيدة أن توَدِّعَكَ / ومضات
- أنا أسأل وريتاي تجيب
- السَّماءُ ينقصُها نجمة / ومضات
- مُهَمَّشٌ ولكن..!
- دمعةً تودُّ لو تبكي/ومضات
- لا أَلومُ الوردة / ريتا عودة
- أكتبُ لأُوْصِلَ لا لأَصِلَ/ومضات
- من نُطفَةِ حبرٍ ولدتُ شاعرةً/ ومضات
- رواية ماتت رجُلًا/ محمد خضير
- تكحَّلتْ عينايَ برؤياكَ / ومضات
- الذينَ حالفَهُم الوحيُ قَبْلي/ ومضات
- ما أنتَ بنبيّ /ومضات
- أُغرُبْ عنْ حُلُمي..!/ ومضات
- قد لا يعني لكَ شيئًا لكنَّه قلبي/ ومضات
- قصص قصيرة جدًّا
- وعرفتُ أنّني قُتلتُ /ومضات


المزيد.....




- الحكومة الأوكرانية تلزم ضباط الجيش والمخابرات بالتحدث باللغة ...
- تناغمٌ بدائيٌّ بوحشيتِه
- روائية -تقسيم الهند- البريطانية.. وفاة الكاتبة الباكستانية ب ...
- -مهرج قتل نصف الشعب-.. غضب وسخرية واسعة بعد ظهور جونسون في ...
- الجزائر تعلن العفو عن 2471 محبوسا بينهم فنانات
- أفلام كوميدية تستحق المشاهدة قبل نهاية 2024
- -صُنع في السعودية-.. أحلام تروج لألبومها الجديد وتدعم نوال
- فنان مصري يرحب بتقديم شخصية الجولاني.. ويعترف بانضمامه للإخو ...
- منها لوحة -شيطانية- للملك تشارلز.. إليك أعمال ومواقف هزّت عا ...
- لافروف: 25 دولة تعرب عن اهتمامها بالمشاركة في مسابقة -إنترفي ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - العيش على أمل اللقاء في رواية: -إلى أن يُزهر الصّبّار-.