داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 7747 - 2023 / 9 / 27 - 13:12
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
فلسفة العرب
ثمة معتقد يرى أن العرب ليس لهم فلسفة خاصة بهم، وثمة رأي آخر، مضاد، يرى عكس ذلك تمامًا، إذ يعتقد أن السومريين، بلاد ما بين النهرين، كانت لهم فلسفة، كذلك عند المصريين القدماء، توجد فلسفة، أي أن العرب سبقوا اليونان في التفلسف، لكن اليونان استطاعوا أن يمنهجوا الفلسفة، ويطؤروها بإطارهم الخاص، ضمن قواعد عُرفت على هذا الأساس ، فكانوا هم السباقين في هذا المضمار.
يقول لوبون كانت فلسفة العرب، حينما شرعوا يَدخلون ميدان الحضارة، مقتصرةً على مبادئ علم النفس العملية التي هي وليدةُ التجربة، لا الكتب، والتي ينتفع الإنسان بها وحدها في مضمار الحياة. ثم يضيف واليونان هم أساتذة العرب الأولون في الفلسفة كما أنهم أساتذتهم في مختلف العلوم، ولم تلبث كتب أرسطو وطاليس وهرقليوس وسقراط وأبيقور وجميعِ أساتذة مدرسة الإسكندرية من الفلاسفة أن تُرجِمَت.
لكن بالنتيجة فقد فاق العرب أساتذتهم (كما يعتقد المؤلف) بسرعة في جميع العلوم التي تقوم على التجربة، ولكن بما أن الفلسفة لم تقم حينئذ على التجربة وما إليها لم يتَّفق للعرب فيها تقدم محسوس. وكانت الجماهير تَمْقُت الفلاسفة مع ما تم لهم من المقام الأسمى في جامعات العرب، وكان الخلفاء يَرَون أن يَدْرَأُوا ما ينشأ عن مذاهب الفلاسفة من الفتن الشعبية فيُضطرون في الغالب إلى نفيهم لوقت معين.
ويؤكد صاحب كتاب (حضارة العرب) بقوله: وللجماهير ما تعتذر به عن معارضتها للفلاسفة، فقد نَبَذ الفلاسفة أكثر أحكام الإسلام، ولم يُسلموا بغير العقائد الأساسية كوحدانية الله ورسالة محمد، ثم كانوا ينشرون آراءَهم علنًا، ويهاجمون بها عقائد المؤمنين بدلًا من الاكتفاء بعرضها على المثقفين.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟