رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7747 - 2023 / 9 / 27 - 01:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 192
محمد عبد الله الشرقاوي والدعاية الإسلامية
هو أستاذ ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية ومقارنة الأديان بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وله مجهود متميز في مجالي مقارنة الأديان والفلسفة الإسلامية، ويعد من أوائل الأكاديميين الذين أعادوا تقديم علم مقارنة الأديان في الجامعات المصرية والعربية. ولد في جزيرة أرمنت بمحافظة الأقصر في صعيد مصر، وخاض طريقاً صعباً في طلب العلم، وحافظ على تفوقه وتميزه في جميع المراحل التعليمية. حيث حصل شهادة الثانوية الأزهرية في عام 1970م وكان من أوائل الجمهورية، ثم التحق بكلية دار العلوم وحصل فيها على شهادة الليسانس بتقدير جيد جداً بمرتبة الشرف في عام 1974م وعيِّن معيداً بالكلية. درس اللغة الإنجليزية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في منحة لمدة عامين بعد التخرج، وفي نفس الحين كان يحضر رسالة الماجستير التي حصل عليها في الفلسفة الإسلامية عام 1978م بتقدير إمتياز، وكان عنوان الرسالة "الصوفية والعقل". حصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية أيضا بتقدير امتياز بمرتبة الشرف وكان عنوان الرسالة "ال أسباب والمسببات، دراسة تحليلية مقارنة للغزالي وابن رشد وابن عربي".
الشرقاوي والدعاية الإسلامية
يرى الأستاذ الشرقاوي ان الاستشراق يشكل موضوعا غاية الأهمية ؛ لان اثاره امتدت الى العالمين الغربي والشرقي على حد سواء .
وان المؤسسة الاستشراقية قد أنجزت ما هو إيجابي وما هو سلبي . ومع ان جسامة سلبيات الاستشراق تغطي في معظم الأحيان على الإيجابيات، فيجب علينا أن نذكر هذه ولا نغفل تلك.
وقد ضرب الأستاذ الشرقاوي مثلا رائعا على ذلك هو موقف المسلمين من توماس كارليل فقال ما نصه :
" وحتى توماس كارليل في كتابه الابطال وعبادة البطل يمدح الرسول ص ويصفه بالصدق والإخلاص ، ولكنه يصف القران بأنه كتاب " ممل مضطرب ، مختلط مشوش ، جاف يعيد ويكرر بلا نهاية ، مطول حتى الاملال ، معقد غباء لا يطاق .
و كارليل هذا هو الذي يستشهد به كثير من المؤلفين المسلمين – بسذاجة- على " اعتراف " بعض المستشرقين وبعض الغربيين بعظمة الرسول ، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم في حاجة الى " الاعتراف " ، وكأن شهادة كافر به تعلي من قدره . والله تعالى يقول له صلى الله عليه وسلم : { لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 166] ".
يبدو ان الأستاذ الشرقاوي سبقنا في نقد الدعاية الإسلامية وله التفاتات رائعة في نقدها على الرغم من تحفظاتنا الكثيرة على كتابه( الاستشراق والغارة على الفكر الإسلامي) لأن الكاتب إسلامي مؤدلج لديه فكرة مسبقة عن الموضوع يكتب وفقها .
ينظر : محمد عبد الله الشرقاوي : الاستشراق والغارة على الفكر الإسلامي، دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة - 1989، ص 73 .
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟