أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم علي - الإسلام و القانون العلماني















المزيد.....


الإسلام و القانون العلماني


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(سِï أ. دِلèçê)


الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما تتزايد حالات الغضب الشعبي في دول عديدة حول العالم، إزاء الأحداث المتكررة لحرق القرآن في السويد، إنقسم الرأي العام الى نصفين و عادت المناكفات السياسية بين اليمين و اليسار و أقصى اليمين.
ردود الأفعال في دول عديدة كانت سبباً كافياً لكي تعيد الدنيمارك النظر في تشريعها القانوني، عازمة بذلك للحد من هذه النوعية من التظاهرات الفردية من جهة أخرى دخلت السويد في دوامة جدل واسعة بين أحزاب الحكومة و المعارضة ليس أقل من ذلك على الصعيىد الشعبي و النخبة بين اوساط المجتمع.

الإسلام و الهوية الأوربية
للخوض في هذا الموضوع أرى من المناسب أن أبدأ بقصة حدثت معي شخصياً، أثناء إستراحة الصباح في العمل و مع نفر من الموظفين من ضمننا مدير الموظفين، كنا نتحدث بشكل عام عن السياسة و الإقتصاد و ما الى ذلك ، اثناء الخوض في الحديث قلت أنا يساري، المدير:ـ "أنا يميني"، المواضيع متشابكة لكنها كانت في سياق الحديث عن الحرية الفردية، تحدثنا عن الفقرة الثانية بالدستور الأمريكي التي تجيز للمواطنين حمل السلاح و تكوين ميليشيات في حال مارست السلطة إضطهاداً بحق الشعب، المدير معجب بهذه الفكرة لأن غايتها جميلة بالنسبة له. طبعاً هو يقف بالضد من نظام الرفاهية السويدي، يفضل النسخة الأمريكية فيما يتعلق بحقوق الأفراد.
بعد هذا الحديث المطول، كانت كلما سنحت الفرصة للحديث، تناولنا في جزء كبير من هذا الحديث القضايا السياسية، الدين و ما الى ذلك. المسيحية و الإسلام، حرية التعبير و الكثير و الكثير من الأفكار في ضمن هذا الإطار.
في خضم الحديث تناولنا حادثة حرق القرآن، بينما كان من رأيي أن تقوم الشرطة بعمل تحقيق في الأسباب و الدوافع و الغرض و الغاية من حرق القرآن على الملئ، كي لا نغامر في مصالح السويد لإجل شخص لا نعرف عنه شيئاً سوى معاناة و ماضي تشوبه الشوائب.
بينما المدير بالضد، يرى أنه يجب أن لا نهتم لردود الفعل طالما كنا نفعل الفعل الصحيح و هو (حرية التعبير)، كانت أفكاره غير متماسكة أمام الحجج التي طرحتها، الى أن وصل الى زاوية في الجدال و طرح فكرة مفادها أن على الشرطة ان لاتسمح للأجنبي، و تعطي الترخيص اللازم لهكذا عمل، فيما تحافظ على الحق في حرية التعبير للمواطنين السويديين.
النقطة التي إتفقنا حيالها هي ردة الفعل الغبية و الغير المبررة و المبالغ بها، جراء حرق القرآن.
ـ لِما علينا ان نهتم لإجل شخص حرق نسخة من كتاب في مكان ما، كان التجاهل في هذه المناسبة أفضل ردة فعل.
في مناسبة ثانية تطرقنا الى موضوع الدين، المسيحية و عرجنا الى الإسلام، قال المدير لقد قرأت القرآن، و ما لا يعجبني بالإسلام هو انه يريد أن يصبح الجميع مسلمين، سألته ماذا عن المسيحية؟، فأجاب: بأن المسيحية تحمل بشارة سعيدة و رسالة خلاص (قلناها سوية لأنني أعرف بذلك).
لا أريد الخوض في تفاصيل الفروقات بين الأديان. لكن كان من الجيد و المثمر أن نسمع وجهة نظر من مراقب خارج منظومة التفكير الإسلامية على الأقل. هنالك ندوة لـ سيد القمني يطرح بها أفكاره التي كونها خلال دراسته للفكر الإسلامي و البيئة التي نشأ بها الإسلام.
سيد القمني :ـ "لنحمي الحضارة منا" ، و كي يعرف العالم كيف نفكر
"ــ الإسلام نشأ في منطقة من أفقر مناطق العالم ، بيئة ضنينة شحيحة ، شحيحة في كل شئ......
بما أن العربي القبلي لا يخضع لسيادة سيد قبيلة أخرى، بالتالي تعطل قيام نوع من أنواع الحكومات البدائية أو الدولة البدائية الموحدة حتى ظهور الإسلام الذي جائهم بالقبيلة الأكبر، أي أنه قدم لهم قبيلة أرقى و أكبر، ليس بني عبد مناف و لا بني هاشم و لا تميم ولا كلب، إنما هي القبيلة التي يخضع لها أرباب القبائل الأخرى، هي قبيلة رب السماء نفسه، اللي هو ممكن أن تخرج من قبيلتك و تدخل قبيلة الإله و انت مطمئن بأنك قد إرتقيت في سُلم القبلية."
ـ من هذه النقطة نستنتج أن ما طرحه وليام (المدير) من رأي بأن الإسلام يريد من الجميع أن يصبحوا مسلمين هو كلام يتطابق مع كلام سيد القمني، أكاد أجزم بأن وليام لم يسمع يوماً بسيد القمني. لكنه إستنتج هذا الإستنتاج من خلال قراءته للقرآن.
المواطن الأوربي العادي يرى من الإسلام تهديداً محتملاً لطريقة حياته و للمكتسبات التي إكتسبها في ظل العيش في دولة تحكم بالقانون العلماني.
الإعتداء على السفارة السويدية و حرقها في بغداد يشكل إنذاراً لنا و تذكيراً متجدداً، بأن (الوحش) يحتاج الى قبضة الدولة ذات القوانين العلمانية كي تكبح هيجانه.
في نقاش لتبعات هذا الحدث على شاشة التلفاز السويدية، قالت رئيسة الوزراء السابقة ماغدالينا أنديرسون (عن حزب الإجتماعي الديموقراطي) :ـ "أن هذا العمل يجب أن يتوقف (تقصد حرق القرآن) لأنه يهدف الى بث الكراهية و العنف" في حديثها تقول بأن مصلحة المواطن السويدي و أمنه تشكل أولوية قصوى. فيما يجابهها رئيس حزب (ديموقراطيو السويد) جيمي أوكيسون :ـ"بأننا لا ينبغي علينا أن نتنازل عن حرية التعبير ، مع ذلك أنا لا أشجع أي شخص بحرق أي كتاب، ما يريده اليميني المتطرف و حزبه بأن تقوم الشرطة بزيادة مواردها و أدواتها لحماية السويديين حسب تعبيره، متهماً حزب الإجتماعي الديموقراطي "بالتخاذل بما يتعلق بالحق بحرية التعبير"، فيما جوبه مباشرتاً من قبل رئيسة الوزراء السابقة ماغدلينا أنديرسون :ـ"بأن حزبها(الإجتماعي الديموقراطي هو من سن هذه القوانين بما يتعلق بالحق بالسخرية من الدين و إنشاء دين و نقد الدين"......الجدال محتدم و المناكفات السياسية بين الأحزاب مستمرة.
أنا لا زلت متمسكاً برأيي بضرورة عمل تحقيق في أسباب و غايات و أهداف حرق نسخة من القرآن، لكن محور تفكيري يتجه إتجاه ردود الأفعال الهمجية التي حدثت عقب حرق كتاب، التجاهل كان أولى، المجابهة بالمحاكم وليست بالتهديدات.
إن أكثر ما يشير الإشمئزاز و النفور و الغضب هو المحاكم العراقية التي ترجع الشريعة الإسلامية للبت في أحكام معينة عندما يكون القانون العراقي غير واضح المعالم (خاصة القانون المتعلق بقضايا هوية الأحوال الشخصية و التسويات المدنية). هل كان هنالك غضب شعبي إتجاه هذه القذارات، لا و الف كلا.
إنحطاط لا يٌحتمل.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       سِï_أ._دِلèçê#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكان بين الأمم
- النفوذ الهائل للصين في العراق، ما سره؟
- إمرأة وسط مجتمع ذكوري، ما دورها؟ (قصة من المجتمع العراقي)
- عيد العمال العالمي، ماذا تعرف عنه؟
- تفسير سلوك الدول العظمى إتجاه بعضها البعض و الدول الصغيرة، ا ...
- الكفاح مستمر ضد القوى الظلامية ، الغاية مجتمع إشتراكي إنساني
- الأحزاب الرجعية المريضة و ميليشياتها تعي تماماً ما تفعله (بخ ...
- حكومة العتاكَة
- تَتَبُع خارطة الميليشيات أرض اللادولة .
- القاعدة و داعش في العراق ، خارطة التنظيمات الإرهابية .
- الإنصهار بالطبيعة عن طريق التسليم لها أو تطويع الطبيعة عن طر ...
- تغيير النظام السياسي القائم في العراق هل بات أمراً محتوماً؟
- شي جينبينغ يفرض سيطرته على الحزب الشيوعي الصيني، و مشاهد صاد ...
- الإعلام الموجه
- إستخدام السلاح النووي التكتيكي أمر وارد جداً.
- دو فو، أعظم شعراء الصين، حياته و بعض من قصائده.
- ما أحوجنا الى التضامن و التعاطف.
- العواقب الإجتماعية للسياسة
- صِراع الإسلام السياسي الشيعي في فيما بينهم ، ماذا يُريد مقتد ...
- جماعة التيار الصدري و حزب الدعوة، عناكب تأكل عناكب، ولكن


المزيد.....




- عملية مشتركة.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف مقر قيادة وحد ...
- عاجل: نيابة أمن الدولة العليا تستدعي حسام بهجت مدير المبادرة ...
- نصائح مجدي يعقوب لصحة القلب
- ناجون من حادث غرق قارب سياحي مصري يتهمون السلطات بالتغطية عل ...
- الطيران الإسرائيلي يستهدف رتلا لإدارة العمليات العسكرية في ا ...
- الحلم السويدي بات أصعب.. ستوكهولم تفرض شروطا جديدة للحصول عل ...
- سفير إيران في روسيا: تحالف طهران مع موسكو وبكين يشكل تحديا خ ...
- الناتو يقرر نشر سفن وطائرات ومسيّرات في بحر البلطيق، ما الهد ...
- وفاة راكب خلال رحلة على متن طائرة فرنسية والسلطات الأميركية ...
- قناة إسرائيلية تتحدث عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم علي - الإسلام و القانون العلماني