أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - طريق الخلاص من التناحر














المزيد.....


طريق الخلاص من التناحر


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7745 - 2023 / 9 / 25 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في صيف 2014 سيطر تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من اراضي العراق وسوريا،  وأعلن زعيم التنظيم قيام دولة الخلافة الاسلامية .
وجرت التصفيات الجسدية والاعدامات على نطاق واسع ، وكذلك الاختطاف والتطهير العرقي والتعذيب لمختلف الطوائف والاثنيات ، اضافة الى العنف الجنسي تحت مسميات السبايا وماملكت ايمانهم وغيرها من الممارسات المنحرفة عن الدين .

وبالمقابل حصلت عمليات انتقام عشوائية من قبل ميليشيات طائفية بعد تحرير المدن من التنظيم المتطرف ، من تدمير وقتل واختطاف وتهجير ، والتي شملت طوائف دينية واقليات تحت مسمى حماية المقدسات او الصحوة الاسلامية !

وجرت أعمال مشابهة لتلك في كثير من الدول الاسلامية .

كما تعرضت دول اوروبية وافريقية لهجمات ارهابية مختلفة من قبل تنظيم القاعدة ثم تنظيم الدولة الإسلامية .

وقد رافق التطرف الديني وماتبعه من عنف مفرط لكلا الطرفين ضعف القيم والمبادئ الاسلامية الحقة ، والابتعاد عن عقيدة الاسلام المسالمة، نتيجة الفهم الخاطئ للنصوص الدينية والانتقائية في تطبيق بعض النصوص واهمال النصوص الاخرى بما يوائم اجندات الاطراف المتصارعة . 

كل ذلك ادى إلى انقسام وتصدع كثير من المجتمعات العربية والاسلامية . وأثر سلبا" على جمهرة المسلمين في كل اصقاع العالم، حيث تسبب التطرف الديني والعنف باسم الإسلام الاساءة الى كثير من المسلمين ، رغم كون الغالبية العظمى منهم مسالمين ، ويعبرون عن الاسلام المحافظ ، الذي يتصف بالوسطية والاعتدال .

ان التطرف الاسلامي حالة طارئة في مجتمعاتنا ، حيث تعرّض الإسلام في السنوات الاخيرة من القرن الماضي إلى  تشويه صورته، بعد نشر أفكار ومعتقدات متطرفة منسوبة له،
نتيجة استغلال التكنولوجيا الرقمية في حملات الدعاية والتجنيد ، وادت الى مزيد من العنف والعمليات الارهابية .

في عالم غالبا ما يشوبه سوء الفهم والصور النمطية، من الضروري تسليط الضوء على الجوانب السلمية للإسلام، فهو دين يتميز بمفاهيم غنية من التاريخ والثقافة والروحانية  ورغم أن عناوين وسائل الإعلام قد تركز في بعض الأحيان على حالات العنف، فمن الضروري أن ندرك أن الإسلام، مثله مثل أي دين اخر ، يضم مجالا كبيرًا من الاجتهادات والمعتقدات الفرعية . ولكن غالبية أتباعه تلتزم التزاماً راسخاً بالسلام والرحمة واللطف . 
يعترف القرآن الكريم بتنوع المعتقدات الدينية ويشجع على الحوار والتفاهم . ويطلب من المسلمين التعايش بسلام مع أتباع الديانات المختلفة .

رفض الفيلسوف ارنولد توينبي ما تطرق إليه بعض المؤرخين من أن "القوة المادية" كانت العامل الحاسم في انتشار الإسلام .
  وحسب رأيه فأن الشروط التي طالب المسلمون الآخرين بها للإيمان بالدين الجديد لم تزد على تأدية عدد من الفرائض، ولم تكن بالأمر الشاق .

ان التطرف ظاهرة خطيرة لها اثار مدمرة على الدول ،  وقد تسبب في اراقة الدماء وتدمير البنية التحتية لدول عربية واسلامية وادى الى انقسام المجتمعات ونزوح الملايين من الناس ، مما يوجب على كل الافرد والجماعات نبذ التطرف ومحاربة الأفكار والمعتقدات  المنافية لتعاليم الاسلام المبنية على القيم الأخلاقية العليا .

وفي ظل التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي اليوم اصبحنا بحاجة الى تحرير العقول، والرجوع الى اصل العقيدة الاسلامية السمحاء التي تدعو الى السلام والرحمة والعدل ، والابتعاد عن الفكر الظلامي الذي يدعو الى التطرف والمغالاة .
ان العودة الى العقيدة الإسلامية في منهجها المعتدل والسوي سيساهم في تحقيق السلم الاهلي وبناء مجتمعات قوية وعادلة ، يتمتع جميع أفرادها بحقوقهم وحرياتهم من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية المبنية على التسامح وقبول الاخر .

ولذلك فان مواجهة التطرف مهمة اساسية وحاسمة لضمان امن  الشعوب العربية ومستقبل ابناءها وهو الطريق الاوحد للخلاص من دوامة الصراع والتناحر  .
ادهم ابراهيم




 

       



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كانت ايران مخلب قط في تدمير المنطقة؟
- العرب وعصر الظلام
- زمن التفاهة والالهاء
- تضليل الشعوب
- النوافذ المحطمة في بلداننا
- الانتماء الديني والمذهبي لايوجب التفريط بالحقوق الإنسانية
- فرص الاصلاح السياسي في العراق
- اثر الأحجار الكريمة على الإنسان
- اثر الاحجار الكريمة على الإنسان
- ظاهرة تعيين الاقارب في مؤسسات الدولة
- المخدرات في العراق. . المشكلة والحل
- الطريق لعودة سوريا الى الجامعة العربية . هل هي سالكة
- العودة إلى صراع الجنرالات في السودان
- أهمية التدريب
- تهافت الاعجاز العلمي للقرآن
- اصلاح النظام المصرفي في العراق
- الانفراج السعودي الإيراني هل سينهي ازمات المنطقة؟
- في بلداننا أصبح نضال المراة اكثر تعقيدا
- مائة عام من النضال ومازال النفوذ الاجنبي مستمرا
- تحول العراق الى دولة ريعية


المزيد.....




- استعانوا بطائرات هليكوبتر.. كاميرا تُظهر إنقاذ مئات المتزلجي ...
- عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط ...
- ضابط شرطة يطلق النار على كلب عائلة ويقتله.. وخلل فني في كامي ...
- تحطمت فور ارتطامها بالأرض واشتعلت.. كيف نجا بعض ركاب الطائرة ...
- إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق ...
- رويترز عن مصادر: نظام الدفاع الجوي الروسي هو الذي أسقط الطائ ...
- إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة عن تفجيرات إسرائيل لـ-بيجرات- ح ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي فقد ثقة الشعب والقوات في بلاده
- مقتل العشرات ونجاة آخرين إثر تحطم طائرة ركاب في كازاخستان
- قوات -أحمد- الروسية: الجيش الأوكراني يتحصن عند أطراف مقاطعة ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - طريق الخلاص من التناحر