|
بوب افاكيان : رأسماليّون ، معادون للشيوعيّة - نفاق صارخ و تناقض ساطع
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 7743 - 2023 / 9 / 23 - 15:33
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
رأسماليّون ، معادون للشيوعيّة : نفاق صارخ و تناقض ساطع بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 818 ، 4 سبتمبر 2023 https://revcom.us/en/bob_avakian/capitalists-anti-communists-blatant-hypocrisy-glaring-contradiction
لقد كان ممثّلوا النظام الحاكم في هذه البلاد دائما و لا زالوا مليئين نفاقا صارخا و تناقضا ساطعا . و كذلك هو حال آخرين الذين يشوّهون – أو ببساطة يرفضون أن يتفاعلوا بجدّية مع – الشيوعيّة ، و بوجه خاص الشيوعيّة الجديدة . و إليكم بضعة أمثلة مثيرة لا غير : * " الآباء المؤسّسون " لهذه البلاد ( و أجل ، كانوا " آباء " – رجالا ) صرّحوا في إعلان إستقلالهم أنّ " جميع الرجال خلقوا متساوين " . و مع ذلك عديد هؤلاء الآباء المؤسّسين – بمن فيهم مؤلّف إعلان الإستقلال ذلك ، توماس جيفرسن – كانوا من مالكي العبيد . و أربعة من الخمسة رؤساء الأوائل لهذه " الولايات المتّحدة الأمريكيّة " كانوا من مالكي العبيد . * قاد هؤلاء " الآباء المؤسّسين " حرب الإستقلال مصرّحين بتصميمهم على التحرّر من طغيان النظام الملكي الأنجليزي ، و قد تبنّوا كمبدأ جوهريّ معارضة الأنظمة الملكيّة . و مع ذلك ورثتهم السياسيّون اليوم بإستمرار يهذون بالعائلة الملكيّة البريطانيّة ، و كلّ حفلاتها السخيفة و المغرورة . قد يبدو هذا شيئا لا أهمّية له إلاّ أنّه عمليّا مثال معبّر عن واقع أنّ هذا النظام الرأسمالي - الإمبريالي فات أوانه بعمق – لقد فات تاريخ صلوحيّته منذ مدّة طويلة ، و فات أوان إمكانيّة أن يكون قوّة إيجابيّة في العالم . * الموظّفون السياسيّون الأقوياء لهذا النظام ، مثل جو بيدن ، يصرّحون بصفة متكرّرة بأنّ هذه البلاد منذ تأسيسها كانت مشعلا مشرقا للحرّية في العالم و أنّها اليوم منخرطة في الصراع التاريخي العالمي للديمقراطيّة مقابل " الأوتوقراطيّة " . و مع ذلك ، هذه البلاد تضطهد بشكل قاتل الناس داخل و بصفة متكرّرة أرست و تواصل دعم أنظمة قمعيّة مجرمة عبر العالم قاطبة . و بكلمات أحد العبيد السابقين و أحد الأنصار المصمّمين لإلغاء العبوديّة ، فردريك دوغلاس ، " بالنسبة إلى الوحشية المثيرة للتمرّد و النفاق بلا حياء ، أمريكا تسود بلا منازع " – وهي كلمات نطق بها في 1852 غير أنّها تعبذر بقوّة عن حقيقة هذه البلاد ، وصولا إلى يومنا هذا . و هذا مثال آخر عن واقع أنّ المبدأ المرشد لبيدن و البقيّة ليس الولاء ل " الديمقراطيّة " بل الولاء لكلّ ما يعتقدون أنّه يتقدّم بمصالح الولايات المتّحدة الرأسماليّة الأمريكيّة ، مع كلّ الإضطهاد الفظيع و الدمار الرهيب ، للبيئة و البشر عبر العالم . * في وسائل الإعلام السائدة التي تخدم هذا النظام يتمّ بإستمرار تشويه الشيوعيّين على أنّهم يقدّمون قائدا كأيقونة دينيّة أساسيّة. و مع ذلك وسائل الإعلام هذه نفسها تمدح ، بالتعابير الأكثر جدّية البابا الكاتوليكي – وهو بالنسبة إلى العقيدة الكاتوليكيّة الرسميّة يُعدّ معصوما من الخطأ ( دائما على صواب ، ليس حتّى قادرا على أن يخطأ ) في ما يتّصل بالإيمان و الأخلاق . تصوّروا لو أعلننا أنّ قادة الحركة الشيوعيّة ، نتيجة الموقع الذى يحتلّونه ، معصومين من الخطأ في ما يتّصل بالسياسة و الإيديولوجيا ! * نحن شيوعيّون ثوريّون نستند عمليّا على منهج و مقاربة علميّين لفهم الواقع و تغييره – الشيوعيّة الجديدة – غالبا جدّا ما نُستبعد على أنّنا " طائفة " ، و أنا نفسى " زعيم الطائفة " . و مع ذلك ، إلى جانب هذا التشويه السخيف ، هناك واقع أنّ حكّام هذه البلاد و آخرين يدافعونعن ذات المواقع الأساسيّة ، لن يُدينوا أبدا المسيحيّة على أنّها طائفيّة في حين أنّه من الممكن شرعيّا أن تعتبر كذلك . و قائد المسيحيّة الممدوح ، يسوع ، طالب أتباعه بالولاء بكلمات لن نستخدمها مطلقا نحن الشيوعيّون الثوريّون : " من أحبّ أباه أو أمّه أكثر ممّا يحبّنى ، فلا يستحقّنى . و من أحبّ إبنه أو بنته أكثر ممّا يحبّنى ، فلا يستحقّنى . و من لا يحمل صليبه و يتبعنى ، فلا يستحقّنى . من حفظ حياته يخسرها ، و من خسر حياته من أجلي يحفظها " ( الأنجيل ، متّى ، 10: 37:39 ) * في المدّة الأخيرة ، كتبت مقالا يتحدّث عن سبب لماذا لن يكون من الجيّد بل سيتسبّب في ضرر حقيقيّ أن نناقش روبار أف كندي الإبن و جنونه المعادي للعلم بشأن التلاقيح ( و غير ذلك من المواضيع ) ؛ و لماذا من الجهة الأخرى ، من المهمّ أم نتفاعل جدّيا مع عديد الأفكار و النظريّات غير المألوفة بما فيها الشيوعيّة الجديدة ( " روبار أف. كندي الإبن ... التدجيل و التآمر ... أفكار غير عاديّة و مقاربة علميّة – المحاورة أو عدم المحاورة – هذه مسألة مبدأ و منهج " ) و مع ذلك ، يظلّ المشكل أنّ عددا كبيرا جدّا يزعمون الإعتقاد في أهمّية عرض و نقاش وجهات النظر المعارضة حول مسائل هامة ، خاصة عندما يكون من الممكن القيام بذلك في إطار عقلاني ، يدوسون مبادئهم الخاصة المعلنة و يتبنّون مناهج رديئة في رفض التفاعل الجدّي مع الشيوعيّة الجديدة و بدلا من ذلك يتمسّكون بعناد بموقف جرى التعبير عنه بفجاجة في هذا الردّ من أكاديميّ على مقالي : يمكن أن يكون روبار أف كندي مشعوذا ، لكن كذلك هو كلّ من يسمّى نفسه شيوعيّ " – موقف يوفّر بسخرية مثالا مثيرا بالضبط للعجرفة و الإستبعاد بدون تفكير للشيوعيّة الشائع جدّا في صفوف الأكاديميّين وغيرهم . نفاق صارخ و تناقض ساطع : مثلما كتبت في ذلك المقال : " لعلّه ، إلى جانب تأثير التشويه الإعلامي المنتشر على نطاق واسع حول الشيوعيّة ، أحد أسباب رفض البعض التفاعل مع هذا الموضوع هو أنّهم يعلمون أنّه ليس لديهم عمليّا أيّة معرفة ملموسة عن الشيوعيّة و تنقصهم خلفيّة صلبة لحكمهم السلبي عليها . و يبدو أنّ البعض لديهم على الأقلّ معنى أوّليّ ( و خوف ) من كون مثل هذا التفاعل سيفرض عليهم أن يتخلّوا عن ما يبدو أنّه أحكام إعتباطيّة مريحة – فالنقاش الجدّي حول الشيوعيّة سيبيّن بالتحديد أنّ ما يعتقد فيه على نطاق واسع ، حكم " يعرف الجميع " بأنّ الشيوعّة كانت فظيعة سيتبيّن أنّه إفتراء خبيث لا صلة له جوهريّا بالواقع ؛ و أنّ الشيوعيّة الجديدة في محاكمتها لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي و نظرتها الشاملة و الملموسة لعالم مختلف راديكاليّا و أفضل ، تمثّل شيئا إيجابيّا بعمق ، شيئا تحريريّا حقاّ ، يحتاج تبنّيه بنشاط و بصفة ملحّة و تطبيقه على العالم . بالنسبة إلى عديد الناس ، يتطلّب هذا مواجهة ما تبدو حقائق غير مواتية لكن عمليّا تحريريّة و " التحرّك للخروج من منطقة رفاه الشخص ". هل نحتاج أن نقول إنّ هذا ليس سببا شرعيّا أو تبريرا للإخفاق في أو رفض التفاعل الجدّي مع الشيوعيّة الجديدة ؟ التعويل على ألحكام السلبيّة " الأرض المنبسطة " حول الشيوعيّة ، دون التفاعل الجدّيّ ،و بالأخصّ مع الشيوعيّة الجديدة لن يجعل من هذه الأحكام أحكاما صالحة . لن يلغي بل سيساهم في ـابيد الضرر الكبير الذى تتسبّب فيه مثل هذه الأحكام غير الصالحة . لم يمحو واقع أنّه من ناحية ، في ظلّ هيمنة هذا النظام الرأسالي – الإمبريالي – بفرضه العلاقات الرهيبة الإستغلاليّة و الإضطهاديّة و تسريعه في تحطيم البيئة و تشديده من خطر حرب نوويّة – تُدفع الإنسانية نحو كارثة حقيقيّة و من الناحية الأخرى ، أنّ الشيوعيّة الجديدة تمثّل السبيل الوحيد للخروج من هذا الجنون بإتّجاه عالم و مستقبل يستحقّهما البشر و يخوّلان التعبير عن أعلى طموحات الإنسانيّة . " (*) Robert F. Kennedy Jr... Quackery and Conspiracy... Unconventional Ideas and a Scientific (*)هذا المقال" Approach—To Debate´-or-Not to Debate, That Is a Question of Principle and Method" revcom.us متوفّرعلى موقع أنترنت
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روبار أف. كندي الإبن ... التدجيل و التآمر ... أفكار غير عادي
...
-
لذكرى مهسا ( جينا ) أميني و من أجل تحرير كافة النساء في العا
...
-
في الذكرى الأولى لتمرّد جينا في إيران : الثورة ، لا شيء أقلّ
...
-
بوب أفاكيان : الثورة : المنعرجات الكبرى و الفرص النادرة أو .
...
-
بوب أفاكيان : الثورة ممكنة – يجب إغتنام هذا الزمن النادر
-
المغرب : خسائر الزلزال العنيف تقدّر بآلاف الوفايات و ىلاف ال
...
-
بوب أفاكيان : حالة طوارئ : سلاسل تقيّد الذين هم في حاجة بيأس
...
-
بوب أفاكيان : الليبراليّون ...كاذبون ...كاذبون
-
لماذا كذبت الولايات المتّحدة بشأن المجازر التي إقترفتها العر
...
-
بوب أفاكيان : الإلاه و التحيّز و الإضطهاد و الرعب ؛ و طريق ا
...
-
بوب أفاكيان : فكر - مناهضة الإستبداد - فكر مناهض للعلم – خدم
...
-
بوب أفاكيان : الإستغلال : ما هو و كيف نضع له نهاية
-
بوب أفاكيان : وضع نهاية للإستغلال و للإضطهاد كلّه
-
بوب أفاكيان : النظريّة الشيوعيّة العلميّة و مشكل - الخطّ الج
...
-
بوب أفاكيان : دستور الولايات المتّحدة : نظرة مستغِلِّين للحر
...
-
الواقع و تشويه الواقع – الحقيقة الموضوعيّة و التأثيرات الذات
...
-
الحرائق القاتلة في هاواي :كارثة تسبّبت فيها الرأسماليّة – ال
...
-
بيان مساندة لحركة المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا
...
-
سجن شابة لقيامها بعمليّة إجهاض – سابقة خطيرة ... و الحاجة ال
...
-
سميّة كرغار [ سجينة سياسيّة من إيران ] تتحدّث في مهرجان شمس
...
المزيد.....
-
غزة: لماذا تختار الفصائل الفلسطينية أماكن مختلفة لتسليم الره
...
-
نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة شقيق الرفيق السعودي لعمالكي عضو
...
-
الحزب الشيوعي العراقي: تضامنا مع الشيوعيين السوريين ضد القر
...
-
موسكو: ألمانيا تحاول التملّص من الاعتراف بحصار لينينغراد إبا
...
-
مظاهرات بألمانيا السبت وغدا ضد اليمين المتطرف
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
-
تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا
...
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|