أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير شريف البرغوثي - غراب قابيل وإعلام النعام














المزيد.....


غراب قابيل وإعلام النعام


بشير شريف البرغوثي
مؤلف

(Bashir Sharif Bargothe)


الحوار المتمدن-العدد: 7743 - 2023 / 9 / 23 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قابيل رأى غرابا فتعلم منه كيف يواري سوأة أخيه وبعد آلاف السنين تعلم زعماء البشر كيف يدفن الواحد منهم سوأته في الرمال فلقد تعلموا شيئا من النعام و لكن فاتتهم أشياء كثيرة . إن النعامة تزج رأسها في الرمل كي تسمع لأن عيناها تفتقران إلى البعد الإستراتيجي ومهما نظرت في الأفق فلن ترى الأخطار التي قد تحيط ببيضاتها لذلك تهرب من الفضاء إلى الأرض كي تسترق السمع و تخمن من خلال معرفتها أصوات الوحوش و الطبيعة ما هي نوعية الأخطار التي قد تواجهها. أما زعماء العالم هذه الأيام فإنهم يهربون من رؤية الوقائع على الأرض إلى صناعة الصورة و التصور في الفضاء. و كل فضاء خيال
هدف النعامة هو حماية رعيتها و أما زعماء العالم فلا يخشى واحدهم إلا شعبه، وإذا كان هذا ينطبق على مجتمعات الجنوب أو العالم الثالث فإنه أوضح في الدول المتقدمة .. و تابعيها طبعا . في التابعين نجد أن أخشى ما يخشاه نتنياهو الآن هو تحويله إلى التحقيق و إدانته بالفساد و الزج به في السجن.
ليس ترامب بأحسن حالا و لا عائلة بايدن.
لم يكن ويلسون أو حتى ستالين أحسن حالا من حيث عدم القدرة على الرؤية .. و كانت النتيجة في هذه المنطقة المسماة "الشرق الأوسط" حرمان شعوبها من حق تقرير المصير .. تم حرمان العرب جميعا من هذا الحق و تم حرمان الشعب الكردي مثلا و هما شعبان موجودان تاريخيا و بشريا و جغرافيا و حضاريا ومقابل ذلك تم إعطاء "شعب إسرائيل" هذا الحق على الرغم من أنه لم يكن لديهم سنة 1917 أي تواصل تاريخي أو جغرافي في المنطقة .. هل يوجد عمى أكثر من هذا؟
تم رسم الخرائط و تم استرضاء تركيا و إيران .. وبعد سنوات قليلة صار لابد من حل مشكلتين هما المشكلة الكردية و الفلسطينية .. وحيث أن الشعبين حرما ظلما و عدوانا من حق تقرير المصير فإنهما لم يتمكنا من تصنيع قيادة سياسية موحدة تلبي مصالحهما و لكن ظهرت لدى الشعبين قيادات .. الفرق واضح بين وجود مؤسسة قيادية لشعب و وجود قادة أفراد بين صفوفه ..
يبدو أن هذا سهل لكل القوى الفاعلة في الإقليم و العالم أن توظف طموحات الشعبين في اتجاهات هامشية وضمن دوائر مصالح ضيقة تنظيمية سياسية و حتى قبلية لا يربطها رابط و لا يجمعها جامع من المصلحة العليا للشعبين
وحيث أن العرب لم يتمكنوا من تشكيل دولة عربية قومية واحدة فقد كان طبيعيا أن تخاف الدول القطرية من أي انسلاخ عنها لأي مجموعة بشرية سبق أن وقعت بالعمى تحت سيطرة هذه الدولة أو تلك هكذا صار الأكراد في سوريا و العراق مثلا موضع شك من حيث الولاء الوطني و صار الفلسطينيون موضع ريبة في الدول التي تواجدوا فيها بعد نكبتهم أو مجرد جماعات ترغب هذه الدولة أو تلك في توظيفهم لصالحها
هكذا لم يعد الحق الأول و الأسمى أي حق تقرير المصير يحظى بأي دعم و صار "كل حزب بما لديهم فرحون" و ما من قوة من الجهات الحائزة للسلاح أو المال أو الدعم الخارجي ترغب في المطالبة به ، و في المقابل فإن متانة الجذور الفلسطينية و الكردية في أرضها لا بد أن تكون قوة دافعة جبارة قد تعيد التوازن إلى المنطقة كلها. لن يشكل منح الشعب الكردي حق تقرير مصيره بشكل متزامن في إيران و تركيا و العراق و سوريا أي خطر على العرب عندما يكون القرار العربي الإستراتيجي عربيا في مسوغاته و نتائجه. و أظن أن في تجربة الشعب الأسكتلندي المريرة ما يدعم هذه الفرضية



#بشير_شريف_البرغوثي (هاشتاغ)       Bashir_Sharif_Bargothe#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لأدب الإختلاف و مليون لا للمهاترات ضد الأكاديميين الفلسط ...
- فلسطين و حتمية المراجعة قبل المواجهة
- الذكاء الصناعي: كيسنجر وصناعة الأساطيل و الأساطير
- مغارات الذهب و مغامرات الدولار والصراع على الخبز
- انقراض العَمال و ازدهار الأعمال
- أنتن اتفاق أوسلو فوجب دفنه رسميا
- الكتّاب : رهان الجماهير الخاسر
- الكتّاب : رهان الجماخير الخاسر
- بناء النماذج لا صراع الأقطاب
- الحوار المتمدن و صراع البقاء و الإرتقاء
- hالثقافة العربية : بين وزارة الثقافة و ثقافة الوزير
- حركة المرأة العربية بين مطرقة المكانة و سندان المكان
- هل انهارت الثورة الإشتراكية حقا ؟
- حوارات الحوار المتمدن : ملاحظات انطباعية
- ضرورة تثقيف المثقفين
- الحدث السوري من منظور حزب العدالة و الديموقراطية
- ثورة العدل وعدل الثورة
- أهمية وإمكانيات إطلاق فضائية


المزيد.....




- يقدمون القرابين لـ-باتشاماما-.. شاهد كيف يعيش بوليفيون بمناز ...
- انفجار هائل ثم حريق خارج عن السيطرة.. شاهد ما حدث لمنزل صباح ...
- قتلى وجرحى فلسطينيين في خان يونس
- ترامب ويطالب بضم كندا والسيطرة على قناة بنما
- لافروف لـ RT: أحمد الشرع يتعرض لضغوط كبيرة من الغرب الساعي ل ...
- فنلندا تحقق في دور سفينة أجنبية بعد انقطاع كابل كهرباء تحت ا ...
- جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين في النصيرات بقطا ...
- تركيا توجه تحذيرا لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا
- صورة لـ-شجرة عيد الميلاد الفضائية-
- -اتفاقية مينسك لم تكن محاولة-.. لافروف يقدم نصيحة لمبعوث ترا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير شريف البرغوثي - غراب قابيل وإعلام النعام