أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صادق العلي - ادونيس والحداثة في امريكا سنة 2023 م .















المزيد.....


ادونيس والحداثة في امريكا سنة 2023 م .


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7739 - 2023 / 9 / 19 - 21:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تمهيد 1 :
اذا كانت المذاهب الاسلامية تُرجعنا الى معركة الجمل ومعركة صفين فإن العقل الحداثوي العرابي ( لو جاز لنا تسميته عقل حداثوي ) يُرجعنا الى العصور الاوربية الوسطى وفي الحالتين تبقى مجتمعاتنا خارج العصر الحديث .
تمهيد 2 :
قبل ايام حضر ادونيس الى ولاية متشكان الامريكية بدعوى احدى التجمعات الثقافية اللبنانية , كان عنوان الندوة ( الحداثة وواقع الثقافة العربية ) .
,,,,,,
لا احد يُنكر المحاولات الكبيرة والكثيرة لبعض الاسماء العربية التي حاولت النهوض بالمجتمعات العربية فكرياً لتلحق بركب الحضارة القائمة الان ومن اشهر تلك الاسماء ان لم يكن اشهرها هو ادونيس ( علي احمد سعيد اسبر ) .
اجزم بان كتابات ادونيس اسمهمت بشكل او بأخر ببناء عقول المهتمين بالشأن الفكري والادبي العربي بدرجات متفاوتة , ربما يختلف معه البعض او يتفق ولكنه يبقى الاسم الاكثر جدلاً والاهم بين جميع من تناولوا فكرة النهوض بالمجتمعات العربية .
جميعنا يعرف ان مصطلح الحداثة برز في وقت تطور العقل الاوربي ( النخبوي وليس الشعبوي ) وانتقاله الى التعامل مع الحياة وفق منظور علمي وفلسفي , اقول النخبوي وليس الشعبوي لاننا لم نعرف ان المواطن الاوربي البسيط قد اطلع على كتابات فرانسيس بيكون او ديكارت مثلا ولم يعرف سبينوزا ولم يسمع بأسم ايمانوئيل كانط او غيرهم من الفلاسفة والعلماء , بالمقابل اسهمت هذه الاسماء وغيرها بتراكم فلسفي و معرفي وعلمي بشكل اساسي للوصول لما اطلق عليه ( الحداثة ) وهي مرحلة انتهت ولم يعد لها ذكر الا في الاوساط الاكاديمية طبعاً في المجتمعات المتقدمة .
يجب الاشارة ان التراكم المعرفي الاوربي ( عصر النهضة والتنوير ) لم يسهم بتحجيم دور الكنيسة بحياة المجتمعات كما قدمها لنا العقل الحداثوي العربي وانما جاء انحسار دور الكنيسة نتيجة قرارات ملكية ( سياسية او دينية ) سأتناول بعضاً منها لاعتقادي بأنها الاكثر تأثيراً بتقويض دور الكنيسة ورجال الدين من غيرها :
1 –الملك فريديرك الثاني 1194م-1250م , كان هذا الملك على خلاف مع الكنسية ومع رجال الدين المسيحي , قام الملك فريدريك الثاني بحركة ترجمات فلسفية وفكرية للكثير من الفلاسفة والعلماء منهم ابن رشد على سبيل المثال , احدثت هذه الترجمات جدلاً كبيرة لما تحمله من معلومات مناقضة للفكر المسيحي تحديداً ارسطو وفلسفته بخصوص هل العالم ازلي ام مخلوق ؟ او القول بأن هناك خالق للكون ام صانع ؟ وغيرها من الافكار التي تصدى لها الفيلسوف اللاهوتي توما الاكويني بمباركة البابا غريغوريس الذي اطلق فتوى بتحريم هذه الترجمات وتحريم الاطلاع عليها وعمل على القضاء على ما اسماها الهرطقات , بمجمل هذه الترجمات والنقاشات تعتبر اهم تقويض لدور الكنيسة الكاثوليكية وقتئذ .
2-حركة الاصلاح البروتستانتية التي قدمت منظومة اصلاح الديانة المسيحية وتخليصها من الافكار الخاطئة كما تعتقد في الكنيسة الكاثوليكية , الافكار التي طرحتها البروتستانتية بخصوص غفران خطايا الناس وحصولهم على الخلاص الابدي مع السيد المسيح كانت مقنعة للكثيرين وحتى لبعض الفلاسفة مثل جون لوك الذي دعى للتسامح فيما بينها بوصفها مذاهب مسيحية , هذا الانشقاق كان الاكبر والاكثر تأثيراً على الكنيسة الكاثوليكية وتقويض دورها .
3-تاسيس الكنيسة الانجليكانية في انكلترا مع بعض الدول الاخرى وانفصالها عن روما وعن الكنيسة الكاثوليكية كان له اثر كبير بتقويض دور الكنيسة .
4-ظهور مصطلح ( قسم الولاء للملك ) ومصطلح ( حق الملوك الالهي ) و اجبار القساوسة والرهبان الكاثوليك على القسم بالولاء للملك وليس للكنيسة او الاعدام فوراً , منهم من اقسم بالولاء للملك ومنهم من رفض واعدم ( مئات القساوسة والرهبان الكاثوليك اعدموا في حينها) ولكن في الحالتين خلقت هذه الاوامر الملكية حالة من الرفض للكنيسة والتمرد عليها لتخليها عن ابنائها بمواجهة الملك , هذا تقويض اخر للكنيسة الكاثوليكية .
نلاحظ في هذه الاحداث الكبيرة عدم وجود اي فلسفة او معرفة او علوم او حتى عقل حداثوي خلق هذه الاحداث , ربما آثر بها بشكل بسيط لا يغير مسيرتها او يزيد من حدتها , انها صراعات دينية وسياسية امتدت على مئات السنين ( حرب الثلاثين سنة وحرب التسع سنوات وحرب الثمانين سنة وغيرها عشرات الحروب ) .
في ذات الوقت هناك فلاسفة وعلماء قدموا افكارهم وفلسفاتهم وساهموا بشكل كبير بخلق عقل علمي اوربي وليس عالمي مع الاشارة انه ليس بالضرورة ان يكون هؤلاء العلماء والفلاسفة ملحدين بدليل ان الفيلسوف جون لوك بدعوته للتسامح فانه يتسامح مع المذاهب المسيحية والاخرى وليس مع الملحدين إذ يعتبرهم بلا اخلاق لان الاخلاق عنده فقط في الديانة المسيحية ( كونه متدين طبعاً ) .
بالرجوع الى العقل الحداثوي العربي الذي قدم لنا مجموعة من الافكار بخصوص عصرالنهضة والتنوير الاوربي والحداثة , قدمها لنا على انها :
1-الوصفة السحرية لبناء المجتمعات في كل زمان وفي اي مكان .
2-يجب على الجميع الاطلاع عليها وفهمها بشكل دقيق كي ينهض المجتمع .
3-انها تخلق الوعي الانساني الذي يتخلص من الدين كونه نقيضها .

4-انها وحدة واحد او موضوع واحد بينما الواقع يقول انها قرون من التراكم المعرفي والحروب والنظريات العلمية .
صحيح ان المعرفة الانسانية تراكمية سواء كانت فلسفية او عليمة ولكن هناك بصمة المجتمع الخاصة للتعاطي مع تلك المعرفة , بمعنى اخر ومثالاً على ذلك ان بعض الدول ( سنغافورة مثلاً ) التي ارتقت واصبحت بمراتب متقدمة عاليماً لم توزع كتب سبينوزا على مواطنيها ولم تطلب منهم شراء كتب فولتير وانما عملت على بناء شخصية الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام دون الالتفات للاديان او مناقشتها , التركيز فقط على وضع القوانين وتطبيقها على الجميع .
حالياً الحداثة بكل تفاصيلها ذكرى من ذكريات التراكم المعرفي الانساني او مرحلة انتقالية لما بعدها اي ما بعد الحداثة , بدورها مرحلة ما بعد الحداثة اصبحت قديمة بالنسبة للفلسفات الحديثة مثل الفلسفة البنيوية التفكيكية وغيرها وصولاً الى الليبرالية الجديدة التي تهتم بقضايا المجتمع والمواطنين والمعايير الاخلاقية التي تسهم بشكل كبيرة بالعدالة الاجتماعية بين الجميع طبعاً بتدخل الدولة اقتصادياً واجتماعياً .



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخلاق المجتمع ... اوامر الاسلام.
- رفع مستوى القداسة !.
- الملحدون والتنوير العربي .
- حلبة مصارعة الاديان !.
- الدين الرسمي للدولة .
- ما هي نظرية المعرفة او الابستمولوجيا؟.
- اين نحن من التحقيب الانثربولوجي .
- الاكنوتولوجيا ... المغالطات المنطقية .
- الاكثر اهمية ... ميلاد عيسى ام قيامته ؟.
- مغالطة الاسلام السياسي .
- القبح الاسلامي يتجلى في ( سبايكر).
- الرهبنة المسيحية والتصوف الاسلامي .
- القتل في المسيحية وفي الاسلام .
- تفاهة (محنة خلق القرآن ) !.
- هل المسيح السابع عشر في الترتيب ؟!.
- ماذا يشأن الحوليات المارونية ؟.
- (المسيحية والاسلام ) المستوى الاول من التدين .
- اسرار الكنيسة السبعة
- المرأة في المسيحية وفي الاسلام .
- خطورة نواقض الاسلام العشرة .


المزيد.....




- القبض على -سفاح صيدنايا- ومقتل شجاع العلي في سوريا
- زيارة مثيرة للجدل: رئيس المخابرات العراقية يلتقي أحمد الشرع ...
- ماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية السورية الجديدة؟
- حقائب مهجورة وزجاج على الأرض.. هكذا بدا مطار صنعاء الدولي بع ...
- بولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتركيز على ا ...
- الدرك المغربي يداهم قرية ويحرر 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف ...
- شولتس يعلن اتفاقه مع ترامب على تنسيق المواقف بشأن النزاع في ...
- ريابكوف: موسكو ترى مؤشرات على انطلاق سباق تسلح جديد بالفعل
- الحوثيون يقصفون مجددا مطار بن غوريون
- أوروبا 2024.. هزيمة استراتيجية التصعيد


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صادق العلي - ادونيس والحداثة في امريكا سنة 2023 م .