أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - نظرة في كتاب -موجوعة- لإسراء جعابيص














المزيد.....


نظرة في كتاب -موجوعة- لإسراء جعابيص


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7739 - 2023 / 9 / 19 - 17:18
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


بداية نشير إلى أهمية ما يكتبه الأسرى وينتجونه، وما يُكتب عنهم، فهذا يبقي وجعهم/ ألهم/ قضيتهم حاضرة، رغما عن ضغط الحياة وما فيها من معضلات وهموم، الكتاب يتضمن مقاطع أدبية كتبتها "إسراء" ومقال/ تقرير عن الإهمال والمعاملة القاسية التي يُعامل بها الأسير داخل سجون الاحتلال، وهناك صورة رسمتها إضافة إلى مشغولات تطريز، كما يوجد فيه مقابلة شخصية أجراها عبد الحميد صيام تناولت حالتها الصحية وكيف تم اعتقالها ومعاملتها من قبل السجان، وهناك مقال كتبه عنها الأسير "راتب حريبات" إضافة إلى نص أدبي تقمصت فيه الأديبة "أسماء خليل أبو الرب" شخصية إسراء وكتبت نصا مذهلا، وكما كتب المحامي "حسن عبادي" مقالة عن تعرفه بإسراء وكيف أنها في كل لقاء كانت تصرخ: "من حقي أحصل على علاج" ص75، وأخيراً مقال كتبته "إيمان الأعور" تحدثت فيه معاناة إسراء.
فالكتاب متنوع ومتعدد الأشكال الأدبية، ونجد أكثر من لغة، حتى أن النصوص الأدبية التي كتبتها "إسراء" جاءت بلغة محكية، وإذا ما قارنا اللغة الأدبية التي استخدمتها "أسماء أبو الرب" بالتقرير الذي كتبته "إسراء" واللقاء الذي أجراه "عبد الحميد صيام" نصل إلى أن هناك أكثر من شكل ونوع أدبي تم استخدامه في "موجوعة"
العنوان "موجوعة" كان حاضرا فيما كتبه "إسراء" تقول في "تنهيدة" برسالة عبر الزمن أرمي بها في بحر الحياة:
"موجوعة كلمة تعبر عن الألم
تخرج كل أحاسيس المألوم لتخفف عنه
بهدهدة المكابرة
وتنهيدة المجروح المصاب بألم الاشتياق
والمتأوه من جراح جفت
مع جفاف فصول الخريف
الثماني التي مرت عليها موجوعة
وهي تحت أغلال القيد
دون أن تكسر" ص22.
فكر الألم حاضرة في الفكرة وفي الألفاظ: "فموجعة/ موجوعة، الألم/ بألم/ المألوم/ المتأوه المجروح/ جراح، جفت/ جفاف، الخريف، المصاب، أغلال، القيد، تكسر" فكل هذا الألفاظ تؤكد أن هناك ألماً هائلاً يقع على "أسراء" وما تكرار "الألم" بأكثر من صيغة إلا تأكيد لألمها ووجعها. ونلاحظ أن هناك تكراراً لغالبية ألفاظ الألم، وهذا ما يجعلنا نقول إن وجعها لم يعد يحتمل، كما أن استخدامها لصيغة الغائب في النص، حيث تتحدث عن امرأة (أخرى) غير "إسراء" يأخذنا إلى الحالة النفسية الصعبة التي تمر بها، مما جعلها غير قادرة على أن تتحدث عن نفسها، فأوجدت امرأة أخرى "موجعة" قدمتها لنا في "تنهيدة".
كما تستوقفنا ألفاظ "تنهيدة، بهدهدة" التي تخفف شيئا من ألم "الموجوعة" لاحتوائهما على حرف الهاء الذي يعطي الراحة لمن يلفظه، لأنه قريب من لفظ (آه) كل هذا يجعلنا نقول إن هذا النص البسيط يوصل فكرة "إسراء" وما تمر به في سجون الاحتلال.
النص الذي كتبته "أسماء خليل أبو الرب" جاء بلغة أدبية رائعة، كما أنها استطاعت أن تتقمص حالة "إسراء" وكأنها هي، جاء فيه:
"أطن، بل أعتقد أن جسدي لم يعد يحتاج إلى حرارة بعد الآن، بل إن روحي لا تعطش للدفء، ويداي لا تكره الشتاء، ولا تفتش عن مدفأة!
إن عطش الروح للكلمات الدافئة وللذكريات الخالية، للمرآة.. لن تعود! ستعود بحالة واحدة فقط، إن عادت أصابعي إلى يدي...
وإذا عاد وجهي إلى مرآته، وثقتي بالآخرين.
أنا لا أعد الأيام، ولا السنوات، القدر حولني إلى ذاكرة... والفرن نسي أن بداخله عجينة فأحرقها، وخرب مذاقها...
أهداني حارس السجن مرآة كي أنظر إلى وجهي كل يوم، وجهي الذي مسح خلفه الخطوات، ولم أعد أعلم أين رحل!
لن يعرف أحد مرارة الخروج من الجسد، ومن الذاكرة، ومن الحياة.. وهو لا يزال فيها" ص72
نجد ألم المرأة/ الأنثى حاضرا وبقوة في هذا النص، فبعد أن احترق وجهها وبترت أصابعها، لم يعد أحد يرغب بها (كأنثى) مما جعلها تعزف عن: "الحرارة، للدف/ المدفأة/ الدافئة" هذا وهو اللافت في هذا النص، فالثورة التي جاءت بها أوصل فكرة ألم المرأة/ الأنثى من خلال امرأة وليس من خلال رجل، مما جعل الفكرة تصل بهذا الشكل الجميل والمثير.
كما تحدث عن "المرآة" الوسيلة الأهم عند الأنثى التي تحتاجها لتبين جمال أنوثتها لرجلها، فهذه الأداة أيضا لم تعد تحتاجها، وما مرورها (العابر) على الزمن: "الأيام، السنوات" التي أهملتها، إلا تأكيد لألمها (وحسرتها) على جسدها الذي لم يعد يرغب به رجلها.
من هنا نقول إن هذا النص تجاوز حالة التقمص إلى حالة الحلول والتماهي مع "إسراء" فكانت الكاتبة هي "إسراء" لكن بلغة "أسماء"
الكتاب صدر عام 2023، دون اسم لدار النشر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرة في رواية اغتيال الرحيل للروائية باسلة الصبيحي
- المرأة والوطن والأسطورة في ديوان -يكتبني اسمك يكتبك اسمي- إب ...
- السيد بالومار للكاتب ايتالو كالفينو
- الطرح الاشتراكي في رواية -سادة الندى- جاك رومان
- السواد والمرأة ديوان -في الماء دائما وأرسم الصور- زياد العنا ...
- الكتابة كعنصر فرح وتخفيف في ديوان -حمى في حسد البحر- أحمد ال ...
- اللغة ودورها في خدمة الفكرة في مجموعة -على شرفة حيفا- حسن عب ...
- قصائد مختارة للشاعر الروسي يسينين
- مناقشة رواية المرافعة لحسام الديك
- مجموعة -القطا لا ينام- غريب عسقلاني
- الأنثى وأثرها على الكاتب في -لقاء الياسمين بين الآهات والحني ...
- الاشتراكية في رواية -النهر- جان الكسان
- العادات السلبية في رواية -ظلام النهار- لجميل السلحوت
- رواية -جبينة والشاطر حسن-والتّعدّديّة الثقافيّة لجميل السلحو ...
- القسوة في قمريات (7) قمر عبد الرحمن
- بدايات كتابة الرواية عند الشعراء هارون هاشم رشيد في رواية -س ...
- التجديد في رواية قطعة من السماء هيا عماد
- أثر السواد على السارد في رواية -حر انفرادي- محمد عزام
- فقدان المكان عند يونس عطاري
- التجديد في كتاب -فهم الدين، بحث تنويري- سعادة أبو عراق


المزيد.....




- صحافة عالمية: نتنياهو يجري حسابات سياسية لدعم صفقة الأسرى
- تكريساً للإبادة الجماعية:الاحتلال يستهدف مستشفى كمال عدوان م ...
- غانتس: نتنياهو يخرّب مفاوضات صفقة تبادل الأسرى من جديد
- إعدام 82 تاجر مخدرات في العراق
- جسد مشلول وقلب مكسور: حكاية نور بين أنفاس الحياة والموت
- ذوو معتقلين شاهدوهم يخرجون من سجون الأسد ولم يجدوهم
- يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايد ...
- متورطون بقمع وتعذيب المعتقلين.. ضباط من قوات النظام السوري ا ...
- فيديو.. لحظة اعتقال منفد هجوم -أعياد الميلاد- في ألمانيا
- ألمانيا.. دعوات لترحيل جماعي للمهاجرين على خلفية مأساة ماغدي ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - نظرة في كتاب -موجوعة- لإسراء جعابيص