أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرحان الركابي - قراءة في قصة صعود الى أسفل الدرج , للكاتبة والروائية المصرية مرفت البربري














المزيد.....

قراءة في قصة صعود الى أسفل الدرج , للكاتبة والروائية المصرية مرفت البربري


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7738 - 2023 / 9 / 18 - 20:50
المحور: الادب والفن
    


. قصة صعود الى أسفل الدرج لا تسلم مفاتيح ثيمتها من أول قراءة , وهي بحاجة الى عدة قراءات لتفكيك شفراتها التي وضعت من أجل أن يتماهى الاسلوب مع الثيمة , المفردات والجمل الذكية العصية والوصف الغامض والمحطات التي يقف عندها النص , وكأنه قافلة تسير وقد أتعبها السفر , حيث تتوقف لتستريح وتتزود بالمؤن وما يكفي لتكملة باقي الرحلة الطويلة
. الحالة التي يعالجها النص تشبه حالة صعود السلم الموسيقي , وهذه العبارة التي قالها الطبيب لا يدركها الا المطلعين على خفايا الموسيقى ومقاماتها
لكننا قد لا نسلم ونصدق بوصفة طبيب أو مختص , ونستطيع أن نراقب بطلة القصة وهي أمام حالتين واحتمالين من المعاناة , الأولى نها تعاني من ذكريات مؤلمة لبقايا تجربة حب قديمة وفاشلة , وهذه التجربة مازالت ذكرياتها وبعض تفاصيلها تتوغل في ثنايا الذاكرة المرهقة , التي أتعبتها وطوحت بها الاحداث , نلمس ذلك من خلال القرائن الموجودة داخل بنية النص والجمل والمفردات , وعلى سبيل المثال لا الحصر , ( تتماهى مع العزف وتراه يدعوها للرقص على نغمات حبهما من بعيد ) والفقرة الأخرى تبدو أكثر دلالة على تلك التجربة المؤلمة ( تجري اليه بكل ما أوتيت من قوة , يقتربان حتى يصبح قاب قوسين من أناملها , توشك أن تلمسه ذراعاها المشتاقة لمراقصته )
هنا , نحن أمام تجربة حب تستحضرها ذاكرة متعبة وتتخيل تفاصيلها الباهتة , اما لمضي الزمن , أو لوهن وارهاق أصاب الذاكرة التي تدور بين زواياها الاحداث
, الاحتمال الثاني اننا لا يمكن أن نثق بتلك الدلالات والاشارات الملغزة لنأخذ تصور موثوق به عن تلك التجربة الفاشلة , فقد نكون أمام حالة من هلوسات وهذيان روح متعبة , وذاكرة اجتاحها المرض وتوغلت في داخلها تعضيات الانفصام والانشطار الروحي , فثمة قرائن واشارات داخل النص تشير الى هذا الاحتمال الشبه مؤكد , فتلك المراة تتخيل الأنغام والألحان , والجو المشحون بالموسيقي والرومانسية , وحيث تندفع نحو شخص ما لتراقصه , لكنها تتعثر بعقبات الواقع , ( وعند سماع مقطوعتها التي رسمت لها ذاتا جديدة . في فراغ حلمها كسمفونية مرتبة النغمات , تتماهى مع العزف وتراه يدعوها للرقص ) انها تستفيق من كابوسها في كل مرة , لتجد نفسها وحيدة بلا موسيقى ولا شريك راقص , ولا رومانسية ولا أحلام وردية , وكل ما هنالك أصابع هائلة تخط لها قدرها المحتوم , والذي حاولت الفرار منه , حتى ولو بأحلامها وخيالاتها , لكنها لا تفلح أبدا , وفي كل مرة تجد نفسها مع الألحان البغضية التي سمعتها عدة مرات من زوجها , وقد كرهتها ونفرت منها , لأنها تعيدها الى الواقع الذي ترفضه ولا تريد أن تعترف به , لأنها تعاني من الانشطار الروحي والنفسي والسلوكي , وفي الحقيقة ان أغلب افراد مجتمعاتنا العربية يعانون من هذه الحالة , كثيرا او قليلا لكنهم على كل حال يعانون من الانفصام والاغتراب عن الواقع , لأن واقعنا الاجتماعي للاسف الشديد يساعد على تفشي مثل هذه الامراض والعاهات وينميها دون ان يعبأ بنتائجها الخطيرة
لقد أبدعت الكاتبة المتميزة مرفت البربري , في رسم صورة حية لحالة مرضية تعاني من الانشطار والانفصام عن الواقع المرير , ووضعت أمامنا لقطات حية للمريضة وهي ترفع ذراعيها وتراقص الهواء , والأوهام والأحلام المتبخرة
.
سرحان الركابي – العراق



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجترار الأماني
- مرني طيفك
- أحيانا
- لوحة
- قراءة في ومضة سيدي البعيد
- نافذة الغروب
- رغبات مرتبكة
- جدران الأحلام
- شهرياء المخلوع
- رحلة غير محسومة
- الفرق بين المغيوب والمجهول
- صورة الله بين التجريد والتجسيد
- هو وهي
- اصل الحكاية
- في داخلي قصيدة
- مستويات المعارضة
- السلاح خيارهم الوحيد
- شركاء في المكاسب فقط
- لنا ديننا ولكم دينكم
- نعم المشكلة في الاديان


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرحان الركابي - قراءة في قصة صعود الى أسفل الدرج , للكاتبة والروائية المصرية مرفت البربري