أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - لماذا لا (تتعولم) أمريكا؟














المزيد.....

لماذا لا (تتعولم) أمريكا؟


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7738 - 2023 / 9 / 18 - 13:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أكثر، وأشد، أنواع هجاء العولمة شيوعاً هو ذاك الذي ينعتها بالأمركة، فكأننا حين نتحدث عن «عولمة» العالم، يكون قصدنا «أمركته».

ومع أن هذا الهجاء تنقصه الدقة في الكثير من أوجهه، لكنه غير خالٍ تماماً من الوجاهة، على الأقل من زاوية واحدة كبيرة الأهمية، هي أن الصعود المدوي لعولمة العالم في العقدين أو الثلاثة المنقضية، تزامن مع الهيمنة شبه المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية على العالم، بعد انهيار ثنائية القطبين العالميين مع انهيار الاتحاد السوفييتي، وما تلا ذلك من تقهقر مكانة روسيا، عموده الفقري، وانشغال الصين بترتيب بيتها الداخلي أولاً، بصمت، وبعيداً عن الاستعراض، وتحاشي التنطح لأدوار عالمية لم تكن تجد أن لحظتها قد أزفت بعد.
لكن ما من شيء ثابتٍ على حاله، الثابت الوحيد في الدنيا هو التغيير.

روسيا التي خرجت متهالكة واهنة القوى بعد سباق الحرب الباردة الطويل، لم تعد كذلك، وحتى لو لم تستعد سالف المجد السوفييتي، لكنها باتت قوة كبرى قادرة على منازلة الهيمنة الأمريكية في أكثر من منطقة، بينها منطقتنا العربية مثالاً، وفي يدي فلاديمير بوتين أوراق قوة لا يصح الاستخفاف بها يرميها وقت يشاء.

الصين هي الأخرى كفت عن أن تكون الدولة المنكفئة على نفسها، المنصرفة لشأنها التنموي الداخلي، فهي اليوم تتصرف بمنطق القوة العالمية التي ليس بالوسع تجاهل كلمتها، ما فرض تغييراً في الاستراتيجيات الأمنية والدفاعية الأمريكية لتتوجه نحو آسيا البعيدة، حيث تأتي مؤشرات جادة على أن عالم القطب الواحد ينتهي أو يوشك على الانتهاء.

يمكن الحديث هنا أيضاً عن الصعود الألماني، فلعل هذه الدولة، باستعادة وحدتها، كانت أكثر المستفيدين من نهاية الحرب الباردة، لجهة استعادة دورها المحوري لا في أوروبا وحدها، وإنما في العالم كله، حتى لو ظلت مقصية من حق العضوية الدائمة في مجلس الأمن.

إلى ذلك كله تواجه الهيمنة الأمريكية على مناطق نفوذها صعوبات جمة؛ فهي لا تحظى بالقبول في كل مكان تعتقد أنها تسيطر عليه. باحث أمريكي قال مرة ما مفاده: كون الآخرين يشربون الكوكاكولا ويلبسون الجينز، لا يعني أن تفكيرهم بات أمريكياً، أو أنهم يستسيغون السياسات الأمريكية.

غاية القول أن العولمة لم تعد أمريكية. العالم يتعولم بألوان سياسية وثقافية متعددة، وفي كلمات أخرى: لقد حانت اللحظة التي لن يعود ممكناً بعدها أن يدار العالم من مركز واحد. ثمة مراكز قوة كبرى، تتشكل وتؤثر، لكن الناقص في هذا هو أن تعترف الولايات المتحدة بحاجتها، هي، إلى أن «تتعولم»، وتكف عن حلم «أمركة» الآخرين.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصائب لا تاتي فرادى
- للكتاب أكثر من عنوان
- انتحار الجنرال
- (صوت الذين لا صوت لهم)
- قمة بريكس
- طاغور أول آسيوي ينال (نوبل)
- الناتو يقايض كييف
- ولا عزاء للورق
- هل يصبح اقتصاد (الأطراف) مركزاً؟
- ثنائي بايدن - تراب باقٍ
- تاريخا ميلاد لإيزابيل الليندي
- التسامح ومداواة الجروح
- أحمد الشملان.. صلابة المناضل ورهافة المبدع
- عصر الغليان العالمي
- الشباب والثقافة
- الذكاء الاصطناعي غير محايد
- ميلان كونديرا
- تناقض عصيّ على الحل
- المشطوب من التاريخ
- أوروبا تستدير يمينًا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - لماذا لا (تتعولم) أمريكا؟