صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7736 - 2023 / 9 / 16 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"الوقف السني يحدد موعد ذكرى المولد النبوي"
"المرجع الأعلى يستقبل أحد الطلبة المتفوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة"
"السيد مقتدى الصدر يزور ضريح الامام علي"
"رئيس الوقف السني يطلع على الاستعدادات للاحتفال بالمولد النبوي"
هي ذي العناوين التي تتصدر النشرات الإخبارية، اخبار رجال الدين والمناسبات الدينية واهلة الأشهر والطقوس والمواكب، فوسائل الاعلام عرفت شروط اللعبة في هذا البلد، وبدأت تلعب على هذا الوتر، فهي تريد زيادة مشاهدتها بأي طريقة ممكنة، والا فأن الاخبار أعلاه ليس فيها شيء يلفت النظر، انها أكثر من عادية: رجل دين يستقبل طالب متفوق! ماذا في هذا الخبر؟ رجل دين يزور مرقدا دينيا يبعد عنه أمتار! وماذا في ذلك؟ رئيس الوقف يطلع على استعدادات لاحتفالات المولد النبوي! هل فيه شيء ملفت؟
لكن التعجب والاندهاش يزول ما ان تتذكر أنك تعيش حكم ديني، بكل ما تعنيه الكلمة، فالسلطة السياسية بيد رجال الدين او هم من يشرف عليها، وهؤلاء خلقوا وهيئوا مناخا دينيا صرفا، فجعلوا الناس تتنفس الدين، بل انهم يدفعون باستمرار لخلق وتوليد عناصر دينية جديدة، "مواقف، مزارات، طقوس، سلوكيات"، وحفزوا وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على ان يكونوا هم على رأس أولويات الاخبار.
الناس صارت لا تهتم بخبر انشاء مستشفى او مدرسة او جامعة او تعبيد طرق او انشاء جسور وأنفاق، او تطوير شبكة الاتصالات او انشاء بنية تحتية متطورة وراقية للكهرباء والماء، او مراقبة نسب الفقر او اعداد المعطلين عن العمل، او تشغيل المصانع والمعامل، او بناء وحدات سكنية تكفل حياة كريمة؛ كل تلك الاخبار صارت لا تعني شيئا للناس، لكن إذا ظهر خبر عن وعكة صحية اصابت رجل دين، فسيكون هذا الخبر هو "الترند"، وستبقى الناس تتابع تطورات الوضع الصحي لرجل الدين هذا.
الاعلام مساهم بشكل فعال في عملية تغييب الوعي لدى الناس، فأغلب هذه القنوات الإعلامية تتخذ منحى متخلفا ورجعيا في صياغة الاخبار وعقد اللقاءات واختيار القضايا التي تتم مناقشتها، بل ان اغلبها قد اشترتها قوى الإسلام السياسي، وقد دفعت بها أموال طائلة، لهذا فلا خلاص من عناوين الاخبار من .... نيوز هذه.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟