المهدي المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 7736 - 2023 / 9 / 16 - 10:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
موضوع صيانة الهوية يشغل الكثير من الباحثين و المهتمين بالشأن السوسيلوجي و باقي القضايا التاريخية المعقدة التي خلقتها الحروب و الهجرات الجماعية و اختلاف التقاليد و الثقافات.
أرى أن السجال في الموضوع ذو شجون و له أهمية كبيرة في توضيح و شرح مكونات الهوية في شمال أفريقيا تحديدا و إلى أي مدى شكلت استقلالية عبر مراحل تاريخية عرفت هجرات و تداخل في المكون البشري المتنوع المشارب الفكرية و الدينية و اللغوية منذ ان سكن الإنسان العاقل و من قبله الإنسان البدائي هذه المنطقة الشاسعة المترامية الأقاليم و المتشعبة الجنسيات شرقا و جنوبا من حدود البحر الأحمر إلى جزر الكناري في المحيط الأطلسي.
الانسان، الأرض، التاريخ، الثقافة هي مجمل المكونات الأساسية التي تحدد جوهر الهوية و كذلك أبعادها و تطورها.
الحدود تخلقها الحروب ليس فقط على مستوى الجغرافية و إنما كذلك على مستوى العقليات و نوعية الوعي الذي يوضح بشكل نوعي شخصية الإنسان و يجعله اما ان يلتقي و يشارك في المكون الموحد او يفترق و يجنح إلى ثقافات أخرى اما ان يحتمي بها من دافع اضطراري خوفا من الضياع و الاجتثات و لانه فقد ذاته و تلاشى و كان له ان يرحب بها و يقبل شروطها من موقع سلطة.
او يتأثر بها طواعية بشكل إرادي يحس انها تسعده من دون اكراهات مباشرة ذاتية.
و قد تطور هذه الافكار من وجوده بشكل او بآخر و قد تجعله أكثر انفتاحا على باقي الثقافات و الأفكار و النظم السياسية ذات الأفق الإنساني الديموقراطي المفيد ليس فقط لعينة بشرية في منطقة محددة و إنما لكل الافق الإنساني.
و العودة إلى تطور المجتمعات سنرى الكثير من التجارب ذات الأهمية المعرفية
الثقافة المتحررة من الدغمائيات و الثوابت الجامدة و القوالب الفكرية الجاهزة تساهم مع الإنسان الواعي في خلق نزعة نقدية و حس ارادي بخصوص الامور التي تهدف إلى بناء الذات المتكاملة و الرافضة للاكراهات مهما كان شكلها و نوعها في أفق و أبعاد هوية كونية تحترم فيها حقوق الإنسان أينما كان او من أين أتى.
يتبع في الموضوع...
مع اصدق تحيات
#المهدي_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟