أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خوشناف خليل - قراءة سردية في بعض من نصوص الشاعر محمد نور الحسيني














المزيد.....

قراءة سردية في بعض من نصوص الشاعر محمد نور الحسيني


خوشناف خليل
كاتب وشاعر

(Khosnav Khalil)


الحوار المتمدن-العدد: 7735 - 2023 / 9 / 15 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


في هذه القراءة، نجد أن الشاعر محمد نور الحسيني يبرز اللغة الهادئة والصور الشعرية البديعة في كل قصيدة. يتجلى ذلك في استخدامه للكلمات والتعبيرات المليئة بالنغم والإيقاع الموسيقي التي تضفى مفارقات شعرية جميلة على نصوصه تتراوح بين التركيز على ظروف الطبيعة وتأثيراتها على حالة المتحدث، إلى استكشاف عواطف ومشاعر المتحدث نفسه من خلال التحولات الشعورية التي يعبر عنها:
القصيدة
لاتخضع لكائن
لاتفتح براعمها في الريح
لقد خبّأتْ حروفها هناك تحت الظلال
نسيت اسمها
لونها
المتيّمين بها
من الشعراء
القصيدة كلامٌ لايخضع لقانون
ولايأبه لأيّ اعتبار ! .
في مجموع هذه القصائد، نلاحظ أن محورهم الأساسي هو التأمل في الذات والتفكير في الحب والعلاقات الإنسانية، حيث يبعث على تأمل القارئ وتساؤله على مقاصد الشاعر. ويتجلى ذلك في استخدامه للإماء والتمثيل للطبيعة والعواطف بأسلوب هادىء دون تهجم أو استفزاز لذائقة القارئ:
الشباب
اتركيني طيَّ المجهول
دعيني في شرخ الشباب
وجهي نَضِرٌ
شعري أسود خالٍ من الشيب
دعيني أبتكركِ
لحناً خالياً من العيوب
دعيني ياشابّتي!
الباب
مثلما فراشة تنقِّب عن الضوء
أنقب عن بابكِ
أبحث عن باب الحياة
ثمة بابٌ يلوح
وثمة فراشتي !
استخدام مكثف لجمالية المكان والزمان. لنلاحظ كيف يبدأ الشاعر بوصف ليلة "مكسورة الأضلاع" في قصيدة "نظراتكِ"، ثم يأخذنا إلى "ظهيراتٌ شديدة القيظ" في الأبيات التالية. جمال هذه المقارنات وتباينات الوصف تخلق لوحات شعرية جذابة وثرية.
نظراتكِ
وصلتني
ليلة مكسورة الأضلاع
الأشجار فيها ظمأى دونما مياه
نجوماً خرساء وصلتني
نهاراتٍ طويلة ومملة
لدى الأشخاص الوحيدين
نظراتكِ
ظهيراتٌ شديدة القيظ
تتركني مشدوهاً
محروماً
من مساءاتها المنعشة .
من حيث اللغة والأسلوب، تظهر في كثير من هذه القصائد مهارات بالغة باستخدام التشكيلات المعبرة، مثل "الأحلام الباردة" و"التي تصيب المرء بقشعريرة" في قصيدة "البعد". يجعل الشاعر من هذه التفاصيل المؤثرة جزءًا من سرده، مما يجذب انتباه القارئ للاستمتاع بجوهر القصائد.
البعد
إحصاءُ الأيام الطويلة
الأحلامُ الباردة
التي تصيب المرء بقشعريرة
البعدُ هو
هذه النارُ الخامدة
هذا الرمادُ المتأجِّج
هو هذه الحبيبة المخادعة..
البعدُ :
أينا يكون!؟
يستخرج الشاعر المشاعر الإنسانية مثل التذكُّر والاشتِيَاق والحِنين وذلك باستخدام سرد انسيابي:
تعالي
ضيفة تعالي
مقيمة تعالي
في الليل
في النهار
لكنكِ لن تغيري فيّ شيئاً
لأنك جئتِ مرة
وحللتِ في القلب
ومع ذلك تعالي!
يتمكَّن الشاعر أيضًا من ملامسة الوجدان الإنساني عبر هذه القصائد، سواء بالطرح المباشر أو بالتلميح. في قصائده يظهر التطور، حيث يمكن تتبع ملامح الشخصية وتغير آرائها عن طول تلك المجموعة: مثلا، في قصيدة "الربّ", يتحدث عن جمال وجوده في عيني المحبوبة ويلمس بذلك حب فردي؛ لكن بعدها يُزَحِم بأزهار الفكر والجدل:
الربُّ
أراه بعينيكِ
أزرق سماوياً
َرحيماً رؤوفاً
أقبسه
من رائحتكِ الربيعية
من صباحات خدودكِ المزيّنة بنظراتي
وأناملي التي تبحث عن الفردوس
أظلّ أقبسه
من لياليكِ
التي تمضينها في انتظاري .
في النهاية، يُعتَبر هذا الشاعر قادرًا على جذب اهتمام القارئ من خلال تحليلات سردية غنية في تقديم أفكار معقدة بطريقة جميلة ومبسطة للمتلقي. من خلال تكوين صوره التشكيلية في قصائده، يجسد المؤلف مفاهيم مثل الحب، الوجود، والخلاص من خلال استخدام رموز مألوفة وقابلة للتفسير:
الرسالة
مرة أخرى وصلتني رسالتكِ
لكنَّ الحروف ضائعة
مطموسة أجزاؤها
ولم يعد أحد ساهراً
هذه الليلة
غيري وغير هذه الحروف الهيروغلوفية ...!
يستخدم أسلوبًا هادئًا لإبراز جمالية التفكير المغمور داخل كل قصيدة:
لا
لاتعرفيني
دعيني حلماً للياليك الشتائية
دعيني حلماً أبدياً
ونامي فيه دونما وجلٍ
افردي شعرك على وسائد هذا الحلم
ونامي في الرخاء
نامي يا حلمي !
ما يجعل بيْنَ المشاهدِ التي يصورها سردً انسيابي يُسَهِّل تشكيل فكرة شعرية هادئة عند المتابع



#خوشناف_خليل (هاشتاغ)       Khosnav_Khalil#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين ندون تعثرنا
- هذا النزف
- ذاكرتنا المثقوبة
- قبلةً عرجاء
- ذاكرة الوجع .. بافي فلك
- حتى لا يكون حوارنا كحوار الطرشان
- سوريا ازمة خيارات ام جديتها


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خوشناف خليل - قراءة سردية في بعض من نصوص الشاعر محمد نور الحسيني