أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - أيام السيد عربي..!!














المزيد.....

أيام السيد عربي..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


ليس من عادتي السهر كثيرا فقد تخليت عن هذه العادة منذ ‏حكم علي بالزواج المؤبد مع الشغل والنفاذ ولكني كنت مضطرا ‏للسهر حتى أول ساعات صباح يوم الخميس الماضي لاسترضاء ‏أم العيال بعد سوء تفاهم عارض بسبب ديمقراطيتي "السكر ‏زيادة" مع الاولاد..!! فزمان سي السيد قد ولى إلى غير رجعة ‏فأصبح حالنا معشر الرجال المحترمين يستوجب أخذ دورات ‏مكثفة في السياسة الدولية وادارة العلاقات مع الجنس الاخر ‏وصولا إلى مرحلة مستقرة من التعايش السلمي..في ظل ‏طقس قاري متقلب من الفيتوهات المفاجئة والنيران الصديقة ‏والخرق السافر لحدود الذكورة أحيانا ومع ذلك مطلوب منا دائما ‏التمسك بمبادىء عدم الانحياز التي تتحول تدريجيا إلى الانصياع ‏للهيمنة الكبرى والرضوخ للامر الواقع..!!‏

رب ضارة نافعة..فبعد أن أنجزت مهمتي بصعوبة شديدة فكرت في ‏جولة سريعة على القنوات الفضائية لعلي أتصبح بوجه هيفا أو ‏أحظى بابتسامة نانسى خلسة وبعيدا عن "ايواكس" ‏المدام..وتخففا من ضغط الاخبار والصور المغمسة بالدم وشظايا ‏رؤوس الاطفال في بيت حانون ..!!‏
وكان إن استوقفتني قناة العربية ببرنامج أيام السيد عربي ‏فقضيت معه ساعة ليوصلني مشكورا إلى نوم متقطع على جمر ‏المذبحة..!! .‏

في هذا البرنامج الوثائقي شدتني الفكرة وهي على بساطتها ‏تقدم الأحداث التاريخيةمن 1942-2005 من خلال شخصية ‏حقيقية لبائع ورد مصري عربي أصيل "ايمان درويش " ‏ويؤدي مونولوجاتها الداخلية صوتا الإعلامي "أحمد حسني " ‏ويحرك العمل بحنكة وحرفية عالية المخرج "أحمد خضر " وقد ‏بدىء في إنتاج العمل من يونيه 2004 وانتهى في أكتوبر2005 ‏وقد عرضت أول حلقاته قبل شهرين ثم توقف لأسباب لا يعلمها ‏إلا الله ثم قناةالعربية..!!‏

والحلقة التي شاهدتها تستعرض بالصور الأرشيفية النادرة ‏واللقاءات مع الشهود المعنيين مرحلة من أدق وأخطر المراحل ‏التي عاشتها مصر والعرب وهي فترة ما بعد عبد الناصر وتولي ‏السادات الحكم مرورا بالمسميات المضحكة المبكية مراكز ‏القوى..وثورة مايو التصحيحية ..وعام الحسم والضباب..!!‏
وللحق فان مايعرضه المخرج علينا من صور قيمة مع تعابير السيد ‏عربي ومونولوجه لهو تكنيك جديد يستبيح الذاكرة الخاصة لكل ‏عربي منا ويجلسنا صامتين أمام شهادات متعددة ومتباينة فيما ‏يشبه محاكمة لحقبة تمتد من النكسة إلى عبور أكتوبر
والقاضي الموضوعي اليقظ في ضمير كل عربي يستطيع أن ‏يكتشف بسهولة أن كثيرا من التاريخ المصنوع والمغلف برداء ‏الحاكم يحتاج إلى إعادة نظر وكتابة من جديد..!!‏
‏ وأعتقد اني ومن شاهد هذة الحلقة قد تأكدت لدينا قناعات ‏أولها : أن السادات خاض بدهاء صراعا سياسيا ناجحا مع ‏معارضيه الناصريين ممن سماهم بمراكز القوى بمساعدة من ‏قوى داخلية وخارجية..!!مستغلا قدرته الفائقة على التمثيل ‏،والخطابةالتحريضية لاستمالة الشعب لصفه ولو على حساب ‏الحقائق.‏
وثانيها :إن السادات كان مضطرا للدخول في الحرب بعد إن ‏أوضحت لة أمريكا بجلاء عن طريق سفيره في واشنطن ‏‏"د.أشرف غربال "إن ليس أمامه إلا يحرك الماء الراكد..!!‏
ولاشك أنه يحسب للسادات تاريخيا انه صاحب قرار العبور الذي ‏استطاع من خلاله الجيش المصري رد الاعتبار ولو توفرت الارادة ‏القوية للسادات لمواصلة الحرب لربما كان انتصار الجيشين ‏المصري والسوري أعظم وأروع..!! ومع ذلك فاني لا أميل إلى ‏مايردده البعض من إن حرب أكتوبر لم تكن إلا مسرحية ..!! فلا ‏دليل دامغ على ذلك عدا عن انه ينتقص من عظمة أداء الجيش ‏المصري وقيادته.‏
وأعتقد أن السادات فيما بعد و من وجهة نظري المتواضعة على ‏الاقل قد أصابته عدوى الفرعنة التي غذتها البطانة السيئة من ‏حوله فمزق بيديه التضامن العربي الذي مافتئ يدعو له من خلال ‏مبادرته الشهيرة وأخطأ أخطاء سياسية كثيرة استنفذته شعبيا ‏وعربيا وأمريكيا مما مهد لاغتياله .‏
وقطعا فان التاريخ الحقيقي الموثق بالأدلة والبراهين سينصف ‏مستقبلا أو يدين شخوص المرحلة بما فيها السادات وهذا ما ‏تحاول أيام السيد عربي أن تلقي الضوء عليه .‏



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردة..لبيت حانون
- هكذا هم..وهكذا نحن..!!
- ارهاب×ارهاب
- من المتعوس وتابعه..الى خايب الرجا
- ياخوفي..!!
- حج متأخر.. الى عشتار
- حد الله..ياوطن..!!
- أنا والعندليب
- أنا والعندليب!!
- أخ..يابلد كبونات..!!
- والله ..وكبرت ياسطى..!!
- مؤمر..!!
- مرونجية..!!
- نعم..أنا بأكره امريكا
- هل هي استراحة المحارب..؟!!
- يا كتاب المارينز اتحدوا..!!
- لست بحاجة الى الرد..!!
- بنحبك يالبنان
- نحو شرخ أوسخ جديد..!!
- قانا..فتاوى..براءة


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - أيام السيد عربي..!!