حط في الخرج

عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7735 - 2023 / 9 / 15 - 10:13
المحور: الادب والفن
    

حط بالخرج *
اليوم صباحا فوجئت بأن Herr Schmidt على غير عادة كان ينتظرني على موقف الترام واسمه هنا ال Straßenbahn.عادة هو ومجموعته يتخذون من المحطة مقرا لإقامتهم.لكنه اليوم كان متأهبا وما أن شاهدني حتى هرول صوبي وقال لي :"سأذهب إلى مشوار صغير واتمنى منك ان ترافقني."حاولت التخلص منه محتجا:"إلى أين تسحبني؟".قال بلهجة حازمة :"اريد ان تأتي لتترجم لي بعضا مما قد لا افهمه. سنذهب للقاء شخصا أعرفه منذ أكثر من ربع قرن.كان معي في الجامعة ثم عاد إلى بلادكم.يوم أمس صادفته في الشارع ،عرفته رغم تقدمنا بالعمر ،وحين اوقفته متسائلا إن كان هو Amer Almansi نظر لي بفوقية قائلا:"Bitte ich bin Prof. AmerAlmansi.wer sind sie "? انا البروفيسور عامر المنسي ،من انت؟ هنا شهقت تعجبا .وعجبي له سبب واضح،فهنا سواء كنت بروف.او حمالا وخاصة في الشارع الكل سواسية، انت اما Herr أو Frau اما درجتك العلمية فعليك وضعها في مكتبك في الكلية ولا تتعنطز على ربنا فيها."ضحكت هممت ان اقول له:"يا صديقي شميث،طول بالك لسه ما شفت شي،شو نسيت عالم الفيسبوك والتيكتوك وانستغرام واليوتيوب ستشاهد الآلاف ممن يدعون انهم بروفيسيرات او علماء اودكاترة اوخبراء ويفتون في كل شاردة وواردة حتى في الدين وأمور الخلق والخالق". لكني تذكرت أن شميدت لا يملك هاتفا ذكيا وليس لديه اي اطلاع على وسائل التواصل الاجتماعي.لم اعرف حينها السبب الحقيقي لغضبه.اعتذرت عن الذهاب معه وعدت إلى غرفتي.قبل قليل خرجت إلى السوبر ماركت فوجدت شميدت في طريقي،استوقفني مجددا وقال:"هل تعلم ما هو تحصيلي العلمي؟"أجبته:"اعلم انك كنت تحضر شهادة الماستر قبل أن تترك الدنيا وما فيها وتعلن ثورتك على المجتمع بطريقتك الخاصة حيث تحولت إلى متشرد".ضحك وقال :"هذا زمن ولى لم أندم عليه،لكني يوم أمس ضحكت من الشخص الذي التقيته والذي ادعى أنه بروف.وقبل أن تسأل سأقول لك أن هذا الشخص حين زاملته لم ينه رسالة الدكتوراة،وبقدرة قادر أصبح بروف.هل المؤسسات عندكم لا تدقق في شهادات البشر؟.ضحكت وقلت له عندنا الشهادات تباع وتشترى هذا، غير الشهادات الفخرية والتي تملأ الفضاء أو المباعة من بعض الدول وانت تعرفها.يا عم شميدت لا تعصب ولا تزعج حالك...في من هذه الأشكال كتير روح ارجع كوع في محطة الشتراسن بان اريح الك والنا وحط في الخرج".
* من مجموعة جديدة قيد الإعداد

#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات