أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الامين - الطاعون














المزيد.....

الطاعون


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 07:56
المحور: الادب والفن
    


- لا تذهب اليوم إلى العمل يا أبي .

- لماذا يا بني ؟!

- رأتك دنيا في المنام وأنت تحمل خبزاً على رأسك تأكل منه الطير.

نظر ضابط الدرك أحمد إلى ابنته التي تجلس عن كثب وترك ابنه خالد يرتدي قميصه بنفسه واتجه نحو ابنته الحزينة.

- ألا تريدين الذهاب إلى المدرسة يا دينا ؟!

- سنذهب نحن إلى المدرسة، فقط أبقى أنت في البيت.

شعر أحمد بالحزن الغامر، أن طفليه هما ما تبقى له ليتعلق بأهداب الحياة، نظر في حنق إلى الغرفة التي يرتفع منها غطيط امرأة نائمة، تزوجها منذ عام نزولاً عند رغبة والده.. كان يعرف انها تقسو على طفليه كثيراً، طفليه المنكودين!! ماتت أمهما بالسرطان، منذ عام تقريباً، تركت في نفسه جروحاً عميقة جعلت الموت عنده فكرة مؤجلة.. لأجل خاطر الأطفال يقوم بدور الأب والأم، فلتأخذ ماله وجسده أما روحه فلا. كان زواجاً فاشلاً بمعنى الكلمة إرضاء للأب فقط، جاهد أحمد الابتسام وردد بلهجة مرحة تشوبها المرارة:

- هيا يا أولاد. قد أزفت ساعة الرحيل.

خرج ثلاثتهم في تثاقل، ركبوا السيارة إلى المدرسة، أنزلهما عند باب المدرسة طبع الطفلان قبلاتهم المعتادة على جبين والدهما وودعاه بحرارة غير معتادة دارت السيارة مبتعدة وغابت عند المنعطف.

* * * * *

انتهى اليوم الدراسي وخرج التلاميذ إلى الطريق أمامهم المدرسة بإنتظار ذويهم، جلس خالد ودينا والزمن يمضي ولا تظهر السيارة البيضاء الحبيبة.. فجأة سمعا دوي طلقات رصاص نارية ليس ببعيد. نهض الطفلان وأخذا يركضان مع جموع المواطنين، عند المنعطف شاهدا أعداداً من الناس تتجمهر صوب سيارة مهشمة تقف على كثب وجسد ممدد عند جدار مسجد في الجوار، اندفع خالد ودينا نحو مكان الحادث وطفقا يدفعان الناس بأيديهما الصغيرة حتى وصل مكان الجثة، شاهداه ممدداً تغطي دماؤه كل شيء، فقد هشم الرصاص نصف وجهه، نظر الطفلان في فزع إلى أبيهما الجميل، يبدو أنه تألم كثيراً وهو يزحف من السيارة المحترقة إلى سور المسجد، أنقض الطفلان على الجسد المسجى ينتحبان بحرقة، كان هناك العديد من الوجوه المتكلسة التي تجمعت ثم تفرقت، فقد أعتادوا رؤية مثل هذه النوع من الطاعون، جلست دينا عند الحذاء العسكري تفك الأربعة وجلس خالد عند الرأس الدامي يمسد شعر أبيه الملوث وردد.

- إذا أردت يا أبي أن تنام هكذا على قارعة الطريق، فلا حاجة لنا بالذهاب إلى المنزل .

تمدد الطفلان جوار ابيهما وناما .. ان ا لأطفال وحدهم الذين لا يعرفون لماذا يموت رجلاً طيباً كهذا.. في شوارع الجزائر ؟!!



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي...والتجريد
- عصام ...الخريج الذى فقد نفسه
- الانسان والابداع
- الحقيقة والجمال
- نظرية داروين واشكالية الحلقة المفقودة
- الطيب والشرير والقبيح
- اني جاعل في الارض خليفة
- قطار الشمال الآخير
- (3-3)النقل والعقل
- نسبية المعرفة(2-3)ا
- نظرية المعرفة(1-3)ا
- ميتافيزقيا الزمان والمكان
- حكاية حليمة الصومالية
- الدين والاخلاق عبر العصور
- نوستالجيا
- الانسان اولا
- .........الطاووس
- العراق وسباق المسافات الطويلة
- موت شاعر
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الامين - الطاعون