أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7729 - 2023 / 9 / 9 - 13:02
المحور:
الادب والفن
تسير منتزع الخطى
في طريق لا يعيدك
. . لذكريات البارحة
- متى غادرت منزلك
و . . كيف ؟
- أخرجت رأسك المبلل عن النافذة
- كان صباح غائم
، تلفح وجهك نسمات باردة
، تعبث بشعرك
. . تطايره عن مرقده
- من زمن ليس قريب
كانت هنا . . عصافير تملأ المكان
و . . شجار قطط الشوارع
. . يتسرب وراء الشجيرات المتشابكة
، تلاشى كل شيء
- منذ عقدين –
حتى نعيق الغربان توارى
، كما لو انها ذبحت . . كلها
. . في الحروب الجارية
، وربما ما تبقى منها
. . فضل الارتحال
- لم يعد الموطن آمنا
، استبدل الهواء برياح بارود
. . يعم الفضاء
، وحرائق تجوب المزارع
. . والحواري
، تجفف المناسل
- لم يعد هناك أناس يعشقون لهو البلابل
، يلقون الحبوب تارة
و . . أخرى يلاحقها الأطفال
. . جذلين فرحا
- لم تكن تخافهم
، معهم كانت تستمتع لعبة اللحاق
و . . الهروب
، وحين يقارب الملل
، تبسط اجنحتها طائرة الى الغصون
- حين ينصرفون
. . ننتشر للغذاء
* * *
ابت قدماك الوقوف
، تجرجرك بذهول
- هو السحر الذي عشته
. . في الطفولة
. . ولم تراه ثانية
- هذا الصباح المنتشي برذاذ الندى
، يحلق بك نحو ما يأسرك
، يسترجع فيك الروح
. . التي حالوا كثيرا وأدها
، وكنت كما لو أنك اضعتها
. . في احد السجون
، أو في احدى رحلات الهروب
. . من الاعتقال
- آآآآآه لك أيها الوجود
، قد أكون غاضبا عليك
، او كارها لحظة ادركت نفسي
. . فيك
، لكني اراك اليوم آخرا
، هو ما تملكني سرا
. . فيك عاشقا
- أيها الصباح الجميل
، قد عدت كما عرفتني
، اهوى كل الفصول
. . ذائبا في الجمال
- احملني أيها الغمام
. . في احضانك
، نقلني أينما شئت
. . فأنا المسافر دائما
، وانثرني رذاذا طيبا
يغزو نفوس النائمين
. . في موطني
ليفيقوا من سباتهم
، عساهم يلحقون كرامة العيش
، ويدركون سر التعبد والصلاة
، وسفر الغمام في ارتحاله
. . ليولدون من جديد .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟