عبدالكريم كاصد
الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 12:06
المحور:
الادب والفن
عَوْدٌ أبديّ
سبحانَ اللهْ !
عاد الخلقُ إلى طينهِ
وانتشرتْ أجنحةُ الليل
و(أنكيدو) غطّاهُ الشعر
وبان الذيل
وخيّرني ( إنليلْ )
بين الطين ونارهِ
سبحانَ الله ! ..
رماداً صرتُ
وآنيتي من طينٍ مفخورٍ
سبحانَ الله
سبحانَ الله
العربة
عربة
يجرّها الشيطان
سائقها الأشقرذو القبعة السوداء
نصفُ نائمٍ
والرجل المعمّم الطويلِ
ذو الجبةِ
خلفها يسير لاهثاً
عربة خضراء
باركها الله
تطير الآن
في طريقها إلى السماء
مهرّبون
مهربون
مهربون كثر
بذقونٍ حليقةٍ
أو لِحىً سوداء
بجوازاتٍ حمراء وخضراء وصفراء :
مهربو أسلحةٍ
فيديواتٍ للجنس
كلىً للزرع
حشيشةِ أفغان
بضائعَ شتى
بشرٍ وبهائمَ
شعراء
أيضاً
لكنْ
هل يصلحُ واحدُهم للبيع ؟
برلمان
في القاعة
طالعني حشدٌ من بالوناتٍ
تتشبّث بمقاعدها
وتحدّق خائفةً
أن تُفتح نافذةٌ
أو يعبر طفلٌ
أو يدفعها ناسٌ
فتطير
بالوناتٍ فارغةٍ
على هامش السيرة
قال صديقي
وصديقُ السلطةِ
حين رآني
قبل سنين
أتخفى في بغدادَ :
أراك أطلتَ اللحيةَ
قلتُ : حداداً
قال : على منْ ؟
قلتُ : على ما تحسبهُ عرساً أنتْ
قانون تحول الماء إلى بخار
كم يضجرني هذا القانون
وما يضجرني أكثر
مثالُهُ الأبلهُ الوحيد
" تحوّل الماء إلى بخار "
لكن ما أحوجني اليوم إليه
وأنا أرى تراكم المآتم
يتحوّل أعراس
ميليشيا
ذلك الذي يمسك البندقية عند الجدار
لديه ما يحرسهُ .. بيتاً أو مزرعةً
لكن قلْ لي :
" ما تحرسُ أنت ؟ "
انقراض
ينقرض
وفي مفترقٍ للطرق
يلوّح بعصاه:
هيكلٌ من عظام
الواهم
يتناثر أوراقاً
ويصيح : " أنا الشجرة "
يهوي حجراً
ويصيح : " أنا النجم "
ينصب أفخاخاً
ويصيح : " أنا الطير "
أما من أحدٍ يختم فمهُ بالشمع ؟
خاتمة
أيتها السعادة!
تعالي لنبكي
حزنَنا المقيم
#عبدالكريم_كاصد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟