أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - حرية المعتقد














المزيد.....

حرية المعتقد


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 7728 - 2023 / 9 / 8 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


إن عصر التنوير، طباعيًا، هو الذي شهد، مع ظهور المكتبة وجمعيات الفكر، للمرة الأولى، خروج الكتّاب من مكاتبهم أو أكاديمياتهم ونشكيل قوة تدخل.
مما يعني أن الأمر يتعلق بمخلوق شمالي وليس بآخر، بحر أوسطي، ومنتَج لمجتمعات سائرة لملاقاة خيبة الأمل.
ولذلك فإن ظهوره حدًا أدنى من المسافة المعترف بها بين الإيمان والعلم، واللاهوت والفلسفة، والكنيسة والدولة.
وحدث هذا الظهور حيث كان هناك تقديم للالتزام المهني على الانتماء الطائفي، وعندما كانت السلطة السياسية على درجة كافية من القوة ومتماهية،
إلى حد مقبول مع المصلحة الوطنية بحيث تتمكن من احتواء وتدجين الطائفية والنزعات الانعزالية، ومنذ اللحظة التي لا يعود هناك اختلاط بين شأن السماء وشأن الأرض وحيث الإقصاء لا يعني تعليق المشانق...
أو لنكن أكثر دقة، فنقول: "عندما تتحول المعتقدات، التي ينبني حولها العيش معًا إلى مجرد آراء. شريطة ألا يتسبب التعبير عنها بالإخلال بالنظام العام"،
هذا ما ينص عليه إعلان حقوق الإنسان. إنه تدبير احترازي ممتاز يضمن حرية المعتقد ( كالمادة التي تدمج، والمتضمنة في الدستور الذي ينص على :
" عدم التعرض لأي شخص بالإساءة في عمله أو وظيفته بسبب أصوله وآرائه") ، لكن هناك عقبة: الإيمان الديني، في أقوى أوجهه، هو أكثر بكثير من مسألة رأي. فهو،
بدلًا من ذلك، اقتناع وانتماء. وهذا ما لم يره التقليد الليبرالي، لأن الاقتناع رأي على حافة الهاوية حيث تتغلب المشاعر على الفكر.
إنه ليس متعلقًا بموافقة على قاعدة منطقية، ولكن بلون العالم. إنه تعلق بأسباب عيش الفرد والمجتمع.
إن الخلافات في الرأي تسوى بالاقتراع، وتضارب المصالح بصفقة، أما الحروب الدينية فتحسم بالدم.
فولتير يقول: " إن الآراء إذا كانت أفكارًا منخفضة التوتر، فإن المعتقدات الدينية هي عواطف مشحونة بطاقة عالية".
ولو كان ماركس موجودًا في عام 2008 لتحدث عن الدين كفيتامين الضعيف بدلًا من أفيون الشعب، باعتباره وسيلة الإنقاذ الأخيرة المتبقية بيد المصابين بالمهانة.
لذا الانتماء الطائفي لايقتصر على خيار روحي أو محض ميل خاص، بل هو مادة لاصقة قوية تلتحم بالجلد، والروح، والأسرة. وعليه فإن عمل المثقف الفكري يقتضي دائمًا اجتناب الالتصاق ببيئته.
يقول فاليري: " الحمقى يشاطرون الإسفنج ميزة الامتصاص"، وبالفعل كم هي الطوائف الأصلية ماصة كالاسفنج . والدين سواء أكان دينًا للدولة،
كما في زمن فولتير، أم دين أغلبية كما في زمن قضية دريفوس.. ففي كلتا الحالتين ، بالفعل ثمة انتماءان متأرجحان عديما الحساسية، يضمنان في صفيهما أناسًا يكون انتماؤهم جزءًا من العادات، أكثر منه إيمانًا.

ريجيس دوبريه
المفكر في مواجهة القبائل



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فراغ عنيد
- نشأة صفة المثقف في فرنسا
- العمل الفني – وفق جادمر، درويسن وهيدجر-
- الهرمنوطيقا عند ريدجر وجادامر
- الوعي الجمالي عند هانز
- رحى الشرود
- حذارك
- محاولات
- سيرة الأنهار
- أمنيات من رماد
- حافة الشجن
- تستمطرني صمتًا
- متون
- حدود اغترابي
- التياع
- أحجية
- اقتفي أثره
- مجاهيل
- الصحافة وعاء لتزييف الأحداث ...حوارنا مع المحرر الصحافي والش ...
- منصات إعلامية وقنوات تلفزيونات الأحزاب ...حوارنا مع المحرر ا ...


المزيد.....




- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - حرية المعتقد