عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 07:34
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لنقفز.. فوق شرط المقارنة
لنقفز الآن فوق شرط المقارنة ,ونتساءل بهدوء ،كيف نقرأ تاريخنا الوطني كمغاربة من خلال إبداع السينما والتلفزيون عندنا ؟ أو بالواضح . كيف رسمت الشاشة عندنا المشهد التاريخي الوطني , إبان مرحلة الكفاح من اجل الاستقلال .وما بعده , وما مدى تأثير ذلك على الجمهور؟
أسئلة تستفز مشاعري بشكل مثير, و تمنع تحقيق الفرجة التي حلمت بها كثيرا, أسئلة تربكني لدرجة تجعل الفرد لا يقوى على السير دون أن يرتطم.
نعم , لقد تعرض المغرب منذ القدم لهجمات تترية تنوعت فيها القوى الغاشمة تبعا لمصالحها و أهدافها الاستعمارية التوسعية , فلم تكتف بالاستيلاء على خيرات البلاد , و الاعتداء على رموزه الوطنية , إن بالقتل والنفي أو الإبعاد ..بل عمدت القوى الغاشمة بضراوة ووحشية قل نظيرها الى التشكيك في ثوابته ,و تخريب ثقافته القومية, و نهب مكونات اقتصاده والاستيلاء على رصيده و رأسماله . و تزييف حقائقه و مقوماته التاريخية الضاربة في القدم. .مما حرك الوضع, و أشعل فتيل الثورة, وعجل بتأجيج لهيب المقاومة وإذكاء فتيل الجهاد , من الشمال الى الجنوب, و من الشرق الغرب. فتعاظمت النكبات, و اغتنت لوائح الشهداء. مما أجبر المحتلين على التراجع والاعتراف ببسالة وقوة أبطال المقاومة وصمود رجال التحرير, بل وأكثر من ذلك التنويه بها , كما حدث في مواقع معروفة.
بعد هذا كله..هل نحن شعب بلا تاريخ بلا ثورات بلا أبطال بلا انتفاضات بلا خيانات بلا دماء بلا......أيها التلفزيون....أيتها السينما؟؟؟؟؟؟؟....
خمسون سنة مليئة بالانتصارات التي توجت بتحقيق مكاسب عظيمة لامتنا , يأتي في مقدمتها استرجاع السيادة الوطنية التي ظلت مغيبة طيلة 44 سنة, وإخراج الشعب المغربي من هامش الاحتقار والوصاية الذي حشر فيه بفعل سيطرة و ممارسات المستعمر. منذ 1919 . وانطلاقا من سنة 1956 , شرعت حقبة جديدة من تاريخ المغرب الحديث , حقبة مكنته من الأدوات الناجعة التي فتحت أمامه، واسعا، طريق النمو والعزة والكرامة،، خاصة، مهدت الانتصارات المتلاحقة لأبطالنا وثوار المقاومة وجيش التحرير وساعدت بقسط كبير على نشر قيم التحرير وتطعيم عملية إزالة الاستعمار وطنيا وعالميا..
بعد كل هذا..كيف يرى التلفزيون عندنا المشهد؟
كيف يلتقط كاتب السيناريو صور المرحلة؟؟
كيف يجسد الممثل وجدان شخصيات سنوات الجمر والرصاص؟؟؟
كيف تصور السينما أنفاس الشهداء, وتملا الشاشات بعبير أنفاسهم الطاهرة؟؟؟؟؟
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟