رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7728 - 2023 / 9 / 8 - 04:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 157
السيرة النبوية في كتابات المستشرق جورج سارتون ( 1884 - 1956م )
القسم الثاني
كتابه مهد الحضارة الغربية في الشرق الأوسط :
كتاب ” مهد الحضارة الغربية في الشرق الأوسط ” في أصله محاضرة، القاها سارتون ، تحدث فيها عن الشرق الأوسط باعتباره مهداً للحضارة الغربية، ومنه انطلقت، ومشيدا بإنجازات العرب والمسلمين الحضارية، وأثرها في قيام الحضارة المعاصرة اليوم.
وقد تحدّث جورج سارتون عن سيرة النبي في بضع صفحات من هذا الكتاب.
وقد جاءت كتاباته عن سيرة النبي في تلك المحاور تميل الى الايجاز والاختصار، كما يلاحظ فيها أنها تجمع بين عبارات الثناء على الرسول، وبعض المغالطات والأخطاء التي وقع فيها جورج سارتون.
ثناؤه على الرسول
اشتمل كتاب “مهد الحضارة الغربية في الشرق الأوسط” على عبارات في الثناء على الرسول ، وقد لاقت تلك العبارات رواجاً كبيراً فيما صُنّف في شهادات المستشرقين في النبي عند الكثير من المسلمين ممن ليس لديه ثقة بدينه ونبيه الا بعد الحصول على شهادة تزكية من الغربيين من الاوربيين والأمريكان ، وادعى بعضهم ان أهمية سارتون في أنه جمع بين العلم والإيمان والإنصاف والروح الموضوعية ونسبوا له القول الاتي :
«.. لم يكن محمد (ص) نبي الإسلام فحسب، بل نبي اللغة العربية والثقافة العربية، على اختلاف أجناس المتكلمين بها وأديانهم وربط بين تطور العلوم وانتصار الإسلام انه لم يتح لنبي من قبل.. أن ينتصر انتصارا تاما كانتصار الرسول محمد (ص).... كان زاهداً وفقيهاً ومشرعاً ورجلاً عملياً». وادعى بعضهم ان سارتون أكد على أن ما يتضمنه الإسلام من النظرة الشمولية إلى الحياة والمجتمع «كان النبي محمد (ص) أشمل في دعوته وأعمق من كل من سواه من الأنبياء».
على الرغم من عبارات الثناء والإنصاف المزعوم التي نسبت لهذا المستشرق في ثنايا كتابه، الإ انه بثَّ في مواضع أخرى من كتابه عبارات تدل على تحامله .
ويمكن إجمال تلك الآراء والمغالطات التي وقع فيها سارتون فيما يأتي:
أولًا: وصفه النبي بأنه أعظم الشعراء في الادب العالمي، وزعمه بأنّ الوحي الإلهي للنبي كان كالشعر أو شيئاً قريباً منه ، ووصفه الرسول بأنه :” من أعظم الشعراء في الأدب العالمي ” .
ثانيا: زعمه اتصال النبي باليهود والنصارى، ومجالسته لهم، وتلقيه عنهم بعض المعارف الروحية. وفي ذلك يقول:
” وقد لقي إبان رحلاته في وطنه يقود القوافل التجارية لاجئين يهود ومسيحيين لهم من المعارف الروحية ما ليس للأعراب.
ولما كان الرسول شديد الاهتمام بالدين كان كثيراً ما يتحدث إليهم. وهكذا وقف على علم بأمور متعددة من التوراة والإنجيل ومن العقيدتين اليهودية والمسيحية، وقد تضمن القرآن هذه المعلومات حيث ورد عدد من قصص التوراة معقدة من التحويل (متوقع في مثل هذه الملابسات). هذا ويمكن أن يؤخذ الإسلام على أنه بدعة انشقت عن اليهودية أو المسيحية ” .
ينظر :
The Incubation of Western Culture in the Middle East: A George C. Keiser Foundation Lecture Paperback – January 1، 1951
by George Sarto
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟