كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7726 - 2023 / 9 / 6 - 11:09
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
خرجت الشعوب الأفريقية عن بكرة ابيها للمطالبة بتقليص الوجود العسكري الفرنسي فوق اراضيها. وعصفت رياح التحرر في ديارهم لانتشالهم من قبضة الاستعمار الفرنسي، فانطلقت شرارتها الحديثة في مالي عام 2020 وعام 2021، ثم في بوركينا فاسو عام 2022، ثم في النيجر والجابون عام 2023. فكان لابد من مغادرتها مالي في (آب) أغسطس 2022، ومغادرة جمهورية أفريقيا الوسطى في (كانون الاول) ديسمبر 2022، ومغادرة بوركينا فاسو في (شباط) فبراير 2023. ومغادرة النيجر والجابون عام 2023. وشرعت بتقليص حجم قواعدها الدائمة في السنغال وساحل العاج. .
وهكذا اصبحت مجبرة على الخروج تاركة وراءها فراغات سوف تشغلها روسيا والصين، فقد طفح الكيل بالافارقة، وبلغ بهم الاستياء والتذمر مبلغا عظيما، ولم يعد بإمكانهم التعايش بعد الآن مع الفرنسيين. وربما جاء الخطاب الروسي المناهض للاستعمار ليفجر الأوضاع هناك، ويحرض الشعوب المضطهدة ويحثهم على التحرر وتقرير مصيرهم بأنفسهم. وبالتالي اصبح وجود الفرنسيين في أفريقيا مهددا الآن أكثر من اي وقت مضى. .
كانت فرنسا تملك 100 قاعدة عسكرية عام 1960 في أماكن استراتيجية متفرقة داخل القارة الأفريقية. لكنها تقلصت الآن حتى اقتصرت على ثلاث قواعد فقط. ما يبشر بتلاشي وجودها هناك، وانحسارها التدريجي المتسارع. خصوصا بعدما أصبحت غير مرحب بها. .
تحتوي القواعد القليلة المتبقية على أقل من 8000 جنديا فرنسياً. تتمركز قاعدتها الأولى في جيبوتي وفيها 1500 عنصرا فقط. والثانية في السنغال، بينما تقبع الثالثة في ليبرفيل بالجابون، وهي في طريقها إلى الزوال بعد نجاح الانقلاب الاخير. .
توجد قوات فرنسية اخرى مبعثرة في جزيرة رينيون لدعم العمليات الجارية في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وكوت ديفوار ومالي والصومال. بينما يرتكز 1200 جنديا فرنسيا في تشاد بذريعة حماية الرعايا الفرنسيين هناك، لكن الأصل في تلك القوات دعم حكومة الرئيس ديبي إتنو وتقديم الدعم الاستخباراتي للقوات التشادية. .
وهكذا تعرضت فرنسا لسلسلة من الضربات الموجعة في زمن ماكرون. وربما تتلقى المزيد في الايام القليلة القادمة. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟