يوسف شواني
شاعر ومترجم
(Yousif Shwany)
الحوار المتمدن-العدد: 7726 - 2023 / 9 / 6 - 01:53
المحور:
الادب والفن
الثاني من ايلول ..
هبّت رياح سبتمبر بشيء من اللامبالاة
الحصى اصابت جبين الحرية ،
تزعزعت الشجرة الصامدة
اهتزت الاوراق الخضراء وتناثرت بجنون ،
وسقطت خمسة ثمرات يانعة دفعة واحدة !
الاغصان ما زالت ثابتة
والجذور راسخة في الاعماق ،
ولكن الضمائر لا تحرك ساكنا !.
الاطفال يحملون امالهم باحدى يديهم
ويعلنون احلامهم على مرأى الجميع
و يرفعون اغصان الزيتون بيد اخرى ،
وانا اتكور بعيدا في زاوية منعزلة
وانفث دخان الحزن على مهل،
فيتهاوى رماد سيجارتي كجبل جليدي هش،
من يكنس الطريق ،
كيف ينبعث الرماد من تلقاء نفسه
من بعيد الثمرات الى اغصانها ؟
من يلم شمل الاوراق المتناثرة ؟
قال ( بيكس ) يوما :
( لن تثمر شجرة الحرية إن لم تسقَ بالدم )
و لكن الدماء سالت ،
و الشجرة ارتوت تماما
حتى الارض تشبعت من نهر الدماء ..
و ( ضحاك ) يقهقه ملء فمه
ويرمي الناس برصاصات الغدر
المنابر افتت :
البساطيل القذرة لن تدنس البيوت الطاهرة
صرخ ( جيفارا ) من منفاه :
الهمرات العسكرية لن تلوي ذراع الاحرار
مهما طال وقوفها على الابواب ،
و حتى لو دخلت غرف النوم! ..
ابحث مرارا عن شاهدة قبر ( بيكس ) لاهمس في اذنه :
الدماء سالت ،
والارض تشبعت
و الشجرة ارتوت
ومازالت الحرية مكتوفة الايدي
والضمائر تغط في نوم عميق !.
#يوسف_شواني (هاشتاغ)
Yousif_Shwany#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟