كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7724 - 2023 / 9 / 4 - 08:03
المحور:
سيرة ذاتية
سبق لي ان كتبت الكثير من المقالات التي تناولت فيها السيرة الذاتية لبعض الشخصيات، لكنني لم احصد منها سوى العتب واللوم والاتهامات التي ليس لها ما يبررها. فقد تناولت في كتابي الموسوم (صفحات مينائية مضيئة في تاريخ العراق) مآثر الرواد الأوائل الذين تعاقبوا على إدارة الموانئ العراقية منذ عام 1919 وحتى عام 2019. وتحملت نفقات طباعته وتوزيعه مجاناً. حتى صار من المراجع التاريخية التي اعتمد عليها طلاب الدراسات العليا. لكنني تعرضت لحملة ضارية من الانتقادات. تارة بذريعة التغافل عن ذكر فلان وفلان، وتارة بذريعة التقصير في مواصلة الاهتمام بأولاد وأحفاد الذين تحدثت عنهم في الكتاب. والاغرب من ذلك كله انني منحت المدير العام الراحل (مزهر الشاوي) مساحة واسعة، تطرقت فيها لأهم منجزاته، وأوسع مشاريعه التطويرية التي تركت أجمل الأثر، وتسببت في تحسن أداء الموانئ، وارتقاءها إلى المستويات الأوربية، لكنني تعرضت لحملة إعلامية شرسة كانت تقودها ضدي ابنته الكبرى الدكتور (انتصار) دونما سبب. .
قبل بضعة أيام عاتبني احدهم أيضاً حول اهمالي الكتابة عن بعض الرموز المينائية الكبيرة. والحقيقة انني لم اتعمد ذلك، وإنما كنت أعد العدة لإصدار طبعة ثانية موسعة ومفصلة ومعمقة ومعززة بالصور. فلم يحالفني الحظ للأسف الشديد، ولم يسنح لي الوقت. .
في عام 2013 اخترت الكتابة عن الامهات المثاليات في البصرة، ونشرت عدة مقالات تحت هذا العنوان في صحيفة (المستقبل العراقي). لكنني اكتشف ان ارضاء الناس غاية لا تُدرك وبخاصة عندما اسلط الاضواء على صفحات منسية من حياة أمهاتهم. قالوا لي: انت تتزلف لنا بهذه المقالات، فتوقفت عن الكتابة. .
أذكر من نافلة القول ان صديقي الصحفي (سين عين) كتب مقالة عن احد زملاءنا العاملين في البحر، وكان من الملاحين القدامى المشهود لهم بالخدمة البحرية الطويلة. وما ان نُشرت المقالة حتى خرج زملاءه وأصحابه في احتجاجات غاضبة للمطالبة بالكتابة عنهم كلهم. فطلبنا منهم ترشيح من يرونه مؤهلاً أفضل من غيره، فدخلوا في مشادات كلامية. اسفرت عن اشتباكات بالأيدي والتراشق بالألفاظ. ولم نخرج بنتيجة مرضية. .
قمة القسوة بحق أنفسنا ان نسعى لتجميل صورة من حولنا كي يعيشوا على تشويه صورتنا. كثيرون منهم يتساقطون من أعيننا عندما نتعمق بتفاصيلهم. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟