القلب يعشق كل جميل 3

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 22:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

مكه وفيها جبال النور:
--------------------
كان اختيار ابو بكر وعمر للخلافه الاسلاميه اختيارا موفقا للغايه ويمثل طفره حضاريه حيث ان الاثنان ينتميان الى قبائل صغيره جدا مقارنه بفرسى الرهان فى الجزيره العربيه بنى هاشم وبنى اميه...لقد كان التطبيق للمعيار والمرجع الأسلامى المتمثلان فى القرآن والسنه شبه مثالي ومتوازن للغايه ... ولك ان تتخيل فى عصرنا الحالى دوله فتيه يحكمها شخصان من الاقليات العرقيه مباشره بعد محررها الأول ويحققان نجاحات مشهوده وربما غير مسبوقه فى أدارتها وتنميتها ...فماذا يمكن ان نسمى مثل تلك الدوله؟ ناجحه..مدنيه متقدمه.. قل ما شئت من الأوصاف لكنها بالتأكيد راشده وذات حكم راشد حتى وان تم استشهاد خليفتها الثانى عمر على يد فارسى موتور....
ان امريكا بجلاله قدرها لم يحكمها اسود الا بعد مرور اكثر من 300 سنه على تحررها ولم يخلوا عصره من اضطرابات عرقيه..
ومع اختيار سيدنا عثمان رضى الله عنه خليفه اختل هذا التوازن القبلى بين بنى هاشم وبنى اميه نوعا ما..والحق ان ذى النوريين لم يظهر يوما ضغينه او حقدا او معامله سيئه لبنى هاشم وكبرائهم الأمام على و العباس... بل كان حريصا على اظهار الحب والود لهم بشكل خاص وربما مبالغ فيه حتى يزيل من النفوس شبهه التحيز العرقى لبنى اميه...يدل على ذلك وجوده شخصيا فى مدينه الرسول حيث السطوه والمنعه لبنى هاشم والأنصار وتحت حمايتهم وعدم تفكيره فى الانتقال و نقل العاصمه حيث كان اقربائه يحكمون... استمر حكم سيدنا عثمان ما يقرب من 12عاما وناهز عمره الثمانون عاما ولم يكن فى عصره جائع او مشرد..فلماذا ثار عليه المصريون بعد ان ولى عليهم ابى السرح وكذلك بعض الصحابه وطالبوه بالتنحى؟؟.. وهنا ايضا علينا التفكير خارج الصندوق كى نستطيع طرح فرضيه تاريخيه ثالثه تختلف عما هو شائع لكنها معقوله جدا بالنسبه للتطبيق الشبه مثالى للمعيار الاسلامى المطروح وهى
-ان السبب الرئيسى لحنق هؤلاء المصريين وثورتهم على سيدنا عثمان كان هاجسا واشاعه كبيره جدا بعد توقف الفتوحات الاسلاميه فى اواخر عصره بأن ابى السرح وبعض مراكز القوى فى بنى اميه قد بدأت الاتصال ببيزنطه كى يحكموا الشام ومصر لصالحها بعد وفاه سيدنا عثمان على ان يدفعوا لها الجزيه ...هذه الهاجس وصل حتى الى المدينه ومكه بعد ان اكتشف احد الصحابه البدريين ان احدى القوافل الامويه القادمه من بيزنطه كانت تحمل خمرا ...ثار من ثار من المصريين على سيدنا عثمان خوفا من عودتهم الى ظلم وبطش الحكم البيزنطى وارغامهم على ترك نور الاسلام... لقد ثاروا دفاعا عن تلك الدوله الرشيده وما بها من وعود بعالم فاضل يسوده العدل والمساواه..حيث لا فضل لعربى على اعجمى الا بالتقوى.... وهل ينسى هؤلاء الناس كيف اطاح الخليفه عمر بعمامه واليهم عمرو ابن العاص وامر المصرى الضعيف ان يضربه على قرعته كما ضربه ابن عمرو عندما سبقت خيل المصرى خيل عمرو ابن العاص....
طالب الثوار المصريون بعزل ابى السرح عن مصر وتوليه ربيب الامام على/ محمد ابن ابى بكر ...حيث لا شبهه او ظن فى العماله لبيزنطه... وعندما شرح الامام على لسيدنا عثمان أن سبب ثوره هؤلاء المخلصين هو حبهم للأسلام وتمسكهم به وخشيتهم من العوده لعذاب الشرك والظلم الرومانى الذى اصبح عندهم يماثل عذاب النار...
قبل سيدنا عثمان راضيا عزل ابى السرح وتوليه محمد ابن بكر على مصر بدلا منه وكتب كتابا بذلك.. انطلق محمد ابن ابى بكر والثوار متجهون الى مصر وفى الطريق وجدوا عبدا اسود راكبا فرسا يحث الخطى الى مصر يريد ان يسبقهم فأمسكوا به ووجدوا معه رساله الى ابى السرح عليها ختم الخليفه تأمره بقتل محمد ابن ابى بكر ومن معه عند وصولهم اليه... لكن ذو النوريين لم يكتب او يملى تلك الرساله...وبالتأكيد ليست الاشباح او الارواح الشريره هى من فعلت ذلك...
وهنا نجد انفسنا امام عده احتمالات ارتبها حسب قوتها واحتمال حدوثها :
1-ان يكون مقر خلافه عثمان قد اصبح مخترقا بالفعل من بيزنطه وفارس وحلفائهم من أعداء الخلافه الناشئه ... وهؤلاء لهم من المكائد والامكانات الكثير...
2-ان يكون كبير ياوران الخليفه "مروان ابن الحكم" هو من فعل ذلك مدفوعا بحميه عرقيه جاهليه... وهذا مستبعد عند البعض...وانا ايضا ..لماذا؟ راجع الشطر الاول من هذا المقال حيث قلنا " ان الخليفه ومروان كانا موجودان فى المدينه حيث السطوه والمنعه لبنى هاشم والأنصار وتحت حمايتهم" وما كان مثل هؤلاء سيسكتون على مثل تلك الفعله الشنعاء من خليفه المسلمين و اتباعه..
- لذلك فهذه المكيده كانت حلقه أولى فى سلسله مكائد معده سلفا ومرتبه جيدا وبشكل دولى عالى المستوى لأحداث فتنه كبرى داخل الخلافه الفتيه الراشده.. بعد الفشل فى كسرها عسكريا كان القرار فى هزيمتها من الداخل

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات