أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - كلنا فاسدون... بارادتنا او رغما عنا














المزيد.....

كلنا فاسدون... بارادتنا او رغما عنا


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتنوع الازمات التي تعاني منها 16 دولة عربية، وبعضها تتشابه من حيث الاسباب، فما هي الاسباب؟
من ليبيا، الى العراق، واليمن، وسورية، ولبنان، وتونس، وفلسطين، والسودان، والصومال، حتى جيبوتي، وجزر القمر، ومصر، والأردن، وموريتانيا، وصولا الى المغرب والجزائر، فهل المشكلة من الداخل ام من الخارج، ام ان عوامل الداخل جلبت تدخل الخارج؟
اذا اجرينا قراءة هادئة لواقع تلك الدول نجد ان القاسم المشترك بينها الفساد، وغياب الادارة، وتسلط اصحاب المصالح، وتغييب المشاركة الشعبية الحقيقية لمصلحة تلك الشكلية بغلاف ديمقراطي ما يؤدي إلى فساد السلطة.
صحيح ان الفساد يعم العالم العربي كله، لكن بدرجات متفاوتة، وفيما بعض الدول تحافظ على شكل الدولة، ومؤسساتها، هناك اخرى تفتقد ادنى مقومات الحصافة في ممارسة السلطة، وترى انها وجدت لتبقى، ما جعل الزعماء انصاف آلهة، لكنهم في الواقع ليسوا اكثر من اقنعة، وعروش خاوية، استمدوا سلطتهم اولا من ثقة الناس بهم، ثم جيروها الى استبداد، وبعدها ساروا على المنوال نفسه، لهذا مثلا تجد احزابا اصبحت مؤسسات ذات ملكية خاصة لهذا الزعيم او ذاك، وكذلك بعض الرؤساء، وحتى الوزراء والنواب.
ادرك جيدا ان كثيرين لا يقبلون هذا التوصيف، لكنه الواقع الذي علينا ان نعترف به اذا كنا نريد الخروج من المأزق، اذ لا يمكن ان تكون 16 دولة عربية تعاني من ازمات بفعل المؤامرة، والتدخل الخارجي، لان هذا في الحقيقة استغباء للشعوب العربية، وهذا في حد ذاته جريمة.
يوميا نسمع ونقرأ عن مؤامرات، وتدخلات خارجية، لكن السؤال: كيف يقبل المعنيون ان يكونوا دمى في ايدي هؤلاء، اذا كان ذلك صحيحا، اوليس لديهم ارادة على منع ذلك؟
لا شك ان الاسباب الحقيقية غير ذلك اطلاقا، فهي ذاتية محلية، تبدأ من الخيارات الخطأ، وتصل الى حد التنازل لكرمى عيون هذا الزعيم او ذاك، او هذا الحزب او تلك الجبهة والحركة، لان مافيا الحكم ربطت الناس من لقمة عيشها، كما هي الحال في لبنان، او عملت على تنمية الحس الطائفي والمذهبي، كما في العراق، او استقالت من دورها كما هي الحال في ثلاثة ارباع الدول العربية، وفوضت من ليس اهلا لادارة مصيرها، وهذه ايضا جريمة كبرى.
لقد تمكن اولئك من تحويل الفساد سلوكا عاما وظاهرة اجتماعية تتوارثه الأجيال، اما بحجة الانتماء، او الظروف الطارئة التي اصبحت دائمة.
في هذا الشأن كتب وليد حاجي "في أبجديات الحكم كل سلوك مدروس له قواعد وظروف مثالية يظهر ويتنامى فيها، والفساد سلوك ينتجه الغياب التام للرقابة الذاتية والمتمثلة في الضمير والمبادئ والرقابة العامة والمتمثلة في القوانين والضوابط التي تسهر على تطبيقها الدولة، وهنا يظهر جليا أن سلطات فاسدة لا يمكن أن تضمن وجودها إلا في مستنقع مجتمعات فاسدة".
هكذا يمكن القول ان هذه الظاهرة اصبحت نمطا سلوكيا، وهي لها ادواتها تبدأ من تنشئة الفرد، وتأثيره في المجتمع، والتباهي بقوة الطرف الذي يدعمه، وهذا يؤدي الى عدم الاستقرار السياسي مجتمعياً وتعليمياً، ولهذا فإن المشكلة بخيارات الافراد، اما الحديث عن مؤامرات خارجية، فهي محض افتراء، لهذا علينا الاعتراف اننا كلنا فاسدون، رغما عنا احيانا وبارادتنا مرات اخرى.



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتفق العرب على -ظل الحمار- تحل مشكلاتهم
- بين الكحالة والمصرف المركزي... ضاع الشعب اللبناني
- عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان
- الشعب اللبناني... يداوي وجعه بثرارة السياسيين
- لبنان... مسلسل الشواغر يفتك بالمؤسسات
- قانون ساكسونيا يحكم لبنان
- الخرق المستمر للدستور اللبناني ... ورش الملح على الجرح
- عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا
- حاكم مصرف لبنان وغرائبية محاكمته واسبابها
- التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء
- ماذا يعني اصدار فئات عملة جديدة في لبنان؟
- لبنان ... والنحر المتعمد
- الفراغ الرئاسي في لبنان قديم يتجدد... وسيتجدد
- الفيدرالية في لبنان... احلام العصافير واقنعة وحوش المذاهب
- كابلات الانترنت بعد -نرود ستريم-... شدوا الاحزمة
- هل اصبحت الولايات المتحدة جمهورية موز؟
- ابالسة لبنان... لا شريف بينكم
- هل يكون هدف التصعيد النهائي تقسيم روسيا؟
- لعبة عض الاصابع في اوكرانيا
- مقالة


المزيد.....




- المغرب - رسو سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة: بين غضب شع ...
- سيدة محجبة تحرق علما فرنسيا. ما حقيقة هذه الصورة؟
- سياسي فرنسي: رد روسيا على حظر RT وغيرها في الاتحاد الأوروبي ...
- مسؤول سابق في CIA يشير إلى -نوعية الصفقة- التي عقدت مع أسانج ...
- وقف توسع -بريكس-.. ماذا يعني؟
- الجيش الأردني: مقتل مهرب وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب مخ ...
- ألمانيا تعتزم تشديد الفحوص الأمنية للموظفين بالمواقع الحساسة ...
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا-
- -واللا-: الجيش الإسرائيلي يستحدث وحدة جديدة للمهام الخاصة بع ...
- -الوطن التركي-: هدف واشنطن إضعاف وتفكيك تركيا وإبعادها عن ال ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - كلنا فاسدون... بارادتنا او رغما عنا