أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حنان بديع - تدريس الجنس بين الحذر والخوف














المزيد.....


تدريس الجنس بين الحذر والخوف


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:42
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


مع أن تدريس الخيال العلمي ليس ترفا أو تدريس الجنس ليس عيبا، الا أننا كرد فعل طبيعي نواجه كل جديد بتردد وتوجس وحذر..
ومع تعدد المدارس المستقلة اليوم بكافة مراحلها الدراسية بدأت تتلاطم أمواج الآراء واختلاف وجهات النظر حول تدريس التربية الجنسية في المناهج الدراسية خاصة وان المصادر العلمية المستخدمة تكون في أغلبها مستوردة ويتم فحصها من قبل لجان متخصصة للتأكد من خلوها من أي مواد أو رسوم لا تليق بقيم مجتمعنا الذي لا شك يحتفظ بخصوصيته ومعظمنا قد تجاوز مرحلة الرفض لكن ردود الفعل الخائفة والمرعوبة أحيانا ازاء الكيفية التي يتم فيها اعتماد التربية الجنسية على اعتبار أن ما يصلح للكبير لا يصلح للطفل مبالغ فيها.
فإذا كان دافعنا الاول هو طريقة تناول الموضوع التي يجب ان تتم بما يتفق وامكانات النمو العقلي والنفسي والانفعالي والجنسي للتلاميذ فمعنا كل الحق..
لكننا في عصر ندرك فيه أنه لم يعد بالا مكان الاعتماد على مفهوم اجدادنا الذي يعتبر الجنس غريزة وكل ما هو حيواني لا يصح أن يدنس محراب العلم !
وهو مفهوم يختزل الموضوع في وظيفته الانجابية ولم نعد نستطيع الوقوف عنده أو الاكتفاء به، اذ كيف يكون التناسل اهم من التواصل ؟
وإذا كان كثيرون يشبهون الحاجة الى الجنس كالحاجة الى الطعام،فما معنى أن نأكل اليوم بالشوكة والسكين ونضع على موائدنا الشموع والزهور بينما نستطيع أن نلتهم الطعام بالأيدي دون الحاجة لأي طقوس تربوية وحضارية لا داعي لها في حضور الغريزة.
نعم هو التحضر اذن..
التحضر الذي يفرض علينا نظرة جديدة حتى لمفهوم الجنس وهذا لا يحدث اذا لم يتم تغيير مفاهيمنا السابقة أولا عن الجسد ثم الجنس فأطفالنا يتلقون المفاهيم الاجتماعية المختلفة بطرق عديدة وكثيرة لا تحصى.. ويسهل نقل مفاهيم مشوهة دون قصد نمررها من خلال ثقافتنا العربية التي ما تزال تعتبر الجنس نوعا من (التابو)..
هذا يؤدي حتما الى أخطاء فادحة في حق الاجيال الجديدة التي تعيش مرحلة مختلفة، فألام التي تتعامل مع الطفل الذكر على أنه سوبرمان والطفلة الانثى على أنها أقل قدرة أو ذكاء فإنها تزرع مفاهيم جنسية منحازة وجائرة والمناهج التي تحذف قصائد الغزل من دروس اللغة العربية توحي بمفاهيم جنسية تحفز طلابها للبحث عنها في كتب ودواوين اباحية.
ان عملية التربية الجنسية عملية ممتدة وشاملة الجميع مسئول فيها وعنها وليس المعلم فقط بدءا من الام والأب الى الاخصائي الاجتماعي ورجال الدين والأطباء والكتاب والأقارب.
نحن لا نريد أجيالا جديدة يتكرر معها السيناريو الذي اعتدناه عندما تبلغ الفتاة وهي لا تدرك حقيقة ما يحدث فتعتقد أنها مريضة وستموت أو أن يعتقد الفتى خطأ ان أي ممارسة غير محبذه قد تؤدي مثلا الى الجنون.
باختصار..
اذا كانت التربية الجنسية قد دخلت الى مناهجنا التعليمية فلا يجب أن تلقن بطريقة مشحونة بالتوجس أو محاطة (بالتابو) الاجتماعي انطلاقا من ايمان متوارث وعميق بحقارة الجنس وتدنيه مما يؤدي الى استحالة دمجه فيما بعد مع معاني الحب والحنان والتواصل اثناء النمو النفسي للفرد مما قد يخلق حالة من الحرمان أو الوساوس القهرية أو الشيزوفرانيا وهي نماذج مؤلمة تعج بها مجتمعاتنا وتدركها أجيالنا التي لم تحظى بتربية جنسية مدروسة ومعتمده في مناهج تعليمية تدرس الاطفال حقائق الحياة بعيدا جدا عن مفهوم العيب والحرام حتى لا يفاجئ فيما بعد الشاب أو الشابة بان الحياة تتطلب منه فجأة ممارسة ما كان محرما وعيبا وممنوعا!
قد نكون بالحذر حكماء لكننا بالخوف والجزع نصبح حمقى جهلاء.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -شفرة دافنشي ومصيبتنا الثقافية-
- ملح وسكر
- ثلاجة الثقافة العربية
- حوار مع فيصل القاسم
- جنسية الام حق لأبنائها
- باب الريح
- جنسية الام حق لابنائها
- انسبوا أبنائكم الى أمهاتهم
- دليل الحب مؤنثا
- أنا وقلبي والشيطان
- سؤآل يقدر بالملايين ؟
- لماذا نعشق الرجل الذئب ؟
- سؤال .. جوابه يقدر بالملايين ؟
- حكايتي مع بابا نويل
- ما أكذبك!
- غرام الافاعي
- اظافر
- سكره وفكره
- بوصلتنا في ظهورنا
- قط وفأر


المزيد.....




- العراق يوافق على توصيات مجلس حقوق الإنسان الدولي
- الفلسطينيون يستقبلون المزيد من الأسرى
- البنتاغون يرحل المهاجرين إلى غوانتانامو خلال أيام وفنزويلا ت ...
- الضفة المحتلة تستقبل الأسرى المحررين.. فرحةٌ منقوصة وشهادات ...
- الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.. تهدئة أم تصعيد قادم؟
- اتهام نتنياهو بمحاولة إفساد صفقة تبادل الأسرى.. والبيت الأبي ...
- القسام تبث مشاهد تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى الإسرائيليين ...
- الأسرى المحررون يكشفون التعذيب الوحشي في سجون الاحتلال
- ترامب: فنزويلا وافقت على قبول المهاجرين غير الشرعيين وأفراد ...
- قضاء إيطاليا يعرقل للمرة الثالثة خطة ترحيل المهاجرين إلى ألب ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حنان بديع - تدريس الجنس بين الحذر والخوف