أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أمين أحمد ثابت - الاخيرة - د / - الممكن والمستحيل في تأصيل حرية التعبير. . عربيا















المزيد.....

الاخيرة - د / - الممكن والمستحيل في تأصيل حرية التعبير. . عربيا


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7722 - 2023 / 9 / 2 - 00:52
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كنا قد حددنا سابقا احتمالات ما ستكون عليها هذه الظاهرة عربيا ، إما بأن يحدث التزايد الطردي لأعداد افراد المجتمع المتفاعلين نشرا بأي لون من التعبير الذاتي او الرؤيوي – الكتابي ، الصوري ، التسجيلي المرئي المباشر وغير المباشر وغيرها - مع مختلف مواقع التواصل الاجتماعي الالكتروني . . أن يحدث قطعا انقلابي يتثبت واقعا عود للقيمة المفترضة لمفهوم الحرية ، بحيث تنتقل اثرا من كونها ممارسة فردية لتعم المجتمع كقيمة ممارسيه اصيلة واقعا – وهذا ما يعده الكثير من صفوة المفكرين العرب . . طرحا مثاليا لأمر شبه مستحيل تحققه ، او أن يؤدي تعاظم الممارسين عدديا لهذا النوع من الحرية . . أن يقود الى نتائج عكسية اجتماعيا وحتى على صعيد الفرد وشخصيته ، بمعنى أن تعاظم ممارسة الافراد للحرية المتجاوزة لحاجز الخوف ( الداخلي والخارجي ) . . كحاجة ضرورة للمجتمع بما يخرجه عن طابعه ( الابوي ) المتخلف الى نهضة العصر المطبوع على التطور دون حدود او قيد ، إذا بها تحدث فعلا تمزيقيا مشوها لقيم المجتمع وبناه ، كما تزيد من ( حقيقة تغريب الفرد ) لممارسي هذا النوع من الحرية ، وكلما استمرت ممارسته تقوده لتغريب اشد يتحول الى حالة مرضية تشوهية ممزقة لذاته ، تتناقض رؤاه وقناعاته فيما بينها عند ذات الوقت ، وتتصادم تناقضا مع بعضها مع تقدم الوقت ، وهي حالة اشبه ب ( الذهان ) ، هذا غير التناقضات السلوكية والمسلكية فيما بينها وفيما بينها وبين مولد التصور الذهني او القناعة الاعتقادية – المعلنة قولا وغير المعلنة ولكن تقاس بمعرفة تلك الشخصية – وهذا الاحتمال الأخير هو ما تكشفه طبيعة الممارسة الواقعية لحرية التعبير الالكتروني – وبحكم استنطاقي عارض ، يمكن القول أن ممارسة هذه الحرية المعاصرة – لعظمة وخطورة دورها – ستكون من اخطر المرتكزات التي تزيد من تشرخات التشوه لمجتمعاتنا وانساننا الفرد .

اعرف وبشكل مسبق أن الكثير من نخبنا يرون في طرحنا بين ( التشاؤم ) او ( العدمية ) ، والذي لا يستقيم مع المنطق العلمي وحتى المنطق العام البسيط – ولكنا نرد عليهم الى وقف نهجهم المتسرع لاصدار الاحكام بنزعات مرضية ذاتية ، فالطرح لم يستكمل ليحمل تصورنا وموقفنا الخاص الشخصي في الظاهرة المبحوثة ، والذي يقوم على مبدأ نبني عليه الاستقراء ، والذي عليه يظهر فارق قيمة الظاهرة في مستقبلها الزمني المتحرك الى الامام ، بين الممكن في تاصيل الظاهرة لتصبح حقيقة اجتماعية لوجودنا العربي – والتي تستتبع بسؤال ( ما العمـــل ) ؟ والحاجة للإجابة عليه ، وبين تناميها المحاكي تأثرا بطبيعة عشوائية وفوضوية ( استهلاكية ) لا غير ، والتي لا تنتج تراكما نوعيا لإحداث التغير الفعلي مستقبلا . . للفرد والمجتمع .
والامر بسيط الان – بعد كل ما سبق تشخيصه – فإن كان تعاظم اعداد الممارسين لحرية التعبير الالكتروني من مجتمعاتنا خارج اهتمامهم لتغيير المجتمع والواقع والظروف الجاثمة سلبا علينا ، فتكون ممارستهم ليس اكثر من استهلاك للوقت دون قيمة مرجوة ، او حالة متشظية للذات بين العيش في اجترار التوهمات او اخراج المشاعر بتعابير غير واضحة ومحددة الهدف او طرش الامزجة الشخصية بين وقت واخر بتوهم اشباع الذات – وطبعا هذا مجرور – عن الماضي والراهن القائم - بحقيقة وجودنا المجتمعي العربي في انقياده التابع نحو تعميق التبعية - اختياريا - الى ( التبعية المطلقة ) – وعند تكشف هذا المستقبل المظلم والاشد حلكة في تاريخنا العربي – كإدراك تنبئ مستقبلي – يمكننا استقدام تساؤل ما العمل وتحويل شبه المستحيل الى الممكن و . . كيف ؟
بسهولة تحصيل متصور العمليات الموصلة لتاًصيل حقيقة الحرية عربيا ، وبمتحولها من الفردي الى المجتمعي العام ، بحيث يكون ذلك التضخم المتوالي العددي لافراد المجتمع العربي الممارسين لحرية التعبير الالكتروني . . أن يتهذب قيميا بإدراك قيمي لماهية ما يمارسه من الحرية ، بحيث يتحول الكثير من ذلك التزايد نحو ممارسة ( جادة قيمية ) لقيمة التعبير والرأي ، قيمة تستهدف التغيير للمجتمع والواقع والحياة ، تستهدف التشوهات المنتجة واقعا بشجاعة – طالما وان الفرد يمارس تعبيره بإسقاط منه لتابو التحريم والتجريم – وتستهدف الوعي الزائف المتسلط على عقل انساننا ، وتحريره عن طبيعة الانقياد التابع التلقني – وهذا ينبغي لفعل ممارسة التغيير عبر التعبير الالكتروني أن يتصاحب شدة في الموقف العقلاني العلمي بضرورة التحلل التدرجي عن التبعية وصولا الى التحرر الكامل – نظاما حاكما ومجتمعا وافرادا – من التبعية الانقيادية لاي مركز من النفوذ العالمي ، لتحضر الذات المجتمعية المستقلة ، وأن تعاد صياغة العلاقة مع الخارج بندية وبتبادل المنافع المتبادلة دون املاءات او شروط او ضغوط . وهذا الأخير هو امر ممكن وليس مستحيلا ، والذي عليه فإني اشدد على المتهافتين – من متوهمي حماة الفضيلة والوطنية والحق – بأن تدافعهم المهرول نحو ادانة مواقع التواصل الاجتماعي والدعوة لبناء تشريعات مانعة لتفسخ القيم واشاعتها عبر هذه المواقع والانترنيت ، وبحكم لا هوتي التحريم والتجريم بأن ما يدعى بممارسة الافراد ل ( حرية التعبير والرأي ) . . لا علاقة له بالحرية ، بل هي ممارسة للانحلال والهدم للقيم – مع مغالطة يلوكونها بأنهم مع طابع العصر في أن يمارس الفرد حقه من حرية التعبير و . . لكن بسقف محدد لا يتجاوز الثوابت الدينية والأخلاقية والوطنية للمجتمع والبلد – وهذا الأخير ليس سوى خداعا لفرض واقع معاد ابوي التسلط مبني على التحريم والتجريم والمنع – وعليه فإن دعاوى تقنين سقف ممارسة الحرية لا وطنية فيها ولا تقدم ولا حماية لقيم المجتمع الخاصة ، بل انها ذات الموقف التقليدي الظلامي المتخلف لمصادرة الحريات – وما يفرق عن دعوتنا بأن ما ندعو اليه ليس إلا ( عملية توعية ) ، إما ان تجد لها تأثيرا على الافراد او لا تجد ن فالأمر في الأخير منوط ب ( حرية الاختيار ) لكل فرد في اتخاذ منهجه في التعبير ، وما علينا سوى استقرأ طبيعة هذه الظاهرة المتنامية . . من حيث مسار طبيعتها ، أتذهب في اتجاه تحرر وعي الافراد الممارسين وطبع مشاركاتهم وانشطتهم على أساس هدفي قيمي ، أم ان الظاهرة تنمو بانقياد آلي استهلاكي عصري لا اكثر – هذا ما نحن موعودين معه . . في أي من المسلكين نسير عليه عربيا .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د / ꜟ ꜟ ꜟ / أ - حقيقة مستقبل حرية التعبير ...
- ( د ) مزدوج وجه الحقيقة لظاهرة حرية التعبير الالكتروني اللام ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - ح 15 / عملي ال ...
- ( د ) مزدوج وجه الحقيقة لظاهرة الحرية التعبير الالكتروني الل ...
- ( 4 ) وسائل التواصل الاجتماعي و مزدوجية وجه الحقيقة / ب - ...
- ( ج ) نحن ومصطرع الولادة ( المشبوهة ) لحرية التعبير الالكترو ...
- ( 4 ) وسائل التواصل الاجتماعي و مزدوجية وجه الحقيقة أ - ...
- ( 3 ) فترة خواء الحديث عن حرية التعبير
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- ( 2 ) جرم الاعلام النظامي والحزبي . , وشيطنتهما لغيرهما
- تشريعات الشيطنة – الغبية الإرهابية – على حرية التعبير
- الفلسفة والعلم . . هلامية الموقف المعرفي . . في اصل الحقيقة ...
- الجزء ( 3 ) تجريف بخداع الوطنية - من موضوع : لا وطن . . ليمن ...
- لا وطن . . ليمن منتج بانتهازيات قادة الأحزاب ( الوطنية ! ) ...
- لا وطن . . ليمن منتج بانتهازيات قادة الأحزاب ( الوطنية ! ) .
- اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 3 ) توهمات توديع ( ا ...
- اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 2 ) ثانيا : ا ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ...
- اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 2 ) ثاني ...
- اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 2 ) ثانيا : الورطة ا ...


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أمين أحمد ثابت - الاخيرة - د / - الممكن والمستحيل في تأصيل حرية التعبير. . عربيا