أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - الغابونُ ونحنُ.. وحدنا في الحديقة














المزيد.....


الغابونُ ونحنُ.. وحدنا في الحديقة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7721 - 2023 / 9 / 1 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، "تشجبان" الحركة الانقلابية في الغابون، لأنّها تُمثِّلُ "انقلاباً" على "الديموقراطيّة"، وذلك على الرغم من أنّها أقرّت، وأعلنتَ ببياناتٍ رسميّةٍ مُوثّقة، أنّ انتخابات الغابون الأخيرة(التي جرت يوم 27 أغسطس/آب الجاري، ورفضت نتائجها "المعارضة" الغابونيّة، وكرّست حكم علي بونغو لـ "ولاية" رئاسية "ثالثة") كانت "مُزوّرة"، و تخلّلتها الكثير من "المخالفات" الجسيمة.
الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي "تُدينان" الحركة الانقلابية في الغابون، وتَحُثّان الجيش على العودة لـ "الحكم المدني"، لأنّ "حراكاً" كهذا يُمثِّلُ "انقلاباً" على "الحريّة".
يحدثُ هذا "الشَجب"، وتُمارَسُ هذه "الإدانة"، بالرغم من معرفةِ الجميع التامّة، بإنّ الرئيس المعزول علي بونغو كانَ يحكمُ البلاد بمنظومةِ فسادٍ وقمعٍ هائلة، مع "تبعيّةٍ" مكشوفةٍ للصوص الموارد الوطنية الأجانب، منذ عام 2009، وإلى لحظةَ الانقلابِ عليه(30 /أغسطس/ آب الحالي.. أي بعد ثلاثة أيّامٍ فقط من اعلان نتائج الانتخاباتِ الأخيرة، المشكوكِ في نزاهتها).. وأنّهُ قد أدخَلَ (كأيِّ دكتاتورٍ عاديّ يحكمُ في مشارقِ الأرضِ ومغاربها) تعديلات عديدة على "الدستور"، تمّ بموجبها الغاء حدود ولاية الحكم (حيث استلم "السيّد" علي بونغو السلطة بعد وفاة والده "الرئيس" عمر بونغو، الذي حكم البلاد بدوره منذ عام 1967).. أي أنّ حُكم عائلة "بونغو" للغابون قد استمرّ طيلة 56 عاماً دون انقطاع، و بنجاحٍ "دكتاتوريٍّ" ساحق.
الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، "تتوعّدان" الغابونيين بـ "حصارٍ اقتصاديٍّ" قاسٍ، وذلك بالرغم من الضغوط الاقتصادية- المعيشيّة التي يعانيها الغابونيون نتيجةً لحُكم عائلة "بونغو".. وبالرغم من أنّ 40% من الشباب الغابونيّين (بين 16 و 24عاماً) عاطلون عن العمل، مع أنّ بلادهم هي رابع أغنى دولة في "إنتاج" النفط على مستوى أفريقيا.
ليست "عائلة" بونغو وحدها هي من تحكمُ "غابون" أفريقيا، وتقودُها إلى مصيرٍ كهذا.
هناك "عوائل" و "رموزَ" أخرى حكمَت(وتحكّمَت) بالعديدِ من البلدان في قارّاتَ أخرى.
وفي جميعِ هذه "النماذج" و "الحالاتِ" التاريخية، كانت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتّحاد الأوروبي، تؤسّسان وتُكَرِّسان "أنظمةً" كهذه.. ثُمَّ "تُصمّمان" عمليات سياسية أو عسكرية لتقويضها.. أو"تُدينان" عملية الانقلابِ عليها (حسب مقتضى الحال).. وفي كلّ الأحوال كانتا تتوعّدان "الأخلاف" بعواقبَ وخيمة، إذا تجرّؤوا على معارضة نهجِهما التقليدي في حماية مصالحهما "القومية" على امتداد هذا العالم.
وفي المُحصِّلة فإنّ الشعوبَ "غير الحيّة"، و"المغلوبةِ على أمرها"، هي وحدها من تدفعُ الثمن باهظاً نتيجةً لـ "تبعيتها الاختياريّة" للقوى المُتنفِّذةَ في "الخارج"، أو بسبب "ذِلَّتِها الطوعيّة" لتسلُّط حُكّامها في "الداخل".. إلى أن تستفيقَ يوماً، وتأخذَ بيدها زمام أمرها، ولو بعد حين.
دون ذلك، فإنّ الغابونَ، ونحنُ، وأمثالنا.. سنبقى وحدنا في "الحديقةِ" الخلفيّةِ للآخرين.
هذا إذا تركَ لنا الآخرونَ "حديقةً" في "فناءِهم" الخلفيّ.. وسَمَحوا لنا بـ "النومِ" فيها.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السمفونيةُ التاسعةُ لروحي
- رسالة من النرويج إلى العراق
- العِناد والاقتصاد والدينار والدولار وأشياءَ أخرى
- تفاصيلُ النسيانِ الكثيفةِ جدّاً
- سيرةُ الآباءِ حينَ يموتون.. في شارعِ المُتنَبّي
- لقد تَعِبتُ كثيراً.. مثلُ حوتٍ قديم
- يونسُ اليابسُ في يابساتِ القلوب
- سيرةُ النحلِ الميّتِ في العسلِ المغشوش
- عن العُملَةِ الرديئةِ والعملةِ الجيّدةِ في هذه السوق
- بعضٌ من سرديّاتِ جَلْدِ الوطنِ وجَلْدِ الذات
- قصصُ السياسةِ القصيرةِ جداً في العراق
- الدولةُ الفاشلة والدولةُ الخائفة في بلادِ الرماد العظيم
- عن الجَندَر و الجَندَرِيّة و الجنادِرَة في العراق
- مثلُ كثيرٍ من المِلحِ فوقَ جُرحٍ قليل
- لا أنتِ ولا الحرب ولا السلام القديم
- الهِجرةُ من قادماتِ البنادق
- القلق بصدد الطلب العالمي على النفط وآليات صُنع السياسات في ا ...
- هذهِ الذنوب العجيبة
- ميكانزمات الحُبّ في دوائر الدولة
- تكايا الدراويش في التصنيفات الدولية للجامعات


المزيد.....




- -رمز الرومانسية-..هذه المدينة اليابانية المغطاة بالثلوج تعان ...
- كيف ترى الصحافة السعودية مستقبل العلاقات بين الرياض ودمشق؟
- روبيو: السلفادور توافق على استقبال المرحلين والمجرمين الأمري ...
- السفير الروسي: علاقاتنا مع مصر تتطور بثقة ونجاح وانضمامها إل ...
- أول ظهور علني لزوجة أحمد الشرع في السعودية (فيديو)
- تحليل لـCNN: هل الصين مستعدة لحرب تجارية ضد أمريكا بعد فرض ت ...
- المتمردون يعلنون وقف إطلاق النار في الكونغو الديمقراطية -لأس ...
- الولايات المتحدة تطالب بانتخابات في أوكرانيا
- من سيحصل على القارة القطبية الجنوبية
- سحب القوات الأمريكية من سورية يطلق أيدي تركيا وإسرائيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - الغابونُ ونحنُ.. وحدنا في الحديقة