أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حتى لا يحترق المسرح ويبقى الممثِّلون!














المزيد.....

حتى لا يحترق المسرح ويبقى الممثِّلون!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 06:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


ماذا حدث في بيت حانون؟ ولماذا حدث؟ وما معناه؟ إنها أسئلة وتساؤلات، على أهميتها الأخلاقية والإنسانية والحضارية المستمدة (أي أهميتها) من فَقْد العالم للإحساس بأهمية أن تراعي "السياسة"، ولو قليلا، المعايير والقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والحضارية، لن تستأثر إجاباتها باهتمام أحد، وكأنَّ للدولة اليهودية حقا إلهيا، وأخلاقيا، وإنسانيا، وحضاريا، يُقِرُّ لها به العالم، في "صَيْد" الفلسطينيين، الذين جُرِّدوا من حقوقهم القومية، ليشرع العالم يجرِّدهم من حقوقهم الإنسانية.

ما حدث في بيت حانون ليس سوى الجريمة بعينها، والتي يكفي أن يرى فيها نبيٌّ رأيا آخر حتى يغدو مجرما، فكيف إذا كان المجادِل، أو المشكِّك، أو المعترِض، بوش، أو أمثاله، أو المستخذين لمشيئته، أو المسبِّحين بحمده؟!

هي الجريمة التي لا ريب فيها؛ ولكنها لا تعدل سوى قطرة في بحر جريمة أخرى، هي أن يرتضي العالم اتخاذ الجريمة، كجريمة بيت حانون، سلاحا تستخدمه إسرائيل في ممارسة "حقها المشروع في الدفاع عن النفس"، فهل أوشك بوش، الذي ما أن انتهى من تهويد الرب حتى شرعت الجريمة تتخذه إلهاً لها، أن يعلن ما يؤمن به سرا، وهو حق إسرائيل في اتخاذ "الجريمة" وسيلة تمارس بها "حقها المشروع في الدفاع عن النفس"؟!

أي عالم هذا العالم الذي هبَّ هبَّة رجل واحد انتصارا لرجل واحد اغتيل، وتوفَّر على التحقيق في جريمة اغتياله، مستثمِرا في هذا التحقيق كثيرا من المصالح والأهداف السياسية؛ ولكنه لم يحرِّك ساكنا إذ رأى الجريمة يرتكبها إسرائيلي، والضحية من جنس فلسطيني!

دعونا ننظر إلى الفلسطينيين كما يريدون أو ينظرون.. إنهم شعب يرفض كله، أو معظمه، الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، ويصر على حل لمشكلته القومية يقوم على القضاء على دولة إسرائيل، ويؤيِّد "الإرهاب"، أو استخدام "القنابل البشرية"، وسيلة لنيل ما يعتبره حقوقا قومية له. دعونا نمعن، أكثر مما أمعنوا، في شيطنة صورة الفلسطيني؛ فهل يصلح كل ذلك مبرِّرا لما ارتكبته، وترتكبه، إسرائيل من جرائم في حق الفلسطينيين، ولما أظهره، ويظهره، العالم من سلبية في موقفه من المأساة الفلسطينية، تعدل، إن لم تَفُق، الجرائم الإسرائيلية ذاتها؟ إذا جاءنا شخص يرى في ذاته من القوى والقدرات ما يجعله في منزلة وأهمية نابليون بونابرت، فهل نعامله على أنه كذلك أم نعامله كما يدعونا واقعه إلى معاملته؟!

الفلسطينيون، في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولو أقر العالم بأسره بأنَّ لهم حقا مشروعا في القتال حتى القضاء على دولة إسرائيل، لا يملكون شيئا يُذْكَر من وسائل وأسلحة يمكنهم بها ممارسة حقهم المشروع في الدفاع عن النفس!

كان المدنيون الفلسطينيون العزَّل في بيت حانون يُقتلون ويُذبحون بأيدٍ إسرائيلية، مزوَّدة أسلحة، من صنع الولايات المتحدة، تَصْلح لقتال جيوش نظامية، وهزمها، عندما أعلنت الشرطة المصرية "إلقاء القبض" على بنادق وذخائر، يراد تهريبها إلى قطاع غزة، حيث تُرتكب الجرائم الإسرائيلية، يوميا، في حق النساء والأطفال الفلسطينيين العزَّل!

إذا كان هؤلاء لا يحق لهم التسلح ببندقية للدفاع عن أنفسهم في مواجهة ما يستخدمه الجيش الإسرائيلي ضدهم من أسلحة لا يملك مثيلا لها في قوتها غير الذي يسلِّحه بها، ولا يحق لهم طلب حماية دولية، فمن ذا الذي يحق له هذا أو ذاك؟!

إننا نعلم الآن متى يحق لإسرائيل استخدام أسلحة نووية في حربها على الفلسطينيين، فإذا كانت البندقية الفلسطينية تحضُّ العالم على منح إسرائيل الحق في استخدام كل هذا الذي استخدمته من سلاح في حربها على الفلسطينيين فإنَّ امتلاك الفلسطينيين شيئا من الأسلحة التي امتلكها واستخدمها "حزب الله" سيحضُّ العالم على منح إسرائيل الحق في أن تستخدم السلاح النووي ضدهم!

لقد قالت إسرائيل للفلسطينيين، عبر جريمتها في بيت حانون، إنكم تعيشون في عالم، منه العالم العربي، لن يعطيكم من المواقف ما يمكِّنكم من أن تحصلوا، بالتفاوض السياسي، على أكثر مما يمكن أن تعطيكم إياه إسرائيل، وهو شيء لا يُذكر مقارنة بما ترونه بقية لا تفريط فيها من حقوقكم القومية، كما لن يعطيكم من الدعم والمساندة إلا ما يبقيكم فريسة سهلة للوحش الإسرائيلي، فاختاروا يأساً يدفعكم إلى الإرهاب، أو يأساً يدفعكم إلى الاستسلام!

وهذا العالم، ومنه العالم العربي، رأيناه في بيت حانون، يقف إلى جانب المجرم والقاتل، عاريا من كل لبوس أخلاقي وإنساني وحضاري؛ ولكنه يقف، ومعه المجرم والجريمة، متحدِّيا الفلسطينيين أن يقفوا وقفة ينبذون فيها، وبها، هذا اليأس وذاك، وأن يشقُّوا لأنفسهم، وبأنفسهم، طريقا يقودهم إلى حيث ينتفي الدافع لديهم إلى المفاضلة بين "الاستسلام" و"الإرهاب"، فالشعب الفلسطيني، وعلى ما عاناه وقاساه وكابده، لم يقتحم بعد المسرح السياسي، الذي إنْ قصَّر عن اقتحامه لن يرى إلا احتراق المسرح، وبقاء الممثِّلين!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب وغرب!
- حقيقة ما قاله بوش!
- لمواجهة الانقضاض العسكري الإسرائيلي الوشيك!
- دوحة الديمقراطية والسلام في الدوحة!
- التداول السلمي للسلطة!
- انفراج فلسطيني وشيك!
- فشل إدارة بوش إذ اكتمل وتأكد!
- المنجِّمون.. كيف يصدقون وكيف يكذبون؟
- هذا الفساد الذي لم ينجُ منه حتى الأطباء!
- الفقر
- الفلسطينيون.. خلاف حاضر وشرعية غائبة!
- عندما تشفق رايس على الفلسطينيين!
- -ديمقراطية- الطبيعة و-ديكتاتورية- التاريخ!
- -الفوضى البناءة- في وجهها النووي!
- آخر خيارات عباس
- سياسة -الإفقار الاقتصادي- للمواطن!
- حلٌّ يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- وزن -الكلمة-
- مشاعر الكراهية للآخر..
- كل قيادة سُلْطة ولكن ليس كل سُلْطة قيادة!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حتى لا يحترق المسرح ويبقى الممثِّلون!