أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - [ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]














المزيد.....

[ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7717 - 2023 / 8 / 28 - 18:37
المحور: الادب والفن
    


أي بني..

لما كان السامعون هم ظهور قريش وغطفان وكندة، كان أمرؤ القيس والأعشى قيس هم المغردون، فجاء الأدب العربي آسراً للب قد سلب، وساحراً وذا متن عجب،
فلما بان السامعون هم جمهور اللمبي وكازم الساهر وفيفي عبدة ، بان نزار قباني ومظفر النواب هم المهرجون، فباء الأدب العربي باسراً في الجب قد إنقلب، وحاسراً وذا جفن بلا هدب،
فخان البنان البيان وشانه بالصخب، كمثل ذين البيتين ل(أبن النواب) بذرف مرتعب مضطرب مرتكب !

(صدام يا وسخ الدنيا برمتها * يكاد يخجل منك العار واللؤم)

فيا ابن ألف أب نذل وواحدة * حليبها دون كل المرضعات دم).

أي ذرف هذا بصخب مرتكب، وأي حرف هذا في ليل من حاطب محتطب.
أفحسب القوم أنه شعر بطرف للقهر منتخب وبصرف للدهر منتدب.
أو يحق لأمة سيدة للحرف الأنيس النفيس الونيس كأمة العرب، أن تفاخر بذا سخف عن ضعف أولد هراءً في هواء مجتنب. لعمري أنه أدب باسر بشغب، كاسر بصخب، وحاسر بلا حسب ولا نسب.
وإذاً بني، فذان البيتان قد رغبت إبانة جهالة قائلهما بضاد العرب، وذاك أراه علي واجب قد وجب، وإدانة ضحالة وائلهما بحاجب لي قد قطب، وسأنأى وإياك عن الإصطدام “بصدام” ذي عرش بنيازك وشهب ملتهب، وسوف ننهى عن مراء في ذكره مجتر معتصب، ولن نهتم، سواء أكان صدام (وسخ الدنيا) أم قد عز فيها وبز، وفيها شمًخ على أهلها برغب أو عن رهب، وإنما همنا فيما ههنا قافية ضاد خطها “النواب” بجهالة وجلب. *قد تعلم بني، وأي فتىً مثلك متعلم لمعاني الضاد بعلم مقتضب، أن كاد وأخواتها أفعال ناقصة تدل على قرب وقوع حدث وشيك مرتقب، لكنه لم يقع ولم يحدث منه الوقوع بكبب، و{إن الساعة آتية أكاد أخفيها} و{لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلًا}، فالساعة آتية لكنها الآن غير واقعة، ولئن وقعت فثواب وعقاب ولا حين عتب، وكذلك النبي ما وقع منه ركون اليهم قط ولو شيئاً قليلاً بركن محتجب، وهكذا فإن الخجل في (يكاد يخجل منك العار واللؤم ) ما وقع من العار واللؤم بل منه مستلب، فإنتقض بذلك من العار ومن اللؤم العجب، وإنقض قصف الهجاء في عجز البيت على صدره (ياوسخ الدنيا برمتها) بسوء منقلب، وبدا البيت كغناء لمخمور في حانة أو في مبزل ذي أحراش وقصب، لا يرعوي لما يلفظ ولا يعي ما قد حلب.*وثم المرضعة هي أمة رحوم حال الإرضاع ملقمةً ثديها بحنو وحدب. أمة ترضع وتاج ثديها في فم ولدها منتصب، وهكذا قوله تعالى: “تذهل كل مرضعة” بعظيم من فزع وعطب. وثم المرضع وهي أمة شأنها أن ترضع ولم ترضع بعد لأي خطب أو عذر أو سبب. (وقال الأخفش: أدخل الهاء في المرضعة لأنه أراد - والله أعلم - الفعل، ولو أراد الصفة لقال: مرضع) فتأمل ياعاشقاً لمظفر ذي الهراء بصخب، وتجمل ببهاء الضاد بدهشة وبعجب، ثم إعلم أن جمع المرضعة مرضعات وجمع المرضع مراضع، و(قال سيبويه في جمعها أيضاً مراضيع) أمهات أو ممتهنات لأجل الكسب. وإذاً، فما أجهل قوله [دون كل المرضعات دم] وما أقبح اللغو ههنا واللعب، لما أتى بالفعل دون الصفة، فقيد وكمم وخص وما أيد وعمم ورص جميع المراضع بما قال وخطب، رغم أنه أراد (كل المرضعات) وللتو كان ذرفه بها قد نطق بغضب، فجاء شعره هرفاً على هذر وقرفاً على مذر بلا نصب، ومجاً سمجاً ليس من الفصاحة بل ليس من مفهوم الكلم في شيء منتسب.
والحق أقول إن مظفر لا إثم عليه محتسب، بل الإثم أثم السامعين من جمهور اللمبي من الجاهلين بالف باء العرب، لما صيروه بجهلهم بالضاد شاعر دهرهم الأكبر وصناجة زمانهم المصطحب، وما مظفر إلا إمرؤ مسكين مضطهد مغترب، وحال بطولته في الشعر كحال بطولة (سمير غانم) ذي اللهو واللعب، في إنقاذ (شيرين) ذات النبرة العذب، من الحفرة إياها في مسرحية (المتزوجون) للدينار وطعماً في أعلى رتب، لما قال بسجية متأوهة وبعفوية متأففة بلا كذب :

“ آخ، لو أعرف بس مين إبن الكلب اللي زئني في البالوعة”.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- [ مِن عَليِّ الجَنابي إلى عَليِّ السُّودانيّ مع التَّحية ]
- أنا والشَّيخُ محمَّدُ الغَزالي
- - بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -
- عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ
- الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب
- تجَّارُ الجَمالِ الزَّائِف
- ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب
- وأولئِكُمُ القَوْمُ العَبَث
- (القَولُ الفَصلُ في القَلبِ والعَقل)
- هَلّا دَرَيتَ أنَّك النّوْفَلُ النَّفَلُ
- مُناجاةٌ : (مَاذا عَسَانِي)
- صديقتي الخالة
- منادِيلُ الطُّفُولَةِ
- لا فِرَاقَ يَا عِراقَ
- أبو بَكرِ الصَّديق في خِطابٍ مُتَلفَزٍّ (AB BAKR AL-SIDDIQ I ...
- نَهرُ البَيَانِ فِي البَيْداء
- سُويْدُ السُّويداء
- أيا أنتُمُ أيا غَوغاءُ
- [الطّوافُ حولَ قَصرِ باكنغهام]
- الحَقُّ الباطِلُ !


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - [ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]