بلقيس خالد
الحوار المتمدن-العدد: 7717 - 2023 / 8 / 28 - 02:30
المحور:
الادب والفن
حين انتهيت من قراءة ديوان (ما أضيق الغابة ما أوسع الظلال ) للشاعر جبار الكواز، انتبهت للسطور الموجودة في قفا الكتاب.. توقفت عند الجملة الأولى (لا أقول له وهو الطالع في السؤال) فإذا بهذه ال(لا) تعيدني الى اللاءات المتوزعة في قصائد المجموعة، حين تأملتها شعرتُ أن هذه اللاءات بحد ذاتها قصيدة رفض لكل ما يعيق حياتنا اليومية
لا يغادر نادل البرق الغيوم
لا عيادات أطباء الأسنان
لا الشرطة حمته من النفايات
ولا الكمامات انقذته من ضجيج السوق
ولا المتحف دجنه
ولا الشط ذكرّه بكأس دهاق
أللهم لا تدخلني في التجربة
لا تتنفس الرمال بالحصى
ولا الحصى بالماء
ولا ماء إلا بالرياح
ولا الرياح إلا بالنار
لا تستطيع أن تصطاد غيمة إلا بالأحلام
لا سواد أشد من الموت
ولا بياض أشد من الحب
لا تدع الشاعر يصرخ
لا
لا
تعلق أخطاءك على حبل مواعيد
لا سكينة للموتى
لا تدع السرير نائما
لا تدع الريح تعبث بحبالك
لا تدع السارية تميل
لا تدع السارية بلا راية
لا تجعل مواعد الانتظار موعدك
لا تفكر بجدوى السفر
لا تكتمل صور مياهنا
لا تبتسم للنوم
لا تعذه بالمجهول
لا نشاز في غناء البلابل
لا تسجن الحقول في لوحة
لا تدع الساحات نائمة في الظهيرة
لا يكشف أسراره إلا في الظلام
لا تزجر
لا تهدد نخلة
لا تقل هذا لحم طير شهي
لا تذبح طيرا
لا تقرب السيف
لا ترم حجرا
لا تضع فوق بابك علامة
لا تلعن الشمس.
عند كل (لا) أرى صورة العالم الذي يحاول الشاعر أن يجعله نظيفاً يليق بالإنسانية..
وعلى وجه الخصوص ، بهذه اللا المتكررة يصنع الشاعر يوتوبيا عراقية جميلة. والجميل انها ان جمعت او توزعت على القصائد فهي تحافظ على صورتها الشعرية.
مشاركتي في الامسية التي اقامها اتحاد أدباء البصرة في 26 / 8/ 2023 احتفاء بالتجربة الشعرية للشاعر جبار الكواز
#بلقيس_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟