جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:36
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مع استمرار التدهور الأخلاقي لما يسمى بالشرعية الدولية، والمجتمع الدولي، والجامعة العربية، والأنظمة العربية المتهالكة وبخاصة تلك التي يقبع على رؤوس شعوبها ديناصورات ملكية، وأميرية، وسلطانية، والذين يسارعون إلى تقديم التعاذي وإعلان الاستنكار عند كل جريمة ابادة إنسانية تحصل على الأراضي الفلسطينية.! نستثني من ذلك بطبيعة الحال ومن غير أدنى تردد أو وجل، نيافة المعظم أمير دولة قطر العظمى الذي طلب من الولايات المتحدة الأمريكية هذا الصباح إغلاق قاعدتها العسكرية و ( الانقلاع ) فوراً من أراضي الإمبراطورية القطرية، وزعيم مصر المفدى الذي أمر بإغلاق سفارة إسرائيل في القاهرة حالاً، وملك الأردن المعظم الذي مزق اتفاق وادي عربة ورمى فتافيته في وجه رجال الموساد المقيمين في ظل رعايته الكريمة في عمان العاصمة، وجلالة خادم إياهم..!؟
ومن ثم مع هذا الاضمحلال الضميري المريع عند هؤلاء وأولئك ممن تسمى شعوب عربية إسلامية يخِّرف فقهائها منذ عشرات القرون أنهم خير أمة وجدت وستوجد لاحقاً على وجه وقفا البسيطة، ومع تدهور الصحة النفسية لكثيرٍ من الزعماء العرب بفعل زهايمر الشيخوخة، ومع تلاشي آمال قادة الأحزاب الحمراء، والصفراء، والخضراء، والكوكتيل، التي تسرح ولا تمرح في الزواريب العربية الخلفية بعد أن زنزن منهم من استمر في هوس الأحلام وعشق الآمال، ومع استمرار النفاق والكذب من كل حدبٍ وصوب، لم يبق من سبيل في منطقة الشرق الأوسط غير العنف المضاد بكل أشكاله.!
إن كل ما تقدم يؤسس بالتأكيد لمرحلة عنفية شرق أوسطية واسعة النطاق ستقلب كل الطاولات في المجال الحيوي الإقليمي، وستخلط كل الأوراق المتداولة منذ هزيمة العرب الكبرى في حرب تشرين التحريرية..!
نعم، كل أوباش العالم من السادة الحكام قلقون من استمرار المجازر الاسرائلية التي لا تحتمل أي عين إنسانية رؤية مخلفاتها الآدمية على الأرض المحروقة.! لكن، مع استمرار قلقهم، وتزايد أرقهم، تستمر دونيتهم الأخلاقية، وانحطاطهم القيمي، وذيليتهم المكشوفة والجبانة، ويستمر كذلك العار الذي يلحقونه بشعوبهم من حيث شاءوا أو لا يشاءون.!
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟