أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هيثم الشريف - حواجز الاحتلال رغم بشاعتها الا انها خلقت وظائف وبنت صداقات














المزيد.....

حواجز الاحتلال رغم بشاعتها الا انها خلقت وظائف وبنت صداقات


هيثم الشريف
(إيëم الôٌي‎)


الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


" بشيكل السوس يابا... برد ... خروب، تمر هندي، ليمون، سوس بارد.. برد برد" بهذه العبارات ينادي كل يوم عماد عواد (44 عاما) من مخيم قلنديا على المارين على حاجز قلنديا، بالرغم من شدة الريح المصاحبة لحرارة الصيف، التي لا تقيه منها سوى مظلة مهترئة، تحفظ مشروباته باردة على أمل أن يجني في نهاية يومه قرابة المئة شيقل، علها تغطي ولو جزءا بسيطا من احتياجاته هو وعائلته كما قال.
"لقد فقدت عملي كعامل بناء في اسرائيل قبل ست سنوات.. وقد أصبحت عربة المشروبات الباردة مصدر رزقي الوحيد منذ أربع سنوات أنا وعائلتي المكونة من تسعة أفراد الى جانب والدتي وليس لدي أي مصدر رزق آخر.."
عواد الذي اضطر للعمل على الحاجز سعيا للرزق أخذ يقول: "هناك حديث يقول أطلبوا الرزق عند تزاحم الاقدام، أي أينما وجد منطقة بها تزاحم الاقدام وأقل كلفة علينا نقف ونعمل".. فبهذه الكلمات يهتدي عماد عواد وغيره من الباعة فالحاجز، حيث يبيع فيه المشروبات الباردة، هو المكان الاقرب للمخيم حيث يسكن.
وحاجز قلنديا هو واحد من مئات الحواجز التي أقيمت على مداخل المدن والبلدات الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 حيث يتزاحم المسافرون السائرون على أقدامهم أو المنتظرون في طوابير السيارات.
لتخلق الحواجز الثابته رغم بشاعتها واقعا جديدا،،تتشابه مشاهده بانتشار الباعة،حاملين مختلف أنواع البضائع والمشروبات الباردة منها والساخنة.
لكن عماد عواد أو أبو محمد كما يلقبونه لا ينفي أنه اضطر لاختيار الحاجز مكانا ليبيع فيه مشروباته الباردة: "كان بودي أن أبيع المشروبات الباردة في نفس رام الله على دوار الساعة أو دوار المنارة ولكن نظرا لتضييق الخناق على أصدقائي من قبل البلدية فقد رأيت أن أفضل شيء أن أضع عربتي عند الحاجز وفعلا أنا آتي كل صباح من السابعة ولا أترك مكاني قبل الثامنة مساءا".
مشروبات أبومحمد الباردة من السوس واللوز والخروب، ساعدت المنتظرين منذ ساعات لعبور الحاجز، على تحمل حرارة الشمس الحارقة وقد عبر عن ذلك أحد المواطنين قائلا: "أنا بحب السوس جدا فشرب الشراب البارد شيء ضروري خاصة مع حرارة الصيف المرتفعة، وكذلك نظرا لظروفنا النفسية السيئة الناجمه عن سوء معاملتنا من قبل الجنود على الحواجز التي أصبحت أمرا واقعا، فما من خيار سوى التأقلم معه"..
مواطن آخر، وهو طالب جامعي، أخذ يقول: "أنا أشتري اللوز من عند أبو محمد منذ أكثر من سنتين، وقد أعتدت على ذلك، وان مر يوم دون أن أجده، أشعر ان هنالك شيء ناقص في نهاري".
وأضاف الطالب الجامعي: "تربطتني الآن علاقة طيبة بأبو محمد وليست مجرد علاقة مشتري وبائع، ومن سخرية الأقدار أن سبب ذلك هو الحاجز اللعين الذي لولاه ما أصبحنا أصدقاء!!"
أبو محمد واحد من أربعة بائعين يسعون يوميا لكسب رزقهم عند الحاجز من خلال أماكن اعتاد الجميع وجودهم فيها، فلا يقبل أي منهم أن يزاحمهم فيها كما أنه لا يستطيع أن يغير مكانه بعدما أعتاد المارة على وجوده في مكان معين "بعدما اعتاد الجميع على وجودي في نفس المكان منذ سنوات، لا يمكن أن أقبل من أحد الباعة والذي يعرف أن هذا هو مكاني الدائم أن يقف بعربته مكاني لمجرد أن الجيش طرده من مكانه!! هذا غير مقبول.. وبصراحة سبق أن حدث معي ذلك وكنّا ننهي الامر بهدوء".
أما راسم خيري بائع القهوة منذ سنتين على حاجز قلنديا والذي أصبحت تربطه علاقة حميمة مع أبو محمد بحكم العمل في نفس المكان، فقد رأى أن الحواجز ليست المكان الافضل للعمل، بسبب ما يتعرض له البائعون من مضايقات متكرره من قبل جنود الاحتلال ومع ذلك اعترف انه مصدر رزق للكثيرين وأوضح يقول: "يحضر الجنود كل فترة ويهددونا باخلاء المنطقة والا كسّروا البسطات وعرباتنا ومصدر رزقنا الوحيد، ورغم ذلك فقد خلق الحاجز رزق لأكثر من 200شخص، بالرغم من أن البيع قد قلّ منذ أن أصبح المسافرون لبيت لحم والخليل والمناطق الجنوبية لا يتوقفون على الحاجز ويسلكون طريقا جديدا واقتصر الامر على من يذهبون الى القدس أو الرام أو بيت حنينا".
زوال الحاجز بات أمنية أبو محمد وان زال معه رزقه الذي يتعثر أصلا في فصل الشتاء نظرا لأن مشروباته باردة حيث ختم حديثه وهو ينادي على المارة بالقول: "لم يكن الحاجز في يوم من الأيام مصدر الرزق فدائما الرزق على الله واذا كان الرزق على الحاجز أتمنى أن يزول الأن".
لا يزال المشهد هو ذاته، أبو محمد أمام عربة مشروباته الباردة، والعطشى من المسافرين ينشدون في هذه المشروبات ما قد يخفف عنهم بعضا من وطأة المعاناة..



#هيثم_الشريف (هاشتاغ)       إيëم_الôٌي‎#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الفنانين ..الى قلب فلسطين
- زيادة تسول وعمالة الاطفال في فلسطين بسبب الحصار
- أثر التصريحات الحادة بين اطراف اللعبة السياسية الفلسطينية عل ...
- موقف الاعلام الرسمي في ظل التحولات على الساحة الفلسطينية
- انتشار مرض السرطان في جنوب الخليل
- كل من صفق للانسحاب من غزة ارتكب خطأ فادحا
- ليس هنالك حل الا بالصراخ....!!؟؟
- الممكن الوطني ..شرط للوصول الى المطلق الوطني
- يسري فوده يتحدث عن الطريق الى 11سبتمبر
- المنهاج الفلسطيني شبح آخر يلاحق طلبة الثانوية العامة
- وسائل جديدة لمواجهة ارتفاع أسعار الذهب بالنسبة للعرسان
- بدلا من أن يحمي القانون الآثار..فانه يحمي لصوص الآثار
- نواعم اذاعة انغام الفتيات لديهن ضمير أكثر من الرجال
- قتل بدافع الشرف ... أم قتل بلا شرف
- دور المرأة في المجالس البلدية المحليةالفلسطينية .. دور مركزي
- عمرها مئة وسنتين
- الفلتان الامني…يهدد لي أمني
- على الخط الساخن أزواج يغتصبون زوجاتهن
- معيقات عمل المرأة في المجتمع الفلسطيني


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هيثم الشريف - حواجز الاحتلال رغم بشاعتها الا انها خلقت وظائف وبنت صداقات