|
بريكس تكتل سياسي واقتصادي تقوده الامبريالية الجديدة
بن حلمي حاليم
الحوار المتمدن-العدد: 7716 - 2023 / 8 / 27 - 18:54
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
شكلت دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا تكتل سياسي واقتصادي عالمي لخدمة مصالح الرأسمالية الحاكمة، و" بريكس " اسم مكون من الحرف اللاتيني الأول لكل دولة لاختصاره، فالبداية كلن اسمه " بريك" وبعد انضمام جنوب اقريقيا أصبح " بريكس" ثم اقترحت دولة جنوب افريقيا مؤخرا اسم " بريكس بلوس" بقصد ( زايد بعض الدول) أثناء احتضانها لقمته في 24 آب / أغسطس 2023. التحقت بهذا التكتل كل من : المملكة العربية السعودية و جمهورية إيران الإسلامية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية الأرجنتين، وسيتم الانضمام النهائي في بداية سنة 2024 بعد إتمام كل الترتيبات المتفق عليها. سبق ان اجتمعت دول الصين وروسيا والهند والبرازيل ، وأعلن عن هذا الاجتماع بتأسيس "نظام عالمي " بهدف حماية مصالح الطبقة البورجوازية والرأسماليين ببلدانهم، بعد ما هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على التوجهات السياسية والاقتصادية في العالم وعملة الدولار الأمريكي وعملة اليورو للاتحاد الأوروبي على التجارة والأسواق المالية العالمية،، ولماذا تشكل الاتحاد الأوروبي القوة السياسية والاقتصادية التي تخدم مصالح الرأسماليين هناك قبل "بريكس" ؟ الم يكن بهذا الاتجاه السياسي؟ فدول " بريكس" فهمت نسبة إنتاجها في الاقتصاد العالمي، وأنها " الأسواق الناشئة" اي الامبريالية الجديدة، هكذا ينظر إليها بعض المهتمين بالاقتصاد السياسي العالمي، فمنذ بداية القرن الواحد والعشرين، 2001 ظهرت بوادر هذا التكتل السياسي والاقتصادي. العولمة الرأسمالية المسلحة بأحدث آليات الفتك تشكلت الأحلاف والتجمعات والأقطاب والتكتلات والمحاور في مسيرة تطور النظام الرأسمالي، الامبريالية وادت الى حروب كبرى عاليمة. الآن العولمة الرأسمالية و" نظام العالم الجديد" على الدرب نفسه، والكل يتنافس على الأسواق لتصريف وبيع منتجاته، وعلى ضمان الحصول على المواد الخام، والأولية في الصناعة والإنتاج، وعلى مصادر الطاقة الضرورية لتحقيق ذلك. حاليا تعد مساحة " بريكس بلوس" واسعة جداً وعدد سكانها من أعلى نسبة في العالم التي بلغت نحو ثمانية مليار نسمة، فالصين والهند لوحدهما يشكلان نسبة مرتفعة، لكن يجب معرفة أن سكان الدول الأساسية في " بريكس بلوس" يعيشون اسواء حياة تحت الاستبداد والقهر، والاستغلال الفظيع فالعمال يعملون في ظروف العبودية الجديدة وليس لهم الحق بتكوين هيئات تمثلهم وتدافع عنهم، وعن مصالحهم وحقوقهم وحقوقهن، والحرمان والقمع الشديدان، فالصين وروسيا إضافة إلى إيران والسعودية والإمارات ومصر تسحقان كل معارضة فكرية وسياسية، ويستعملون الاغتيالات السياسية ضد المعارضين- ات، ويمنعون حرية الصحافة والإعلام، أما حقوق النساء والمساواة فهي اشد بأس، فوضعية النساء تعد من أقبح وأبشع حياة بالعالم بالأخص إيران والسعودية والإمارات، إضافة إلى كثير من الاضطهاد للفئات والثقافات والأديان والملل. فالبريكس يعد السجن الكبير للبشر، وهذا لا يحتاج إلى تفسير أو دليل. كان من بين احد أسباب نشوء "بريكس" هو تسلح الرأسمالية والامبريالية الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بأحدث الأسلحة المتطورة لحماية الأنظمة الرأسمالية الخاضعة لسياستها، واستعمال الهيئات الدولية ( الأمم المتحدة) وغيرها لفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الدول الرافضة للخضوع التام لها، وتوظيف المؤسسات المالية الدولية (البنك الدولي) و( صندوق النقد الدولي) و( منظمة التجارة العالمية) وعدد من امثالهم، لتوجيه السياسات الاقتصادية والاجتماعية لمصالح الامبريالية والاستعمار الجديد، ثم فرض ذلك بالقوة، وفرض حصار اقتصادي على الدول التي تختار أنظمة سياسية واقتصادية واجتماعية مخالفة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية قائدة الامبريالية التي احتلت الدول وفككت أنظمتها السياسية. مثل حصار دولة كوبا واحتلال العراق وتفكيكه. ماذا فعل " بريكس" في قضية الشعب الفلسطيني والاحتلال الصهيوني لبلده؟ وتشريده وتدمير بيوته؟ فروسيا غزة أوكرانيا ودمرت بنياتها الاقتصادية وشردت شعبها، والصين تتربص بتايوان، والبرازيل خضعت للسياسات النيوليبرالية بالكامل وطحنت المعدمين والكادحين - ات ، وجنوب افريقيا استسلمت للطبقة الرأسمالية الحاكمة العنصرية ، والهند أغلقت على الشعب كل منافذ التقدم والتحضر، وأغرقته في طقوس القرون الغابرة، أما الملتحقون الجدد فتاريخهم معروف ووضعية الناس هناك تحت الاستغلال والقهر شيء لا يطاق. مطلوب ازالت الغشاوة عن الأبصار في كثير من الحالات يعتقد بعض الناس أن كل من يخالف السياسات الغربية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يكون صائب وسليم ومحمود ، ويستوجب مساندته، هذه الرؤية غير صحيحة، وتقود إلى الهلاك، فالدول الغربية رأسمالية وامبريالية وعدوة الشعوب صحيح هذا لا نقاش حوله، لكنها بدون ريب تقدمت على جميع المستويات الصناعية والعلمية ، بعضها حقق ثورات برجوازية وساهمت في فصل الدين على سياسة الدولة وحققت مفهوم العلمانية والديمقراطية التقليدية : الجمهورية والانتخابات الرئاسية على رأس الدولة لمدة محدد دستوريا، و المؤسسات : والبرلمان والانتخابات والاستفتاء والمساواة وحرية التعبير والإعلام والصحافة، وعدم تدخل البيروقراطية العسكرية بحسم التنافس السياسي( فالحكام يتعرضون للمحاكمة حتى لو كانت صورية) مثل (ساركوزي بفرنسا وترامب بامريكا)...الخ ، واغلب المعارضين والمضطهدين- ات يلجئون إلى الدول الغربية لحماية أنفسهم وأنفسهن من الاعتقال أو التصفية، وهذا كله نسبيا من طبيعة الحال، لكنه أفضل بكثير مما يحصل في دول" بريكس" حاليا، والملتحقين به، ولا نعرف ماذا سيحصل مستقبلا لكني اعد هذا بالسيطرة الرأسمالية والبديل هو تدميرها والقضاء على نظامها وإنشاء نظاما اشتراكيا على أنقاضها. العمل من اجل وحدة الشعوب تشكل بريكس من دول أسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية، لمنافسة دول أوربا وأمريكا الشمالية من اجل نهب وسرقة ثروات الشعوب، أما الرؤية التي أراها صائبة تتجلى في وحدة شعوب العالم بكل القارات والعمل على ذلك ومناهضة الرأسمالية والامبريالية بكل تحالفاتها وتكتلاتها، ومن يختار طريق غير هذا سيجد نفسه بمركب احد أعداء وحدة الشعوب ومع اللصوص الكبار بلون جديد بين الأمواج العاتية.
#بن_حلمي_حاليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة العربية سنة 2011 زلزلت المنطقة ونزعت القشرة عن النواة
-
معأناة الافارقة في قارتهم وقارتهن
-
لبنان الشعب العظيم وبيروت الصامدة ضد الأعداء من كل الأصناف
-
فلسطين بعد صفقة القرن وجائحته
-
الجزائر، شعب يناضل ببسالة من اجل استكمال استقلاله وسيادته ال
...
-
العراق ، من بغداد إلى بيروت الثورة لن تموت
-
لبنان، الثورة تهدم القديم وتؤسس للجديد
-
لبنان، ثورة 17 تشرين الأول تحفر قبر الطائفية السياسية ودولته
...
-
العراق، النضال بالميادين وفاء للشهداء وبناء البلد من جديد
-
مصر، نداء إلى كافة المصريين والمصريات
-
الجزائر، ثورة حتى النصر
-
استمرار الثورة العربية كشف عن مواقف سياسية للعديد من الذين ا
...
-
الثورتين السودانية والجزائرية الآن، سبيلهما هو المجلس التأسي
...
-
الجزائر، حركة شعبية قوية بحاجة لقيادة ثورية حازمة
-
السودان كفاح طويل وعميق ضد القهر والاستبداد
-
المغرب، فقراء منطقة الريف تحت سيطرة الأثرياء وظلمهم الشنيع.
-
تونس ، فوسفاط الحوض المنجمي ،و أراضي جمنة ، ونفط تطاوين ، اس
...
-
سوريا...تونس، نواب من الجبهة الشعبية جاءت بهم الثورة الى مجل
...
-
سوريا....تونس ، نواب من الجبهة الشعبية جاءت بهم الثورة الى م
...
-
مجموعة من اعضاء نواب الشعب التونسي ضد نظام الديكتاتور ، بن ع
...
المزيد.....
-
فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار
...
-
دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن
...
-
لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
-
لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
-
قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا
...
-
التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو
...
-
Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
-
اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
-
طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح
...
-
إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|