فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7715 - 2023 / 8 / 26 - 12:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن وسائل الإعلام المنظورة والمقروءة تعتمد في معلوماتها التي تنشرها في وسائلها الإعلامية على مراسلين أكفاء من أصحاب الاختصاص والثقافة والمعرفة يغوصون في الأحداث ويتابعون الأخبار وكل ما يحدث للشعب من ردود فعل على أعمال الدولة وإنجازاتها أو فشلها في تقديم الخدمات وحاجات للشعب وكذلك ظروف وحياة معاناة الشعب السلبية والإيجابية فتقوم وسائل الإعلام بنشرها في فضائياتها المنظورة أو الصحف والمجلات المقروءة.
قبل اختراع الانترنيت والموبايل فكان الاعتماد في العهود الماضية على الصحافة بدرجة كبيرة في الحصول على المعلومات والأحداث وكان المسؤولين في الدولة يعتمدون على إنجاز أعمال وزاراتهم ودوائرهم في المحافظات على ما ينشر في الصحف ولذلك كانت الصحف وبشكل خاص في العاصمة بغداد تذهب إلى بيوت رئيس الوزراء والوزراء والمسؤولين الكبار مع الفجر أي في الصباح الباكر وعندما يستيقظ المسؤول في الدولة يجد الصحف بجانب وسادته فيقلبها ويطلع عليها جميعها وخاصة ما ينشر داخلياً عن عمل وإنجاز وشكاوى المواطنين التي تنشر في الصحف ويصبح المسؤول ملماً في الشؤون الداخلية في الوطن وخارج الوطن وإذا كان ما ينشر يخص وزارة من الوزارات يباشر الوزير أو المدير العام بمتابعة الموضوع وإنجازه ... أما دوائر الدولة في المحافظات فكان توجد في كل دائرة مكتب إعلامي وتصل إليهم جميع الصحف التي تصدر في العراق فتصبح جميع الصحف للبحث عن المواضيع الداخلية التي تهم كل دائرة لأنه في ذلك العهد كانت تنشر الشكاوي والسلبيات للدوائر الحكومية في الصحف من قبل الصحفيين التابعين لتلك الصحف ... كما كان يعقد في كل يوم أربعاء من الأسبوع اجتماع أطلق عليه (مع المواطنين) في مكتب المحافظة ويحضره جميع رؤساء الدوائر في المحافظة مع المواطنين من أصحاب الشكاوى تخص دوائر الدولة وبحضور المحافظ تحل وتعالج جميع شكاوى المواطنين وكانت هذه الظاهرة تعزز الثقة والتعاون بين المواطنين والدولة وتوطد الأمن والاستقرار لدى المواطنين مجرد أن ينشر شكوى في إحدى الصحف أو يحضر إلى المحافظة ويقدم شكوى بمظلوميته في برنامج يوم الأربعاء ... بينما الآن تنشر الفضائيات صورة وصوت لمظلومية المواطن والنتيجة (لا من شاف ولا من سمع) لدى المسؤولين والدليل على ذلك ما يعانيه المواطن من الغلاء الفاحش بالمواد الغذائية ومن التلاعب في أسعار الأدوية وغيرها من السلبيات التي أفرزت ظاهرة عدم الثقة بين المواطن والدولة العراقية ... وفي يوم الاثنين 14/8 قوى أمنية تحتجز إعلاميين تابعين لقناة التغيير لأنهم نشروا صور وأخبار مظاهرة المهندسين في محافظة البصرة ... إذن أين الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ..!!؟؟ ... والآن في العراق المستباح وشعبه المذبوح القوة والإرادة ليست بيد القانون والدولة وإنما بقوة السلاح والمال ..!!؟؟
هي اللسان لمن أراد فصاحة ---- وهي السلاح لمن أراد قتالا
أما الفقير إذا تكلم صادقاً ---- قالوا كذبت وأبطلوا ما قالا
أما الغني إذا تكلم مخطئاً ---- قالوا صدقت وما نطقت محالا
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟