ابراهيم سبتي
الحوار المتمدن-العدد: 1728 - 2006 / 11 / 8 - 11:07
المحور:
الادب والفن
حين ننطق ، بالحق يجب . وحين نبحث عن اجابة ، باليقين مؤكد . وحين نلعن الدهر ، بضعفنا نقر .
ولزام علينا ان نبحر في عباب القتامة كي ننجز الموائمة .
لا نريد ان نكسب اياما وسنينا تضاف الى مدونة العمر الذي يحث للرحيل ..
ايام ليست للبيع ولا قنطارا منها للفرجة .
كلها سود حالكة رغم فسح متناثرة لامل مزعزع ولحظات خجولة لاتريد النكاية بما مضى لنا من مآتم تحسب نفسها فرحا .. حين ننطق ، نضع عوينات تغفو على اديم الضفاف التعبى حد الظمأ المسكون برعشة الليل المخيف من دوي الخطب والاراجيز .. لا من عصف المسرات التي لم تات ..
كل الامل لم يشرفنا بعد ، وكل الاوجاع حلت ..
فاليوم يسطع شعاع يعمي ببصيرته طوق النجاة الوحيد لغريق وسط العتمة ، ليس شعاع يدلي الاعمى على مراتب الطرقات ولا على شربة لقطرات وسط الرمضاء ..
فلا انعكاس لمرآة الموت ولا خيال مجنح يرمي بظله على الافئدة لتعبر عوالم الحواجز التي تكره ان تسمي نفسها باكثر من اسم كما يحدث لليقينات المتربعة فوق خرائب النار ..
فالرتابة تثلم من اعمارنا ويأكل اللهب ما تبقى ..
هي حكمة ان نرى الموت وان لا فعل لنا برده ..
الرتابة ان نعلم بان فخاخ الأقارب تحرق كل المودة ولا تدع منها ..
ولا تبقى للكلمات الغاصة في جوف السكوت ، ان تخرج الى العلن وتلعن ما يصير ويحدث ..
إيه .. أيتها النار الصاعدة عودي الى فوهاتك ، فالوقت ازف لكي نرد كل الكيد بوجوه ودعت اوجاعها واياد خلت من خيوط الدم المتجمد على ظاهرها ..
فاشتعال الجسوم يبرر هبة قصوى نحو آفاق الكلام الرحب ونبذ ما يجعل منا هزؤا لاخوان لنا ينظرون بصبر ان نموت فوق مصاطب الفجائع وان لانجد من يؤازرنا رغم اننا اكثر امة تضحك واكثرها تبكي واكثرها تكرم .. فلا آن اوان الضيم بعد ولا راحت علينا مفاتيحها .. ولا بلغت القلوب الحناجر ولم تزغ الابصار ..
فها إنا نستشرف مصيرنا ونسحق كل اوجاعنا ان هدأت الظنون ونام المسكونون بحب البلاد دون عيون تلصف في ظلام الرهبة تراقب حميمية الدم الذي لا يصير الا دما بلون طين الاديم المتخثر في سلالة النهر ..
#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟