أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - هادي الخزاعي - ما هكذا تورد الأبل يا رئيس وزراء العراق















المزيد.....

ما هكذا تورد الأبل يا رئيس وزراء العراق


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1728 - 2006 / 11 / 8 - 11:12
المحور: مقابلات و حوارات
    



أستشهاد من خبرة التأريخ للشاعر اليوناني سفوكلس من مسرحيته الملك اوديب " إنك لا تستطيع أن تحكم على قلب أنسان وتهذيبه وعدله قبل ان تمتحنه بالحكم " .

وأخيرا طوى صدورحكم الأعدام بحق صدام حسين وبعض رموز دمويته، صفحة سوداء من تاريخ مجحفل بالجريمة في العراق الحديث، أذ دشنها البعثيون منذ انقلابهم الدموي في الثامن من شباط عام 1963 ، وقبل ذلك مارسوها أبان حكم الراحل الشهيد عبد الكريم قاسم، اذ اثخنوا العراق بالجراح الغائرة في الجسد العراقي سياسيا وأجتماعيا وثقافيا. وكان الشيوعيون هم الهدف، في السر والعلن. فهل هناك اكثر دموية من بيان رقم 13 سئ الصيت الذي أحل دم الشيوعيين، حيث لم يكن لغيرهم من سياسي الموجة الآن اي حضور يذكرأنذاك. ورغم ان جراح الشيوعيين لم تكن قد برأت ما بعد تلك المجازر، فانهم لم يتوانوا من أن يمدوا ايديهم متصافية الى سافكي دمهم، من اجل قضية مركزية لم يحد عنها حزبهم العريق طيلة سني نضاله السابقة واللاحقة، ألا وهي قضية الشعب. ومن لايذكر أو يتذكر من العراقيين المنصفين كيف اطبق البعثيون رحى طاحوناتهم على الشيوعيين بعد ان استلموا السلطة من جديد عام ثمان وستين، ففتحوا بالوعات زنازينهم للشيوعيين التي اكتضت بهم منذ بداية عام سبعين رغم أدعائهم بثورتهم البيضاء . فلم يوخزهم لا ضميرسياسي ولا انساني حين أختالوا العديد من القادة الشيوعيين كالشهداء محمد الخضري وستار خضير اعضاء اللجنة المركزية للحزب وغيرهم الكثير من كوادر الشيوعيين، ناهيك عن آلاف المعتقلات والمعتقلين في دهاليز دوائرأمن حكمهم. وحتى عندما أأتلف الشيوعيين معهم في جبهة وطنية لم يوقفوا دوران رحاهم الدموية، فأعتقلوا الآلآف وغيبوا المئات من الشيوعيات والشيوعيين الخُلاصْ للوطن، ولما لم يجد الحزب الشيوعي بدا من اجل ان يحافظ على وجوده ، جمع عام 1979 جيش من اعضاءه في جبال كوردستان ليحمل السلاح بوجه نظام البعث اللعين حيث لم تكن هناك من قوى سياسية عراقية تحمل السلاح بوجه النظام غير القوى الكوردية وأنصار الحزب الشيوعي العراقي، وفي هذا المعمعان المسلح ضد النظام الدكتاتوري الفاشي استشهد للحزب مئات من الرفيقات والرفاق. وحتى بعد سقوط النظام عام 2003 استشهد من رفاق الحزب واصدقائهم أعداد غفيرة. ولايزال حمام الدم سادرا ضدهم، فقد ابتلى الشيوعيين بالقلوب التي معهم وبالسيوف التي عليهم.
فرح الشيوعيين العراقيين كما فرح غيرهم بصدور الحكم على صدام يوم الرابع من تشرين، لا شماتة ، ولكن لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه. ولأن قصاص الأعدام جاء ردا قضائيا طبيعيا ضد مجرمين اوغلوا في قتل العراقيين او سجنهم او زجهم في أتونات حروب بلا معنى، كان الشيوعيون فيها وأصدقائهم، كغيرهم من العراقيين حطب لتلك المغامرات الرعناء ومسرحا لسطوة عائلة لا تعرف كيف تتصالح لا مع نفسها ولا مع الرحمة والخير للناس.

وبعيد اصدار الحكم من قبل قاضي المحكمة الجنائية العليا بوقت قصيرألقى السيد جواد نوري الماكي كرئيس لوزراء العرأق كلمة بهذه المناسبة. والتي يفترض ان تكون كلمة بأسم جميع العراقيين ولجميع العراقيين لتزيد من الق المناسبة، هذه المناسبة المهمة التي ربما ستشكل منعطفا تأريخيا في الأستقرار العراقي اللاحق. غير ان كلمة السيد المالكي كانت في تقديري لا تعدوا عن كونها رأيا شخصيا له هو، وربما لمن يتبعه. ولم اجدها معبرة عن رأيا عراقيا عاما بل شكلت لدي بعد سماعها جملة ملاحظات جدير بي أن أقولها أنطلاقا من كوني عراقيا ساهمت بحدود امكاناتي ــ التي لا اسميها متواضعة بعد الآن رغم أن دأبنا نحن الشيوعيين التواضع ونكران الذات ــ بحمل السلاح في كوردستان ضد الدكتاتورية الفاشية كواحد من انصار الحزب الشيوعي العراقي ، الفصيل المتميز في تاريخ النضال العراقي ضد الأستبداد. وعندما سقط النظام المقبور وحانت لحظة أن نقول للعراق نعم، لونت أبهامي بحبر الجنة كما اسميت ذلك السائل الأرجواني، لأقول للعراق نعم في أول مرة نتشارك بها نحن العراقيين في ذلك الأختيار. ثم وافقت على الدستور بذات قوة الخيار. وأنتخبت العراق في ثاني أجراء أنتخابي. ولو قيض لي أن أكرر الأمر مرات ومرات ، فأني سوف لن أتأخرعن القيام بهذه المهمة الوطنية النبيلة حبا بالعراق.
من واحة المشاعر هذه اسجل على السيد المالكي ملاحظاتي على بعض من أفكاره التي خلص اليها في الخطاب : -
1 – اتمنى عليك ان تتذكر دائما، انك لا يمكن ان تكون او غيرك في اي موقع في المسؤولية دون اصوات العراقيين جميعهم, وما موقعك كرئيس للوزراء الذي تحتله الآن، إلا أنه جاء بتخويل أنتخابي من الناخبين الذين أنا واحد منهم. لذا ارجوك تسمع ما اقول من اجل ان تحترم نفس الشهادة الذي قدمها الآلاف من الشيوعيات والشيوعيين العراقيين الذين انتمي الى حزبهم، عندما تعدد شهداء الوطن في مناسبات الحديث. ولا اجد كمواطن عراقي ان في ذكر شهداء الحزب الشيوعي العراقي شناراعليك بل هو شرف كما يشرف ذكر باقي طيوف الشهداء الذين ذكرت، فأنت اعرف يامولاي ان الشيوعيين ليسوا بطائفة دينية اوفئة قومية أو ملة من الملل ، بل هم حزب سياسي عراقي وأناء أستوعب ويستوعب جميع الذين يقولون للعراق نعم. وحيث ان موقعك لا يرتبط بحزب او حركة بعينها ولا فئة او طائفة او قومية لذاتها، فأما ان تكف وغيرك ممن سبقوك في المناصب العليا عن تحديد أسماء من الشهداء بعينهم وتكتفي بذكر شهداء العراق وحسب وإما ان يتساوى عندك ذكر جميع الذين ارخصوا دمهم من اجل العراق فاصابهم صدام في مقتل، فتذكرهم على قدم المساوات بمن ذكرت.
2 – ان الوقوف بوجه صدام كان مشاعا لكل العراقيين الشرفاء اشخاصا وأحزاب وحركات سياسية او دينة. ومعروف من هو الذي نهض بهذه المهمة الوطنية بوقت مبكر جدا وهو يحمل السلاح في ظروف غاية في الصعوبة لمقاتليه أولا، ولظروف الوضع السياسي الدولي ثانيا. ومع كل تلك الصعوبات قدم انصار الحزب الشيوعي العراقي مثالا للبطولة والتضحية الوطنية في مقارعة الدكتاتورية. أذن لم تكن الدعوة الأسلامية القوة السياسية الوحيدة التي كانت تواجه الدكتاتورية فتعمد الى أيراد اسمها تحديدا. أن السيد رئيس الوزراء لم يلامس الحقيقة بهذا الأنتقاء غير المفهوم وغير المبرر، حين يذكر القوى التي كانت تقاوم صدام ونظامه ولو باشارات سريعة، ولم يتعرض الى جهد الحزب الشيوعي العراقي في هذا السياق. فهو بذلك يعمد الى طمس الحقائق ولي عنقها الطويل، ولا يعمد الى ما تقوله وقائع التأريخ النضالي للشعب العراقي، إلا أذا كانت ذاكرة السيد الماكي قد اصابها بعض الوهن، فنسي أنه كان في دمشق ردحا من زمن صعب ويعرف حجم الشيوعيين في كوردستان وجهدهم وما قدموه من تضحيات وهم يقارعون الدكتاتورية بقوة السلاح الى جانب الحركة الكوردية، رغم شحة امكانات الحزب. فأذاعته " صوت الشعب العراقي " كانت تصدح في باقي العراق وهي تبث صوتها من جبال كوردستان العراق وليس من مكان آخر، وجريدته المركزية " طريق الشعب " كانت تحرر وتنضد حروفها وتطبع في جبال كوردستان العراق، بل كل اعلامه ونشراته كانت تصدر من داخل الوطن وليس من مكان آخر كما كانت تصدر صحف الآخرين من طهران ودمشق ولندن وعواصم عديدة أخرى و حسب مصادر التمويل، فلا عجب ان لم يطلع السيد المالكي على كل ذلك التأريخ الموثق للحزب الشيوعي العراقي، فلربما لم تتح له الفرصة لزيارة جبال العراق ومواقع رافضي نظام صدام فيها وهم يسجلون صفحاتهم المشرقه ضد الدكتاتورية البغيضه.
3 ـ اشعرمن ملاحظة السيد المالكي في كلمته تلك والتي أشارفيها الى ان صدام لا ينتمي الى اي طائفة، أن ما كان تسعى اليه امريكا عبرحاكمها في العراق بول بريمر بالنظر الى المشهد العراقي من خلال ثنائيتهم المرفوضة التي هي الطائفية والاثنية، قد تحقق بدرجات عالية من التنفيذ والتحقق. فالسيد المالكي يتداول هذه المفرده بسبق اصرار غير معقول حين يحلل الموقف من داعمي صدام ويركل كرته في الملعب الطائفي. فهل نحن العراقيين ننظر الى جلادينا من منظار الطائفة، ام من المنظار الوطني العراقي الذي يجب يتربع على اي نمط آخرمن التفكير الذي يعتم على هذه الوطنية.

مولاي المالكي رئيس وزراء العراق ، هذا العراق الذي انتخبناه جميعنا يجب ان يعلى على أي شيء سواه، قومية كانت أم طائفة، ونكف عن ترديد ما لا يوحد بل الى ما يجمع. فالطائفية واحدة من البلاءات التي تختال وطنية العراقيين كل يوم وبالمجان.

انتهي بالشكر للسيد الماكي التي لم تخلو كلمته من صدقية المشاعر والتواصيف التي تجل العراق وشهداءه وقواه المناضله ، ولكني كنت اتوقع أن أسمع كلمة رئيس وزراء العراق كل العراق وليس كلمة رئيس حزب الدعوة ، ولذا فاني اسوق أليك مثلنا العربي الأثير " ما هكذا تورد الأبل يا رئيس وزراء العراق " ولعل لصوتي هذا ما يشجع على ان لا نُغمط أونضيع بين الأقدام. فالشيوعيين أبناء العراق. ودمت للخير واهله.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( يك ماله ( حديث للتجلي
- (أبو جميل ... أيها الألِق (رثاء للراحل القائد الشيوعي النصير ...
- (3)-- My year in Iraq -- قراءة في كتاب بول بريمر
- قراءة في كتاب بول بريمر -- My year in Iraq -- (2)
- قراءة في كتاب بول بريمر My ywar in Iraq
- رؤيا اليقين في قراءة المسودة البرنامجية للحزب الشيوعي العراق ...
- مساهمة في قراءة لمسودات وثائق الحزب الشيوعي العراقي المقدمة ...
- مساهمة في قراءة لمسودات وثائق الحزب الشيوعي العراقي المقدمه ...
- ستون عاما منذ أنعقاد أول مؤتمر لأتحاد الطلبة العام في الجمهو ...
- من سيعتذر للكاتب جاسم المطير يا حكومة العراق...؟؟!!
- لقــد إنتخبنـــا العـــــراق
- اتهامات الجلبي والشعلان تشبه ـ حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب ...
- رثاء غير متأخر للرفاق عايد وابو يسار وابو فرات
- كيف تنظر قائمة - إتحاد الشعب - الى الرياضة العراقية
- الى رفيقي العزيز شه مال ـ بمناسبة أربعينية الشهيد سعدون ـ رس ...
- الأرض التي تقف عليها قائمة - إتحـــاد الشـعـب -
- أتحاد الشعب.. القائمة الأنتخابية التي ستعمل على تحقيق الحلم ...
- قدرة ومصداقية الحزب الشيوعي العراقي أقوى سلاح في دعايته الأن ...
- قالـت الذاكــــرة.....
- ماركريت حسن.. شهيدةٌ.. وأيُ شهيدة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - هادي الخزاعي - ما هكذا تورد الأبل يا رئيس وزراء العراق