أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - حصاد الفراغ














المزيد.....

حصاد الفراغ


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 1728 - 2006 / 11 / 8 - 03:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


بين غيوم الخريف الاسرائيلية والفصول الأربعة للعبث الأمني الفلسطيني، تمطر السماء غضبا علي رؤوس الشعب الفلسطيني تارةً بآلة الموت الإحتلالية الإجرامية وأخرى بسلاح "المافيات" أو العشائر الفلسطينية في دائرة مغلقة يوصد أخر ابوابها السواد الأعظم من الشعب أو ما يطلق عليهم "الاغلبية الصامتة".. كل ذلك يدور وسط سجال فئوي مقيت بات يُغلِّبُ الانتماء الحزبي على الانتماء الوطني في أجواء ملبدة برائحة الدم والبارود.
فما بين التأطر الحزبي والفراغ السياسي تضيع مركزية القضية الفلسطينية يوما بعد يوم ونحن في سبات فصائلي فريد من نوعه لاسيما وأن الاحتلال لا يفوت فرصة للنيل منا قتلا وقنصا واعتقالا وتجريفا وهدما .. وما المجزرة الاسرائيلية المستمرة في خصارتنا الجنوبية " غزة هاشم" الا دليلا ملموسا على مكر ودهاء وخبث العقلية الاحتلالية العنصرية للقيام بأبشع وأقذر الجرائم بحق البشرية.
فلكل شيء في الحياة حصادٌ إما ايجابي وإما سلبي إلا الفراغ فإنه لا يحصد سوى شلالِ دمٍ سيُغْرِقُ الكلَّ من القاعدة إلي رأس الهرم، وحصاد هذا الفراغ في هذه الايام العصيبة سبعة قتلى وخمسة جرحي وخمسة عشر معتقلا من رجال الشرطة الفلسطينية هم حصيلة نزاعات داخلية وقعت في خانيونس والخليل خلال الأيام القليلة الماضية فيما الاجرام الصهيوني يوغل في جسدنا المرهق في زمن غابت فيه النخوة العربية والاسلامية على حد سواء كما النخوة الحزبية الوطنية في بلادنا صاحبة امتياز سلطة الكراسي والمافيات .
لاحظوا معي.. مع اللحظات الأولى للاجتياح الإسرائيلي لبيت حانون كانت الشرطة الفلسطينية في الخليل تقتل مواطنا فلسطينيا لم يمتثل للتوقف امام حاجز فلسطيني بصرف النظر عما كان ينقل فالاجدر كان إعطاب سيارته والقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة لا قتله وكأننا نعيش رغد الحياة ولا ينقصنا الا تنظيم شؤوننا الداخلية بالرصاص الحي.. لتدب الفوضى بإخرج سلاح عائلة القتيل لمهاجمة مركز الشرطة واختطاف خمسة عشر شرطيا مدججين بسلاح سلطة لا سلطةً ولا قانون لها.
لم يمر الوقت طويلا حتى وقعت مجزرة خانيونس الأولى بسلاح مافيا العائلات فراح ضحيتها اربعة قتلى وخمسة جرحى اخرين في حصيلة اولية لثأر عائلي لم ينتهِ بعد وربما لن يتوقفَ حتى أمام هدنة، سواءٌ أكانت طويلة الأمد أم قصيرة.. بالمدينة ذاتها حدثت مجزرة اخرى في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة فسقط ضحيتها هذه المرة قتيلان من عائلة واحدة.. في هذه الاثناء وعلى الجانب الآخر من شطري الوطن كان أحد المدمنيين في مدينة رام الله يعرض زوجته لقاء حصولة على شمة مخدر الهيروين.. فيما قام آخر بمدينة طولكرم ببيع اثاث منزله بعد سرقته وبيعه لمصاغ زوجته ليتعاطى المخدرات.. لتكتمل قصة الفلتان بقصص المخدرات وارتفاع معدلات ترويجها في الأراضي الفلسطينية في مجتمع بات على شفير الهاوية.
إن ما يجري على الجزء المتاح لنا من الوطن من تمزيق مبرمج للنسيج الاجتماعي لا يضر اصحاب السعادة والسيادة أمراء الحروب المتنازعين على كراسي سلطلة باربعة "خوازيق" وإنما يضر بكامل الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية داخليا وخارجيا.. ولا أحد يدري ألهذا الحد وصلت بنا الفصائلية ؟؟!!.. ولهذه الدرجة اصبحنا لا نبالي بسقوط الضحايا من المدنيين قتلى وجرحى في معارك قذرة؟؟.
ربما ندرك حقيقة غياب قائد وطني فذ يستطيع تغليب مصالح وطنه على مصالح حزبه ويعلنها نهارا جهارا وعلى رؤوس الاشهاد نموت كلنا ويحيا الوطن بكل مفاهيمه واركانه من الانسان إلى الأرض مرورا بكل تفاصيل وهموم الوطن.. وهنا نستذكر الزعيم القائد جمال عبد الناصر عندما وقف يُقرُّ بتحمل كامل نتائج وتبعات هزيمة النكسة 67 معلنا تنازله طواعية عن سدة الحكم وعودته الى صفوف الجماهير.. ربما ندرك ذلك ولكننا لا نستطيع ادراك سلبية " الاغلبية الصامتة" من الشعب والتى عادة ما ترفع صالح الوطن فوق أية مصالح فئوية ضيقة اخرى، وهي سلبية تشركها في جريمة تشرذم المجتمع الفلسطيني وخصخصة المقاومة وسودوية مستقبل ابنائنا التى حتما سيسجلها التاريخ في صفحة سوداء مجيرة بتوقيعنا.. والسؤال الملح متى سنخرج من دائرة الفراغ وحصاده الدموي لنفتح أبوابا جديدة للإنطلاق من جديد؟؟..



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي مطلب جماهيري أم خيار امريكي؟؟
- الدكتور حمد وطلاق العنف إلى الأبد
- الأدوار السياسية للوسائل الإعلانية
- دعوة للمصالحة أم باب دوار
- وكلاء الاحتلال نبت شيطاني
- -حماس ليست شيطانا.. وفتح ليست ملاكا-
- الكوميديا السوداء في روايات حماس
- سجل يا زمان
- اعلان توبة في الوثنية
- صرخة من أجل الحياة
- طنجرة الحكومة
- ضد الحكومة
- طلب الإنجاز وإنتاج الفعل
- زواج إسرائيل من -فؤادة- باطل
- لبنان لا تهادن
- المؤسسة الأممية والفراغ بين شرقين
- الحرب المتلفزة والإدمان


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - حصاد الفراغ