مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 7710 - 2023 / 8 / 21 - 10:26
المحور:
الادب والفن
لو كان لطائر اللقلق لسان لسبَ الدين للكافرين، الذين كلما تأتيهم فرصة للنجاة في دورة الحياة الأخرى، أصروا أن يخلقهم الله حميرا...
يحملون للناس المتاع والأوجاع وبعض النجاسات الرجيمة، لا يفقهون إلا التعب!
لو كان لطائر اللقلق سلطة على أوباش الزمان، الذين حكموا في العباد بالفساد، وسوء الطبع على الدوام، ولا يتعلمون من دورات الحياة التي عاشوها مرات ومرات، ولم يستوعبوا الدرس، كان سيحكم بإعدامهم رميا بالكلام حتى الخجل...
لو كان لطائر اللقلق حقٌ في إبداء الآراء، وتحليل الأنباء، وحق الاطلاع على الأجواء التي تشحن الفقراء بالكراهية، لأمر الناس بالسجود على باب الحكمة التي تقول: اطلبوا الخير في البطون التي عرفت معنى الكرم، ولحذف شطر الحكمة الآخر، رغبة في تطهير العالم من الأشرار على المشاع...
لو كان لطائر اللقلق أن يكون مسؤول توزيع النذور على الأضرحة، لجعل الناس في طواف حول كعبة الدولار، سبعين ألف شوط مما يعدون، واللقلق سيضاعف لمن يشاء الانسحاق والانزلاق في زيت برميل السُخام...
لو كان طائر اللقلق من أصحاب الكتوف التي تعلوها النسور، وكل الجارحات، لضرب تعظيم السلام للضحايا الذين يعبرون كل يوم إلى مسلخ الحياة اليومية بنت عائلة الروتين، وللسالخين للأحلام على النواصي...
لو كان طائر اللقلق مدرس الألعاب، كاتب التقارير المبينة، لصفّ التلاميذَ صباحًا في طوابير المدارس رغبة في الانحناء...
لو كان طائر اللقلق ألف لو كان، لطار كما يدعي نحو السماء...
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟