|
عن ( توفنى مسلما / سليمان والجن )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7710 - 2023 / 8 / 21 - 00:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول : لا أفهم الربط بين الوفاة والموت على الاسلام . فماذا عن الاسلام فى حياة الانسان وقبل موته ؟ هل لا يكون مسلما ؟ إجابة السؤال الأول : 1 ـ قال جل وعلا عن عيسى عليه السلام ومن معه ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)آل عمران )، أى ليس الاسلام مجرد قول يُقال ، بل هو إلتزام بالقلب والسلوك . المحمديون حوالى بليون ونصف البليون ، يزعمون كلمهم أنهم مسلمون ، وانهم على دين الاسلام . ومنهم إرهابيون يقومون بتشويه الاسلام ، ومعظمهم فى سلوكياته وعباداته يناقض الاسلام . ونحن فى دعوتنا السلمية الاصلاحية لهم نكتسب عداءهم ، بما يؤكد أن لنا ديننا ولهم دينهم ، واليه جل وعلا الحكم علينا جميعا يوم الفصل . 2 ـ الاسلام فى التعامل مع الله جل وعلا أن تُسلم له جل وعلا إيمانك القلبى ، فلا تؤمن بغيره إلاها ، ولا تقدس معه بشرا ، ولا تؤمن بغير القرآن حديثا . أو كما قال جل وعلا : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) الأنعام ). وفى التعمل مع الناس أن تكون مسالما لهم محسنا بهم . 3 ـ الذى يحقق هذا طيلة حياته يموت مُسلما . تبشره ملائكة الموت بأنه من أولياء الله المتقين المسلمين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . قال جل وعلا 3 / 1 : ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) النحل ). 3 / 2 : ( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) الزخرف ) 4 ـ ولهم يكون القرآن الكريم بشرى بإعتبارهم مسلمين . قال جل وعلا : 4 / 1 : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) النحل) 4 / 2 : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) النحل ). 5 ـ الآخرون الكافرون يتمنون عند الموت لو كانوا مسلمين ، إذ أمضوا حياتهم يأكلون ويتمتعون ويُلههم الأمل بشفاعة آلهتهم وأوليائهم . قال جل وعلا : ( رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) الحجر ) . وعما يحدث لهم عند الموت قال جل وعلا : 5 / 1 : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) النحل ) 5 / 2 : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون ) 5 / 3 : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) الأنفال ) 5 / 4 : ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) محمد ). 6 ـ لذا جاءت التوصية بالتمسك بالاسلام حتى الموت . 6 / 1 ـ وصّى بهذا ابراهيم عليه السلام بنيه ، وكذا فعل يعقوب عليه السلام مع بنيه : ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) البقرة ). 6 / 2 : وبهذا دعا يوسف عليه السلام ربه جل وعلا بعد أن أتمّ الله جل وعلا عليه النعمة بالمُلك ، قال : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف ) 6 / 3 : وأمر فرعون موسى بصلب السحرة الذين آمنوا ، وتقطيع أيديهم وأرجلهم ، فصبروا وصمدوا ، ودعوا الله جل وعلا أن يتوفاهم مسلمين، قالوا لفرعون يتحدونه : ( وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126) الاعراف ) 6 / 4 : ويقول رب العزة للمؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) آل عمران ). لم يقل ولا تموتن إلا وانتم مؤمنون. لأن الايمان قد يتلبس به كفر وشرك . قال جل وعلا : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) يوسف ) . 7 ـ إيمان الكافرين بالله ناقص وقليل ، وهم به ملعونون . قال جل وعلا : 7 / 1 : ( بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88) البقرة ). 7 / 2 : ( وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46) النساء ) . 8 ـ هو إيمان قليل بالله جل وعلا لأنهم يؤمنون معه بآلهة أخرى وأولياء . وهذا الايمان القليل الناقص ينافى إخلاص الدين له جل وعلا وحده ، وينافى إسلام القلب والدعاء والعبادة له جل وعلا وحده . لذا لا ينفعهم هذا الايمان الناقص القليل عند الموت ولا عند يوم الفتح ( القيامة ). قال جل وعلا : 8 / 1 :( قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) السجدة ) 8 / 2 ( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85) غافر ). 9 ـ وعن حالهم وهم فى الجحيم يوم القيامة يقول جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر ) السؤال الثانى : السلام عليكم .. دكتور احمد من المعلوم ان الانسان لا يرى الجن بصورته كما اثبت القرأن (الاعراف 27) . هل النبي سليمان كان يكلمها ويتحاور معها دون ان يراها ..التراث يقولون انهم كانوا يتشكلون بشكل بشر وهكذا كان يراهم سليمان ..وانهم يستطيعون ان يتشكلوا بالحيوانات المعروفه لنا او بصورة الانس ...هل ينفي القرأن هذا الزعم .؟ إجابة السؤال الثانى : القصص القرآنى لا يخبر بكل التفصيلات ، وما لم يذكره الله جل وعلا هو غيب لا نتكلم فيه بغير علم .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن ( خلق / جعل ) ، التحريم على النفس / النجاح والتوفيق )
-
لاسلام و السلام : الدولة الاسلامية دولة مسالمة قوية
-
الترادف أساس فى بيان القرآن الكريم
-
عن ( المحلل / شبكة الخطوبة / التشابه والاحتلاف بين المحمديين
...
-
آه .. يا مصرُ ..!!
-
عن ( الوفاء بالعقود / قوم عاد / ألقاب المستبد )
-
كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ) : الفهرس والمقدمة
-
عن ( أتبع سببا / القلب السليم / بشار الملعون / كذب المحمديين
...
-
مصادر والفهرس لكتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السن
...
-
عن ( سورة الأنبياء / مسيحيون مسلمون )
-
خاتمة كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى
...
-
عن ( النبى وأزواجه وعصمة أصحابه )
-
مقالات ذات صلة : عن حق ولد الزنا فى الانتساب لأبيه
-
عن ( يعمهون / المشيئة الالهية فى الحرية الدينية )
-
الاسلام صالح لكل زمان ومكان .. لماذا ؟
-
عن ( مشاكل شخصية / منتهى / الغسل والوضوء )
-
لمجرد التذكير : الحج أشهر معلومات
-
مقالات ذات صلة : مدة الحمل : هل هي سنوات أم شهور ؟
-
عن ( حريق القاهرة / حق الزوجة فى الفراش / ولا تركنوا / الحج
...
-
مقالات ذات صلة : فى الاسلام : التبنى حرام .!!
المزيد.....
-
مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا
...
-
غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
-
أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين
...
-
أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب
...
-
رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في
...
-
ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة
...
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
-
السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|