عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7709 - 2023 / 8 / 20 - 16:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المشكل في السياسة هو الصراع بين ما هو ذاتي وبين ما هو موضوعي. فالموضوعي منها يجعلك تختار الأكفاء وأصحاب الخبرة ومن لهم رؤيا وفكر وشخصية ولو يخالفونك الرأي فهناك تقديم للمصلحة الوطنية والانجاز وتقديم الحلول أما الذاتي في السياسة وهو الغالب في مراحل الصراع والشك والريبة، يذهب إلى اختيار النكرات وبلا شخصية ولا كاريزما وودون خبرة وتقديم الولاء والثقة على الكفاءة والتجربة الحقيقية.فبدون تحمل المسؤولية كاملة لكل مسؤول في موقع ما وانتظار التعليمات من فوق والخوف على المنصب إلى حد الانتظار والترقب دون المبادرة والتخطيط والتنفيذ يجعل الوضع راكدا ومملا ولا يتقدم بل يتأخر إلى الوراء. كما إنه من المفيد القول أن السياسة لم تعد كما يقول أجدادنا الكرام "دق حنيك" أي مجرد كلام ودجل ليس إلا بلا منهجية ولا أسس ولا قواعد بل هي في العصر الحديث علم يدرس يمكن أهل السيياسة من اتباع طرقه التحليلية ومناهجه في إدارة الشأن العام بكفاءة وجدوى ومصداقية بعيدا عن اللغو والفرقعات الإعلامية التي تدغدغ عقول الناس فقط. فالسياسة منهج علمي يحدد الأهداف بعد دراسة المعطيات وتحليلها والمتعلقة بالمشروع والحاجيات أو الاشكاليات فيبحث بعد ذلك عن الإمكانيات والتمويلات اللازمة والآليات المختارة للقيام بالإنجاز مع مراعاة عوامل الجدوى والكلفة والوقت والمتابعة للتقييم والتعديل والتوجيه.فالسياسية قبل كل شيء هي تصور عقلاني منظم لتحقيق منفعة كلية وجماعية على أرض الواقع مقابل تحمل المجموعة الوطنية لتكلفة يمكن أن تكون باهظة ولذلك لا بد من التحري والتدقيق والمراقبة خوفا من هدر المال العام والفساد.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟