أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مظهر محمد صالح - الإِستِبدَال الثنائي السالب : بين العالم المركزي ومحيطه.














المزيد.....


الإِستِبدَال الثنائي السالب : بين العالم المركزي ومحيطه.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7708 - 2023 / 8 / 19 - 22:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1-كم هو مبلغ الحزن في ضمائر الامم وشعوبها عندما ينقل (الغرب المركزي )تمايزه السالب ازاء شعوب الارض في محيط العالم واطرافه من تطبيقات ارثه الاستعماري القديم ، إبتداءً من ازمنة عهود النهب الاستعماري (واتمام بناء التراكم الاولي لراس المال من طاقات الشعوب البشرية وثرواتها الخام قبل قرون مضت ) منتهياً وهو يتولى تطبيقاته الاستبدادية والاستبدالية وهي اشد وطئة في مرتكزاته (المتروبوليتية) ولاسيما ازاء الوافدين اليه من اطراف عوالم مستعمراته السابقة بحثا عن الحرية . انه بحق الاستبدال الاستعماري (الكولونيالي )السالب نفسه ولكن ياتي اليوم تحت مسمى مركزي آخر وهو : الاستبدال العظيم Grand Replacement . انها نظرية مؤامراتية يمينية متطرفة روج لها المؤلف الفرنسي (رينو كامو Camus, Renaud )في كتابه المنشور في العام 2011 تحت مسمى الاستبدال الاعظم Le Grand Remplacement وتنص النظرية المذكورة باصولها المختلفة على أنه ، بالتواطؤ أو التعاون مع النخب "البديلة" يتم استبدال السكان الفرنسيين والأوروبيين البيض عمومًا ديموغرافيًا وثقافيًا بشعوب غير بيضاء من خلال الهجرة الجماعية والنمو الديموغرافي وانخفاض معدل المواليد للأوروبيين البيض ،وهنا لابد من مواجهة الاستبدال السالب او الاستبدال العظيم بالسعي صوب التهجير المضاد واشاعة (حق السكوت )بين المهاجرين.
2- ان من اجمل ماكتبه على مستوى المشرق هو المفكر العراقي حسين العادلي متناولاً بمسار نقدي ثنايا الاستبدال مقترباً ربما ، من مسالة العقل في ظلال المدرسة الهيغلية عند طرحه (ثنائيات مشرقية في الاستبدال )والتي تقوم على الفكر الديالكتيكي ولاسيما في تناول حجة فلسفية تتضمن نوعاً ما عملية تناقضٍ بين أطرافٍ متضادّة اي تقوم على الفكرة ونقيضها ليكشف لنا حسين العادلي ظاهرة (الاستبدال السالب )في خضم تناوله لجدلية الإِستِبدَال نفسها قائلًا :

• غَيّر (زاوية) نظَرِك سيتغيّر المَشهَد، كذلك (تُستبدَل) القَناعَات.

• إستَبدِل (عَادَاتك) تُغَيّر (شخصيتك). العَادات قوالِب.

• استَبدَال (الأفكَار) ليس سُبَّة. التَّغيير سُنَّة، والسَّوءَة بالرّكود.

• قبل أن تستَبدِل (غَيّر)، الاستَبدَال يُلامس الظّاهِر، التَْغيير يتصل بالجَوهَر.

• ثلاثة (لا) تُستَبدَل: القِيم، الكَرامة، والشَّرف.

• مِعيار استَبدَال المواقف عند السّاسَة (المَصلَحة)، ومِعيار تغيير القناعات عند المفكّرين (الحقيقة).

• (مَن) يستَبدِل الطاغوت بالفوضى يستَبدِل زريبة بغابة!!

• الشعوب المتخلفة تستَبدِل (القادة) ولا تُغيّر (القيادة)!!
3-تعد ظواهر الاستبدال في مجتمعاتنا المشرقية ظواهر مجتمعية سالبة على الدوام و طاردة في تضادها لقوى اجتماعية تتطلع نحو الاستبدال الايجابي (و هي قوى تعتمل عقولها في الوقت نفسه اللجوء بحثاً عن ظواهر الاغتراب نحو مراكز العالم )دون ان تدرك انها ستلاقي اغترابا اخر واستبدالاً سلبياً عنصريا هو اشد وطئة تحت مسمى الاستبدال العظيم .
فان من يستبدل دكتاتورا بفوضى تقود الى ولادة دكتاتوريات وبهويات فرعية داخل المجتمع المشرقي نفسه ،وفرض ممارسة ( حق السكوت) ،هي ظاهرة تكرس لتراجع بعض مجتمعات اطراف العالم النامي وتسعى لولادة مجتمعات بديلة تتناسل الاستبدال السالب والتحول في استساغة طاغوت قمعي مفرد الى طواغيت قمعية اخرى . انه استبدال سالب بهويات فرعية (يحمل السوط الفردي نفسه ولكن بلون اخر كي تمارس لذة العبودية بأشكال متفرعة مقبولة ) مكرسةً ظواهر النكوص الاجتماعي على الدوام وتغييب لنشوء العقد الاجتماعي وتطوره .
وهكذا تتقبل المجتمعات التي اعتادت على لذة القمع ان تقبل لنفسها ظاهرة التمتع بممارسة دور الشخصية النكوصية او المتقهقرة regression امام الطاغوت الجديد.
4-ختاماً ،انها (ثنائية الاستبدال السالب negative dual replacement ،وهي ظاهرة تشكل احدى اسس مدرسة علم النفس الاجتماعي التي قادها المفكر (ارك فروم ) مجسدا الاستعداد النفسي للاستبداد وولادة مجتمع نكوصي يتقبل افراده استبدال الطاغوت المفرد بفوضى الطواغيت الفرعية و بهويات متناثرة للمجتمع الواحد . اذ يتحقق حلم (الاستبدال السالب ) بثنائية عميقة ،وتتمحور و تتحور ظواهره على الدوام سواء في مركز العالم الاول او اطرافه ،ذلك كلما تراجع العقد الاجتماعي الاممي للحريات وفقد منزعه الانساني.
(انتهى)



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتواء الموسع :الكانتونية الجديدة -New Cantonism
- التَّضحِيَة…كربلاء انموذجاً
- الصديق الخائن..
- صبيحة الثورة في عيون الفتية: 14 تموز 1958
- حوار النقد والاستجواب:النقد الاجتماعي والدولة
- حرق الكتب السماوية:حرب ناعمة جديدة.!!!
- التغيير الاجتماعي والسياسي الهجيني : ديناميات المجتمع المأزو ...
- الدمعة الناطقة: طفرة في جذور المدرسة التفكيكية المشرقية
- الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان
- السرد وملامح علم الدلالات :( السيمائيات-Semiotics )في الفكر ...
- التصوف الريعي: قراءة في الفكر الاقتصادي العراقي المعاصر.
- أميران عربيان في ضيافة البيت الابيض
- التصارعية وازمة الثقافة المشرقية
- على تخوم المسألة الشرقية .. حرب الخرطوم انموذجاً.
- خرائط اعالي الشرق السياسية: المصالحة السعودية- الايرانية
- حجاب الجهالة أم الغشاوة المعاكسة
- المُراوَغة القسرية: خداع ام خلاص
- اللَّذَّة والحرية الهايدونية
- تفجر الخصومات وظاهرة (الهبيتوتس ) المشرقية : ثنائية ( الحرية ...
- ملامح الفلسفة التفكيكية المشرقية: العادلي انموذجاً.


المزيد.....




- السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما ...
- مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي ...
- المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مظهر محمد صالح - الإِستِبدَال الثنائي السالب : بين العالم المركزي ومحيطه.