أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - العِناد والاقتصاد والدينار والدولار وأشياءَ أخرى














المزيد.....

العِناد والاقتصاد والدينار والدولار وأشياءَ أخرى


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7706 - 2023 / 8 / 17 - 16:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قضيّةُ العلاقة بين الدينار والدولار، و "الغاطِس" بينهما، ومعهما.. هي قضيّةُ اقتصاد، وليست قضيّةُ "عِناد".
بمعنى أنّ "المعركة" بين الدينار والدولار (ونحنُ من قمنا بتحويلها إلى "معركة")، ومهما كانت دوافعنا بصددها، ستُدار بوسائل و "أدوات "اقتصاديّة، وليست عسكرية.
القضية هي ليست قضية "مناكفة" بين صديقين حميمين، أو بين شخصين في علاقة عابرة.. وليست مقاربة لمبدأ "مع أو ضدّ"، وهو المبدأ الأثير لدينا في التعامل مع الاخر "المُختَلِف".. وليست أيضاً قضيّة "عَضّ أصابع"، و "المهزومُ" فيها هو من سيصيح "آآآآخ" قبل غيره.
كلّنا نصيحُ "آآآآخ" الآن، وسنصيحُ "آآآآآخ" في نهاية المطاف.. وسوف يصيحُ معنا "آآآآآآخاتَ" لا تُعَدُّ ولا تُحصى، هذا العراقُ كُلّه.
إنّ قضيّة العلاقة بين قيمة الدينار وقيمة الدولار في السوق (كما في أيّ مكانٍ آخر)، تتعلّق بمجموعة من العوامل "الحاكِمة"، ومنها : حجم الدين العام (الداخلي والخارجي)، وديون الشركات الوطنية للمُموِّلين (المُقرضين) الأجانب، وسعر الفائدة، و "عَرض" النقد في الاقتصاد، ونسبة حجم الودائع لدى البنوك إلى اجمالي عرض النقد، وأوضاع الميزان التجاري، والميزان الجاري، و ميزان المدفوعات ككلّ، وتحركات الاستثمار الأجنبي (المُباشر وغير المباشر)، وحركة رؤوس الأموال (قصيرة وطويلة الأجل)، والقيود على التجارة الدولية، وحجم وقوة التأثير للعُملة الرئيسة في التبادلات الدولية، والمتغيرات الرئيسة للاقتصاد الكلّي.. ليأتي فيما بعد، تأثير تغيّر ميزان القوى بين الاطراف الفاعلة (اقليمياً ودولياً)، في صراعها على مصادر القوة والنفوذ (ومعظم هذه المصادر هي موارد اقتصادية بدرجة أساسية).
القضية في جوهرها اذاً، هي قضية اقتصاد، وعلاقات اقتصادية دولية واقليميّة، وليست قضية "كرامات" قومية أو وطنية أو شخصية أو عائلية.
إنّ أسوأ شيءٍ يُمكنُ أن يحدث لك، هو أن تكونَ اقتصادياً، والاقتصاد ليس اختصاصك، وأن تكونَ طبيباً، والطبّ ليس اختصاصك.
اذهب وكُن سياسيّاً "تويتريّاً"، أو مُحَلّلاً "فضائيّاً"، أو شاعِراً "فيسبوكيّاً"، أو خطيباً "مِنبَرِيّاً"، أو في أيّ مكانٍ تُريد، فهذا شأنكَ، وشأن الناس الذين يقرأونَ أو يصغون لكَ، أو يُشاهدونَك، وينبَهِرونَ بطَلّتِكَ البهيّة عليهم.. أمّا الاقتصاد فهو شيءٌ آخرَ تماماً.
العِناد والمكابرة لا قوانين لهما.. أمّا الاقتصاد فيقوم على "توازنات" دقيقة، تضبطها قوانين حاكمة.
هذه القوانين قد لا تعمل أحياناً كما يجب (لسببٍ ما)، ولكنّها دائماً ما تعمل، وإذا عملَت فإنّها لا ترحم أحداً، بما في ذلك أولئكَ الذين قاموا بسّنّها، و وضعوا لها أصول اللعبة، و قواعد العمل.
اذا كنتَ تُريدُ أن تأخذَ شيئاً من "المحظورات"، أو تحصلَ على شيءٍ بحكم "الضرورات".. فعليكَ أن تمنَح "المُنافسين" شيئاً بالمُقابل.
دونَ القدرة على تقديم تنازلات صعبة، ودون القدرة على تحمّل تكاليف(سياسية واجتماعيّة) في مرحلةٍ ما، قد لا تقومُ لك قائمة في المرحلة التي تليها، وستكونُ هزيمتكَ مُرّة، وتامّة، وشاملة، و متعددة الجوانب والأبعاد.
أنا آسفٌ جدّاً لأنّني أعرضُ الأمر على هذا النحو، ولكنّ أسفي لا معنى له.. فهذا هو "المنطق" الذي يتحكّم في مسار، وتوجّهات، العلاقات الاقتصادية (والسياسية) الدولية، كما يتحكَّمُ في كُلّ تفاصيل السوق المحليّة.. شاءَ من شاءَ، وأبى من أبى.
اهدأ قليلاً، و "تمَدّد على كَدِّ غطاك"، ولا تبتَعِد كثيراً عن قواعد والتزامات العيشِ في"البيت"، وتفَحَّص كثيراً، ودائماً، سياج "الحديقة".. "حديقتك" أنت، و "حدائق" الآخرينَ (الأماميّةَ والخلفيّةَ) أيضاً.
اعطِ الخُبزَ لخبّازيه.. والحديدَ لحدّاديه.. والسيّارة لسائقها الماهر.. والسفينة لقبطانها الحكيم.. والطائرة لطيّارها المُتَزّن.. و تمتّع بـ "القيادة".
اهدأ قليلاً.. وتحرَّك في حيّزٍ ضيّقٍ، أنتَ و "الحاشيةَ" و"الأتباعَ" و "المُريدينَ"، و المُطَبِّلينَ، و "العائلة".. إلى أن يَمُرَّ الاعصار، وتهدأ العاصفة .
خلاف ذلك .. هناكَ شيءٌ يُدعى "الانتحار".
و عندما تُقَرّرُ أن تنتَحِر، عزيزي الكائن "الفذّ"، الذي لا نظير لكَ في العِلمِ والمُلك.. أو عندما ترغبُ في أن تأخذُكَ العِزَّةُ بالإثم، أو عندما تريد أن "تركَبَ رأسَكَ" المليءَ بالأوهام..
فعليكَ أن لا تنسى أبداً أنّ "المُنتَحِرينَ" في جميع الأديان .. لا يدخلونَ "الجَنّة".



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاصيلُ النسيانِ الكثيفةِ جدّاً
- سيرةُ الآباءِ حينَ يموتون.. في شارعِ المُتنَبّي
- لقد تَعِبتُ كثيراً.. مثلُ حوتٍ قديم
- يونسُ اليابسُ في يابساتِ القلوب
- سيرةُ النحلِ الميّتِ في العسلِ المغشوش
- عن العُملَةِ الرديئةِ والعملةِ الجيّدةِ في هذه السوق
- بعضٌ من سرديّاتِ جَلْدِ الوطنِ وجَلْدِ الذات
- قصصُ السياسةِ القصيرةِ جداً في العراق
- الدولةُ الفاشلة والدولةُ الخائفة في بلادِ الرماد العظيم
- عن الجَندَر و الجَندَرِيّة و الجنادِرَة في العراق
- مثلُ كثيرٍ من المِلحِ فوقَ جُرحٍ قليل
- لا أنتِ ولا الحرب ولا السلام القديم
- الهِجرةُ من قادماتِ البنادق
- القلق بصدد الطلب العالمي على النفط وآليات صُنع السياسات في ا ...
- هذهِ الذنوب العجيبة
- ميكانزمات الحُبّ في دوائر الدولة
- تكايا الدراويش في التصنيفات الدولية للجامعات
- جمعة مُبارَكة بدرجة 50 مئوي
- القطاع غير النفطي/ مؤشرات رئيسة/ 2023 (الأردن، المغرب، سلطنة ...
- غرائب وعجائب الامتحانات في العراق العجيب


المزيد.....




- المغرب والصين يسعيان لعلاقات اقتصادية وتجارية متطورة
- سعر الذهب صباح اليوم السبت 23 نوفمبر 2024
- أكبر محنة منذ 87 عاما.. -فولكس فاغن- تتمسك بخطط إغلاق مصانعه ...
- صادرات روسيا إلى الاتحاد الأوروبي تجاوز 3 مليارات يورو لشهر ...
- ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة
- عمل لدى جورج سوروس.. ترامب يكشف عن مرشحه لمنصب وزير الخزانة ...
- وكالة موديز ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع ...
- موديز ترفع تصنيف السعودية وتحذر من -خطر-
- ارتفاع جديد.. بتكوين تقترب من 100 ألف دولار
- -سيتي بنك- يحصل على رخصة لتأسيس مكتب إقليمي له في السعودية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - العِناد والاقتصاد والدينار والدولار وأشياءَ أخرى