حكمة امرأة

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7706 - 2023 / 8 / 17 - 10:42
المحور: الادب والفن
    

اي امرأة انت ؟ انت من عصور اندثرت حين كانت المرأة ام الحياة وزعيمة قومها وفارسة لايشق لها غبار . انت كليوباترا ام زنوبيا ام سمير اميس ام اولجا الروسية ام الإمبراطورة ثيودورا البيزنطنية . انت كل تلك النساء اللواتي حكمن العالم .. اليوم بيننا زعيمات من نوع نادر ودم نبيل لانشعر بهن لاننا فقدنا حاسة الاحساس بالقيمة البشرية . فقدنا احاسيس كثيرة تعبر عن حالنا وغدونا لاننظر ابعد من كروشنا .. استولت علينا النزعة الاستهلاكية واللهاث وراء المادة وتحول حالنا من حال الى حال فالمادة تحكمنا . وصينية الثريد تغرينا وبهرجة المول تجذبنا وتركنا قيمة الانسان . اي عصر نعيشه ونترك حقيقة الانسان ونضع مبدعينا في الظل مخافة كشف عورتنا . اليوم الانسان بلاثمن وهو صانع الحضارة ومدون التاريخ . لماذا لانلتفت للانسان واصبح جل همنا امتلاك هاتف آخر موديل وجي كلاس .. اقول هي ملكة تعيش بيننا ولايلتف الغوغاء الا في صفائح الازبال . انظروا الى جوهر الانسان وعطاؤه فهو الكنز الثمين باني الحضارة والتاريخ . انها ملكة من ملوك ذاك الزمان فهل يعرفها ام نضع جائزة ونجعلها فزورة من فوازير رمضان .. لماذا الغرب يحتفل بإنسانيته حين يكرم انسان ونحن جل همنا تربية الكروش والعجول . والسمك المسكوف ؟!!.. البارحة اتحدث اليها وكأني بحضرة صاحبة السمو .. قلبي يخفق وجسمي يرتجف من مهابة الموقف .. هكذا هو الانسان . ولكن حين تنتهي يطالعك الفيس بوك بآخر ابتكارات الانسان لحم خروف على شواية وعليه مكسرات لو حذاء طبي لو علاج بالاعشاب .. اين الانسان من كل هذا ؟ . تقول لي لاتحزن كلنا اصبحنا ذكرى انسان . ابكي من دقة عباراتها فقد لخصت حقيقة الانسان .. احساس ومشاعر وقلب تعطل بفعل الصدمات في ظل الهرج والمرج الذي اعترى الانسان .. قالت جميع امراضنا من الانسان لايفكر ولا لديه احساس .. جل همه ان يبتاع الاشياء .. تحولت مساجدنا الى الاسواق والمولات وملاعب كرة القدم والمطاعم والكافيهات . وتركنا الانسان بعدما تحولت مدارسنا الى بؤرة للشر وتصغير عقول لتكون بحجم حمصة لاتفكر سوى بالانهزام واضحى حائط المدرسة هو المنفذ للشارع والسرقة والانحراف .. واصبح المعلم في عقول اطفالنا هو الشيطان وعلينا رجمه صباحا ومساء . اين الانسان من كل هذا الدمار ؟ انصت اليها وكأنها معلمتي تقدم النصائح لتبقيني انسان . وانا ارتجف من مهابة الكلام . وابكي حين تطيل بالكلام . لانها تعرف ان زمانها ليس هذا الزمان . فلاقيمة ولاتقدير للانسان .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات