أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كامل ناصر - الشعر العربي كان وما زال فن وصناعة في آن واحد














المزيد.....


الشعر العربي كان وما زال فن وصناعة في آن واحد


أحمد كامل ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 7705 - 2023 / 8 / 16 - 18:31
المحور: الادب والفن
    


الشعرُ صعبٌ وطويلٌ سُلّمُه إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمَه
(الحطيئة)
أعطي الشعر العربي تعريفات كثيرة، فقال بعضهم: إنّ الشعر هو الكلام الجميل الموزون المقفى ... وعرفه آخرون التعبير المادي والفني للفكر الإنساني بلغة عاطفية ذات إيقاع. ورأى قسم ثالث أنه نظام لا يتحكم فيه النحو، بل الانفعال والتجربة (1) ، وأن " كل إيحاء يفجر إيحاءً آخر، وتستطيع الكلمة الشعرية أن تلقي أمام القارئ بعالم خبئ يبين شيئًا فشيئًا عن طريق الرؤى اللغوية التي تلوح في مخيلة القارئ (2) ؛ فالشعر ليس مجرد ألفاظ صوتية ذات دلالات صرفية أو نحوية أو معجمية؛ وإنما هي تجسيد حي للوجود له كيان وجسم. وهو وسيلة تعبير وخلق (3). والشعر نسيج خصوصي من الكلام، أو بنية خاصة تنصهر فيها الكلمات والتعابير، والأفكار، والمشاعر، والرؤى في حدس واحد ودفق واحد (4) وغيرها من التعريفات.
سنحاول في هذا المقال أن نقف بإيجاز على نماذج غير مألوفة من فنون الشعر العربي المتعددة التي استعملها صانعو "الشعرية العربية" في العصر الحديث منذ بداية القرن التاسع عشر، ومن ثم الإشارة إلى أنّ الشعر العربي كان وما زال فنًّا وصناعة في وقت واحد.
فيما يلي بعض من فنون الشعر العربي الحديث:
1- الشعر الملحمي في الأدب الحديث: عرف الشعر العربي في العصر الحديث بعض الملاحم منها: "عبقر" لشفيق المعلوف، "على بساط الريح" لفوزي المعلوف، "المجدلية" لسعيد عقل وغيرها.
2- الشعر المسرحي: وهو قصة شعرية تدور حول حادثة معينة تتجسد في اشخاص. تؤدى بأسلوب الحوار وتعرض على خشبة المسرح. مثل مسرحية "مجنون ليلي" لأحمد شوقي.
3- الشعر الأخيف: هو ما جاءت ألفاظه واحدة منقوطة وأخرى غير منقوطة كما ورد في المثال التالي لناصيف اليازجي.
ظبيةٌ أدماءُ تُفْني الأمَلا خَيّبت كلَّ شجيًّ سألا
لا تفي العهدَ فتشفيني ولا تنجزِ الوعدَ فتشفي العللا
4- الشعر الأرقط: وهو ما كانت حروفه منقوطة وغير منقوطة على التوالي ولعل التسمية من قولهم "ثوب أرقط" أي بياض يخالطه سواد. مثال:
ونديمٍ بات عندي ليلةً منه غليلُ
خافَ من صنعِ جميلٍ قلتُ لي صبرٌ جميلُ
5- شعر التفعيلة أو الشعر الحر: هو شعر حديث يقوم على وحدة التفعيلة وقد يتصرف الشاعر بهذه التفعيلة فيستحدث تفعيلات جديدة أو يمزج تفعيلات بحر بتفعيلات بحر آخر. أبرز رواد هذا الشعر: نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، أنسي الحاج، أدونيس، صلاح عبد الصبور، محمود درويش وغيرهم.
6- الشعر التوأم: هو ما تشابهت كلماته بالرسم، حتى إذا أبدلت نقط بعضها، ظهرت لها معان جديدة. نحو قول صفي الدين الحلي:
سَنَدٌ سَيّدٌ حَكيمٌ حليمُ فاضِلٌ فاصِلٌ مُجيدٌ مَجيدٌ
حازمٌ جازمٌ نصيرٌ بصيرٌ زائدٌ رائدٌ شديدٌ سديد
7- الشعر الحالي: هو ما كانت جميع حروفه منقوطة. وربما جاءت التسمية من حليت المرأة إذا ازدان جيدها بالحلي.
يقول ناصيف اليازجي:
بشجيِّ يبيتُ في شجنٍ فِتَنٌ ينتَشِبنُ في فِتَنِ
8- الشعر العاطل أو المهمل: وهو ما كانت كلماته خالية من النقط. مثال:
الحمدُ للهِ الصمد حالَ السرورُ والكمدُ
الله لا الهَ إلا اللهُ مولاكَ الأحدُ
9- الشعر المعكوس: وهو أن يكون عكس البيت. أو عكس شطره نحو قول الشاعر الأرجاني:
مودتُه تدومُ لكلِّ هولٍ وهل كلُّ مودَّتِهِ تدومُ
10- الشعر المقطع: ينظم من الكلمات ذات الحروف التي لا يتصل بعضها ببعض. نحو قول صفي الدين الحلي:
إذا زار داريَ زَوْرٌ وَدودٌ أوَدُّ وأُورِدُهُ وَرْدَ وُدّي
بناء على ما تقدم من أمثلة نقول: إنّ من يريد أن يصبح شاعرًا لا بد أن يكون موهوبًا لأن الشعر فن وموهبة، ومن ثم لا بد أن يكون عارفًا ومتمكنًا من أصول اللغة العربية: قوانينها النحوية والصرفية إضافة لخصائص الجمال فيها لأن الشعر حرفة وصناعة. ولعله من غير المعقول أن نتفوق في الشعر دون أن نعرف ونستوعب ان للشعر أنواعًا يسعى كل من يريد ان يصبح شاعرًا إلى معرفتها.
بتنا ندرك أن الشعر العربي: سواء كان قصيدة أو "نثيرة " اتخذ مسارًا جديدًا يضعنا أمام تساؤلات جادة على الرغم من اختلاف آراء النقاد حول ضرورة التقيد أو التحرر من مكونات القصيدة الشعرية المألوفة، كالإيقاع الفراهيدي، المجازات والاستعارات، والصور الشعرية وغيرها. وغدا الشاعر "المتعصرن" يقدم عرضًا ينطوي على أبعاد وجودية واضحة وذلك لاتصاله بالأشياء من حوله، ولموقفه من الزمان والمكان، والحياة والموت كمسائل تلح عليه وتشغل فكره، وبالتالي تؤثر عليه في صياغة لغته الشعرية التي تحتاج كي نفهمها جيدًا إلى مساحة أكبر من العمق والتفكير.

1- أنظر السامرائي، إبراهيم (د.ت)، لغة الشعر بين جيلين، بيروت دار الثقافة، ص (8-9).
2- راجع عيد، رجاء (1985)، لغة الشعر؛ قراءة في الشعر العربي، الإسكندرية، منشأة المعارف، ص14.
3- الورقي، سعيد (1997)، لغة الشعر العربي الحديث؛ مقوماتها الفنية وطاقاتها الابداعية، القاهرة، دار المعارف، ص 15.
4- أدونيس (1973)، الثابت والمتحول، بحث في الاتباع والابداع عند العرب، بيروت، دار الساقي، ص 243.



#أحمد_كامل_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود أمين العالم وأدونيس ناقدان للأدب العربي الحديث
- النّقد الأدبيّ في خمسينات القرن العشرين؛ بداية لمرحلة نقديّة ...
- تعلّم اللّغة العربيّة في الجامعات والمعاهد العليا في إسرائيل
- قراءة في قصّة -الرّحلة القصيّة في طلب الكُنافة النابُلسيّة- ...
- كتابة القصيدة الشعريّة -الأنشودة- في أدب الأطفال المحليّ
- إشكاليّة الترجمة في الكتابة المحليّة الموجّهة للأطفال
- تعليق على ترجمة قصيدة -عابرون في كلام عابر -لمحمود درويش إلى ...
- قراءة في ديوان - وأقرأ صمت التراب الجميل- للشاعرة الفلسطينية ...
- الكتابة الطفليّة المحليّة أمام تحدّيات التكنولوجيا
- قراءة في ديوان -القصائد الدافئة- للشاعر الفلسطيني حسين جبارة
- منابع ثقافة الشاعر العربي -أدونيس-
- قراءة في قصة (للأطفال) بعنوان -المطر الأول - للكاتب نعمان عب ...
- انحسار اللغة العربية مقارنة بلغات وليدة -الطفرة- التكنولوجية
- دعوة لتعريب مناهج النقد الأدبي
- أيديولوجية النقد الأدبي
- المثقف الفلسطيني وأزمة الهوية القومية من خلال قصة -الغريب- ل ...
- النقد الأدبي الفلسطيني في إسرائيل ما زال عالقًا بين الدراسة ...


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كامل ناصر - الشعر العربي كان وما زال فن وصناعة في آن واحد