أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نايف عبوش - التداعيات السلبية للعصرنة..وإشكالية تهديد تماسك الأسرة والمجتمع بالتفكك














المزيد.....


التداعيات السلبية للعصرنة..وإشكالية تهديد تماسك الأسرة والمجتمع بالتفكك


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 7705 - 2023 / 8 / 16 - 16:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


التداعيات السلبية للعصرنة .. وإشكالية تهديد تماسك الأسرة والمجتمع بالتفكك


مع تسارع تأثير تداعيات العصرنة في مجريات الحياة اليومية المعاصرة للناس، ومن خلال وسائلها المفتوحة في كل الاتجاهات، وبلا قيود، ازدادت المناكفات اليومية في حياتنا الأسرية، والمجتمعية، حتى أضحت تهدد وحدة صف العائلة والمجتمع بالتفكك، بعد أن تعمقت مشاعر الإنفلات والتسيب، وبما باتت تتركه من مفاعيل مؤذية، نفسيا، ومنهكة إجتماعيا.

ولاريب أن تداعيات العصرنة السلبية، بما أفرزته من وسائل الإتصال الرقمي، على كل إيجابياتها، من انغماس الجيل، آباء وأبناء، في فضائها، وما تركته من عزلة بين أفراد العائلة، وداخل أفراد الوسط الاجتماعي العام، قد عمقت حالة التفكك، ووسعت الفجوة بين الناس، وألغت ترادف الأجيال بين الناشئة والآباء؛ مما خفف من  جذوة التفاعل بالحضور الوجاهي الحقيقي، وأضعَف صميمية العلاقة الحميمة التقليدية بين أفراد الأسرة ببعضهم البعض، وبين أفراد المجتمع من جهة أخرى، وذلك بسبب التنشئة الخاطئة، وغياب دور الآباء والأمهات،في الإشراف العملي المباشر على تربية الأبناء، وإهمال مراقبة سلوكياتهم، وغض النظر عن مدى تطابقها مع معايير الصلاح، والتصرف الرشيد.

ولعل من الملاحظ على سبيل المثال، ان ظاهرة الانغماس الكلي في فضاء الواقع الافتراضي، قد أفضت إلى استلاب إجتماعي نتيجة  انفصال المستخدم تدريجياً، عن واقعه الحقيقي، متمثلاً بعزله عن أسرته، وانفصاله عن أصدقائه، ومجتمعه، بعد أن حل محله، الاندماج التام بالواقع الافتراضي الجديد، الذي انغمس فيه. وهكذا فقد باتت هذه الظاهرة تشكل مصدر قلق للمجتمع، ولمؤسساته التربوية، والتعليمية معاً، بل وحتى الدينية، بعد أن أوشكت هذه الظاهرة ان تعزل المستخدم، وتقصيه عن أداء واجباته الدينية، والاجتماعية.

ولا ريب أن تسلل الواقع الافتراضي الجديد إلى حياة الناس ، ليحل محل الواقع الحقيقي لهم ،قد بات يطرح من بين الكثير من التداعيات السلبية، محاذير إشكالية التفاعل مع المحتوى الهابط، الذي يطرح للتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مع أنها ليست هي من يصنع هذا المحتوى، لكنها تظل، مع ذلك، وسيلة نقل المحتوى، الذي قد تقف وراءه أوساط غير منظورة، لها مصلحة في صنع المحتوى، أو فبركته، بالطريقة التي تخدم مصالحها الخاصة، دون مراعاة لمشاعر المستخدمين، أو ملاحظة لمعايير الأخلاقيات العامة للمجتمع، حيث تنجح مثل تلك الفبركة، في كثير من الأحيان،في تغيير القناعات، والتأثير في المزاج الجمعي العام للمجتمع، بشقيه، الافتراضي، والحقيقي، وفقا لأغراض تلك الأوساط، وما قد يترتب على ذلك بالمحصلة، من منعكسات اختلاط الرؤى، وتشويش القناعات، والتأثير في السلوك.

  وهكذا فنحن اليوم،شئنا أم أبينا، أمام تداعيات ضاغطة باتجاه تفكيك الأُسرة، وهدم المجتمع ،سواء من خلال ما باتت هيمنة الإنترنت تتركه بالإدمان على استخدامها،او التفاعل مع محتوياتها الهابطة، ناهيك عن الدعوات الأخيرة ،لشرعنة ثقافة الشذوذ الجنسي المنحرف عن الفطرة الإنسانية، والقوانين السماوية والأرضية،والترويج لها،ومحاولات دعمها، سياسيا وفكريا وقانونيا، من قبل أطراف دولية، من خلال سعيها المستمر لتقنين حقوق الشواذ، بذريعة حقوق الإنسان ،والحرية الشخصية، مما سينعكس سلبا على تماسك الأسرة، بسبب الانحلال الأخلاقي، والتسيب، وضعف الانضباط داخل الأسرة، والمجتمع ، في نفس الوقت،ولتكون بذلك عامل هدم مضاف، في كيان الأسرة ،والمجتمع.

 ولا ريب أن مثل هذه التداعيات السلبية، ستكون لها آثارا حادة ، تنخر في كيان الأسرة، وتهدم أركان المجتمع ،لاسيما  وان الكثير من مجتمعات اليوم تعاني من إشكاليات التفكك العائلي والاجتماعي، بسبب المساوئ الناجمة عن ضعف آليات التربية للأبناء داخل الأسرة، وغياب الدور الاجتماعي، والتربية الدينية المتوخاة، في تحصين أفراد الأسرة، ضد كل أشكال الانحلال الأخلاقي والقِيَمي، والانحراف عن صراط الله المستقيم .
 
ولذلك يتطلب الأمر الانتباه إلى مخاطر التداعيات السلبية لمخرجات العصرنة،والحرص على تقوية الوازع الأخلاقي، وتقوية الوازع الديني لدى أفراد الأسرة ابتداءً،والجيل الصاعد من الشباب، بقصد التحصين، وذلك لغرض النأي بهم عن مسارات التسيب، والانحلال، والضياع، والانغماس في مواقع التواصل الرقمي الضارة، وبالشكل الذي يضمن الحفاظ على وحدة الأسرة، ويعزز استمرار تماسك المجتمع، ويديم أواصر التواصل الاجتماعي الحقيقي المباشر وجها لوجه، ويحد من ظاهرة العزلة والانحدار الأخلاقي، وذلك من خلال اعتماد نهج المسؤولية الجمعية في التربية .

وهكذا يتطلب الأمر الحرص على التوعية الدينية اجتماعيا، ومدرسيا ،وإعلاميا، لتعزيز المعايير التربوية الفاضلة بين أفراد الأسرة والمجتمع،والارتقاء بمستوى ثقافة الآباء والأبناء، والحرص على تعميق ثقافة تماسك الأسرة فكرا وسلوكا، وبالشكل الذي ينعكس إيجابا على إرساء وتعميق دعائم المجتمع الرشيد الذي ننشده.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة الوجد والوجع..قراءة في احمديات الشاعر فواز مصطفى الح ...
- انغماس مقرف
- الدكتور إبراهيم العلاف..وتوثيق التعريف بقرى ريف جنوب الموصل
- ختيارات أيام زمان
- الموروث الشعبي بين ثقافة التناسل بالترادف..وتداعيات الإستلاب ...
- بين إبداع التوظيف..وتفاعل المتلقي
- الملا سلطان الوسمي..والقيارة بين الماضي والحاضر
- القاص محمد هلال مبارك ..موهبة إبداعية متميزة
- تداعيات العصرنة.. وتشويش أصالة الهوية
- صخب تداعيات العصرنة.. وحس الحنين إلى الماضي
- مع رائعة الشاعر المبدع احمد علي السالم ابو كوثر.. منعوا الوص ...
- نقل المعارف والعلوم باللغة العربية
- أدب الومضة.. من التعبيرية اللغوية إلى التعبيرية الأيقونية
- في مواجهة تداعيات التفكيك بضجيج العصرنة
- الدكتور سامي محمود ابراهيم.. طاقة علمية متوهجة وكفاءة أكاديم ...
- الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد.. والترنم وجدا في محراب ال ...
- الثقافة الرقمية.. تحديات التفاعل مع العصرنة ومتطلبات الحفاظ ...
- تداعيات العصرنة.. ومتطلبات الحفاظ على الهوية
- خبز تنور الطين
- البرية ودرب الضعون والبايسكل.. في ذاكرة أيام زمان


المزيد.....




- مشهد ناري مضاء بالمشاعل على مد النظر.. شاهد كيف يحيي المئات ...
- من الجو.. نقطة اصطدام طائرة الركاب الأمريكية والمروحية العسك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تسلّم الرهينة الإسرائيلية في قطاع غزة ...
- ضغوط وحرب نفسية وسياسية.. ما المراحل المقبلة من تنفيذ اتفاق ...
- سقوط قتلى إثر تحطم طائرة على متنها 64 شخصا بعد اصطدامها بمرو ...
- تواصل عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة دعوة حكوم ...
- تحطم طائرة ركاب تقل 64 شخصًا بعد اصطدامها بمروحية عسكرية في ...
- مبعوث ترامب يوجه رسالة لمصر والأردن
- أنباء عن وجود بطلي العالم الروسيين شيشكوفا وناوموف على متن ط ...
- شبكة عصبية صينية أخرى ستضرب إمبراطورية ترامب للذكاء الاصطناع ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نايف عبوش - التداعيات السلبية للعصرنة..وإشكالية تهديد تماسك الأسرة والمجتمع بالتفكك