|
الفلسفة والعلم . . هلامية الموقف المعرفي . . في اصل الحقيقة المصدري / الجزء ( 1 )
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7705 - 2023 / 8 / 16 - 02:14
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المطلع المهتم الموسوعي – باكتشاف حقائق كل شيء ذاتيا واخر يتبع أسس المعرفة المنقولة ( دراسة اكاديمية او ثقافة ) بالنسبة إليه واعتمادها بتأثر شخصي كقواعد ثابتة لفهم وتفسير الحقائق ( كما هي بذاتها ) والانطلاق لفهم وتفسير ظواهر وامور أخرى تستوقفه للتفكير بها او بحثها دراسة – ويبدو لنا ( زعما ) ، أن المفكرين والعلماء منذ زمن الفلسفة وانتهائها كأساس للمعرفة ومن بعدها ظهور مستبدلها ( أي العلم ) كمصدر رئيسي للمعرفة واكثر موثوقية ودقة لفهم وتفسير أي شيء كان واكثر يقينية ادراكية تقترب من جوهر الحقيقة لأية ظاهرة او امر كان – ما يجعل معارفنا ك . . ( حقائق معرفية ) تقترب لتتطابق مع حقائق الأشياء والظواهر في ذاتها خارج عنا – منذ تلك الاحقاب الزمنية لتاريخ المعرفة وحتى اليوم ومستقبلا لم يقف أمرئ منهم ليقيم ( هل استكملت الفلسفة إجابة التساؤلات الأساسية الكبرى حول مسائل الوجود والظواهر ) والتي بنيت على اساس مقسمين تصنيفا ( مادية – وروحية ) ، أم انها تركت نواقصا ليجيب عنها العلم في تاريخ تطوره – فهل اغلق العلم الإجابة المعرفية عن كامل تلك التساؤلات الفلسفية ، أم تجاهلها ( لكونها ليست مجال اهتمامه ) ليذهب منفصلا وفق آليته الذاتية المتحركة تتبعا خلال المجالية التخصصية الى الدقيقة الى الأكثر دقة مجالية و . . هكذا ووفقا لاستنطاق ذاتي – أن ( منفصل ومتصل طبيعة مكون المعرفة ) جعل المعرفة القائمة منفلشة في طبيعتين مختلفتين ، واحدة علمية مادية البحث والاثبات موضوعيا وأخرى ذهنية فكرية مجردة تبني على الافتراض وفي تفسيرها كطبيعة من التأويل وتعتمد بدرجة متفاوتة أدوات من الأسلوب العلمي الطبيعي لاستقراء الظواهر عقليا ، وذلك بنهجين أساسيين متضادين ، احدهما مادي النزعة تقترب استنطاقاته التحليلية والحكمية التصورية لتكون اكثر منطقية عقلية فهما للظواهر او المسائل او الأمور ولا تبتعد كثيرا عن حقيقتها الذاتية – التي تظهر فيها من زاوية او اكثر – اما الاخر ميتافيزيقي او مثالي النزعة ، يحكم نهجه اللامحسوس أساسا لفهم وتفسير كل ما هو محسوس مادي – في الكون ، العالم الارض ، الحياة ، الانسان ، الوعي ) ، وذا يبنى ( نهجه الفكري ) على التأويل التخيلي الافتراضي غير القابل للإثبات المادي . . مع الاستعانة بأدوات محدودة محاكيه لنظيرتها العلمية لبناء مؤولات ظنية وتخمينية مخادعة كفهم منطقي – ويمكن للبلهاء من هذا النمط الأخير . . أن يصدق نفسه فيما يطرح ويمرر طروحته على الاخرين – محدودي الفهم والادراك – بكون ما يعلنه فكرا هو طرح علمي .
مما لاشك فيه أن تدفق التفاصيل عادة تخرجنا عن موجز الفكرة التي نريد طرحها ، ولكنا نجد تبريرا ( نعتقد به ) بضرورة ورودها ، كون الفكرة الاصلية عند عرضها بمحدودية رؤيتها – مهما كانت جديدة – تكون عرضة للتأويلات التخمينية الذاتية بين الاخرين المتقاذفة في الابعاد المختلفة لمحتواها الأساسي البسيط – وبعودة توضيحية اكثر تبسيطا يمكننا القول أن الفلسفة ذهبت الى ( الغلق الهروبي ) للمعرفة حول فهم وتفسير الظواهر والاشياء في عالمين او مكونين منفصلين ذاتيا – بينما لم تجب على كثير من التساؤلات الكبرى الأولى لأصل اهتمام الفلسفية للبناء المعرفي - ( احدهما مادي تبنى حجته التعليلية على أساس "الملموس والمحسوس" حول المواضيع المادية – ك ( الكون ، العالم ، الطبيعة ، المادة الجامدة والحية العضوية غير العاقلة " غير الدماغية والدماغية " والعاقلة دماغيا في محدد نوع الانسان ، هذا غير العناصر والمكونات والعوامل والظروف المتعلقة بكل واحد مما سبق ذكره – أما الأخر روحي مجرد في جملة المواضيع غير المادية ك ( النفس ، الروح ، فرضية الخلق ، العقل ، الوعي . . الخ ) ، ويبنى على الافتراض الظني او التخميني ، وتعتمد حججه العلية على المجرد بكونه منطق عقلي متقبل بها ) ، وحين نقف على العلم نجده لم يخرج عن ذات التغريب السابق ، حيث فصل مصدر المعرفة على قسمين – العلوم الطبيعية التجريبية والتطبيقية والانسانيات . . ثم عرفت حديثا بالعلوم الإنسانية ومعاصرة استعارت من الأولى موصف التطبيقية وقلة منها التجريبية – فكانت المعرفة المنتجة تاريخيا عبر ذاك القسمين الرئيسيين خلال المسار الذاتي الآلي لتطور العلوم الموسوم انتقالا على أساس التخصصية والمجالية التخصصية الأكثر دقة وهكذا – فمثلا في العلوم الطبيعية تحركت فصل المعارف بين ( الفيزياء ، الكيمياء ، والاحياء ) ، ثم فصلت المعارف تخصصا عن البيولوجيا ك ( نبات ، حيوان " عضيي " واحياء دقيقة ) ، وفي خصوصية الأنواع الثلاثة كانت الدراسة البيولوجية تتحرك كمعرف علمي بفصل مجالي التخصص . . ك ( الفسيولوجيا ، الهستولوجيا ، التشريح ) ثم الى مجالات عامة مضافة ك ( كعلم البيئة ، علم السلوك . . الخ ) لتذهب مجددا نحو مجالات اكثر تخصص مجالي منفصل عن بعضه كعلم ( البيولوجيا الحيوية ، البيولوجيا الطبية " للإنسان والبيطرية للحيوان والمرضية للنبات " ، علم الخلية ، علم الوراثة ) ، واخر المنتقلات الادق تخصصا مجاليا في معرف العلم معاصرة تمثلت بعلوم المنظومات العضوية والاليات ك ( علم الدم ، علم الامراض ، علم الغدد والافراز الغدي ، علم الاعصاب ومؤخرا علم الهندسة الوراثية . . الخ ) ، وهكذا لتصل الفتوحات بفصل استدقاقي مجالي اضيق من اصل مصدر ذات المجال ، ك ( علم فسيولوجيا العضلات ، علم الاعصاب ، علم فسيولوجية العضلات ) ثم تعاد آلية الفصل التجددي بمسميات علوم قائمة بذاتها من خلال استعارة مزجية الخواص من فرعين أساسيين كانا في البدء من التقسيم بين العلوم الطبيعية . . ك ( الفيزياء الحيوية ، الكيمياء الحيوية ، الباثو فسيولوجي ، الباثو هستولوجي . . الخ ) . وملخص القول ، أن العلوم انحصر اهتمامها ببناء المعرفة على أساس مجالي تخصصي يتنقل محدوديا على أساس الاضيق مجاليا – تاركا وراء هذا التطور فجوات الارتباط ( معرفيا ) بين مختلف التفرعات قبل انفصالها كعلوم اكثر دقة – وهذا ما حدث من بداية ظهور العلم بديل عن الفلسفة كأساس للمعرفة – أما الفجوة المنشأة مع انتهاء زمن الفلسفة ، كان جعل المواضيع غير المادية – غير المحسوسة او الملموسة بذاتها – مسقطة كلية عن اهتمام العلوم الطبيعية التجريبية – وتركت بإطلاق مواضيع اهتمام الانسانيات ( كمعرفة نظرية بحته ) – بينما ذهبت الانسانيات في مسارها التطوري المحاكي للعلوم الطبيعية على أساس مجالي تخصصي يتحرك نحو المجالية الأكثر ضيقا بتنازع بين الدراسة النظرية المجردة البحتة وبين التطبيقية والتجريبية محاكاة – كما في علم النفس التجريبي – فوقعت بذات الإشكالية المخلفة عن سمة ذلك التطور الفصلي بين المجالات الأشد ضيقا من المجال الواحد المتحولة عنه – لينتج في الأخير ما نستنبطه أن ما لم تتمكن الفلسفة من استكمال التساؤلات الرئيسية الكبرى لفهم وتفسير الظواهر ونشوئها وطبيعة ثبات أي منها وطبيعة التحول لمعظمها – خاصة تلك المواضيع ذات الطبيعة المجردة غير المحسوسة او الملموسة بذاتها – ليكون العلم بتطوراته المذهلة والمفارقة كليا وصورة نوعية عن تاريخ المعرفة قبل ظهوره – قد اوغل في الهروب عن إيجاد ( المعرفة العضوية ) الرابطة بين فروع العلم المختلفة و . . بتلك الارتباطات العضوية بين تفرعات العلوم ذات الأصل المجالي العام الواحد ، وهو ما ينتج معرفة مثقبة فسيفسائية لبنية كلية المعرفة ، ويغرب العقل في فهمه وتفسيره الادراكي لأية ظاهرة او موضوع بأن يكون حتميا قاصرا مستقطعا في فهم اية حقيقة كانت ، ومن جانب اخر تكون المعرفة العلمية قد دقت المسمار الأخير لانتهاء الأهمية حتى الان في البحث عن الإجابة شبه الكاملة او المقتربة حول تلك التساؤلات التي وقف امامها عقل الانسان – عبر مسار تطوره منذ القديم - بغية معرفتها تحت دافع الضرورة او الاهتمام او الفضول .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزء ( 3 ) تجريف بخداع الوطنية - من موضوع : لا وطن . . ليمن
...
-
لا وطن . . ليمن منتج بانتهازيات قادة الأحزاب ( الوطنية ! )
...
-
لا وطن . . ليمن منتج بانتهازيات قادة الأحزاب ( الوطنية ! ) .
-
اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 3 ) توهمات توديع ( ا
...
-
اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 2 ) ثانيا : ا
...
-
رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي
...
-
اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 2 ) ثاني
...
-
اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 2 ) ثانيا : الورطة ا
...
-
اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 2 ) - أولا : التورط
...
-
هاجس مناضل . . في الارتحال الاخير 23 يوليو 2023
-
لا يهم . . أن تكون وحيدا
-
اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 1 ) ما وراء الاعتقاد
...
-
فلسطين : ضرورة حاجة مغايرة عربيا
-
اليمن : حل بديل لخداع التوهيم / خارطة طريق كلية
-
رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق
...
-
رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق
...
-
اليمن . . والأثنية الغائبة وهما
-
رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي
...
-
معارفنا النخبوية دعامة لفقد القيمة – جزء 2
-
النخب وتعميق الارتداد
المزيد.....
-
تحليل CNN.. مقترح ترامب بشأن غزة يخلق وضعًا مرعبًا من شأنه ه
...
-
-نار غزة ولا جنة دولة ثانية-.. ردود فعل فلسطينيين على خطة تر
...
-
رئيس الحكومة المصرية: مستعدون للسيناريو الأكثر تشاؤما
-
-حزب الله- يعلق على تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين
-
الجمعية الوطنية الفرنسية ترفض قرار حجب الثقة عن الحكومة
-
وزير تركي: سنبدأ محادثات تفعيل التجارة الحرة مع سوريا وسنطبق
...
-
في اتصال مع رئيس الإمارات.. ملك الأردن يؤكد أن أي حل لقضية ف
...
-
تونس.. الحكم على الغنوشي والمشيشي بالسجن بتهمة المساس بأمن ا
...
-
ترامب: نريد إيران دولة عظيمة وناجحة.. نريد احتفالا كبيرا بات
...
-
البيت الابيض: ترامب لم يتعهد بإرسال قوات لغزة وأوضح أن واشنط
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|