أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - فشات خلق














المزيد.....

فشات خلق


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7704 - 2023 / 8 / 15 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استوقفني البارحة أحد المارة وأنا في طريقي الى سوق الخضار وسلّم عليّ بحراره , لم أعرفه في البداية قال لي :
- انا زميلك , لقد درّسنا سوية في ثانوية عبد المنعم رياض طيلة العام الدراسي 1969- 1970 أنت استاذ علوم وأنا استاذ رياضيات وكنا الاثنين نُدرّس من خارج الملاك .
تذّكرته في الحال فتعانقنا عناقا حارا من جديد
- أنا أتابعك على الفيسبوك ومُعجب بقصصك اكثر من مقالاتك السياسية
- صرنا اثنين
- أعجبت بقصة حملت عنوان – أوراقي الغاضبة من سجن تدمر الى شواطئ اللاذقية –
- لم اكتب بحياتي قصة لها هذا العنوان وانا أحرص ان تكون عناوين قصصي قصيرة تيمنا بالمثل الشعبي – المكتوب يُقرأ من عنوانه -
أخرج الصديق هاتفه الخليوي وابرز لي الخاطرة مع صورتي, دُهشت ! قرأت الصفحة الأولى . انها بخط يدي ولم يتغير فيها سوى العنوان, لقد كتبتها في آب عام 2017 وكانت صفحتي وعدد أصدقائي قليلون آنذاك, لكن الخاطرة اعجبت الصديق أكرم جهاد حوراني فنشرها على صفحته , وهو مشهور سياسيا هو وأخته فداء والمرحوم أبوه أيضا , فأعجب بها الكثيرون ونُشرت من قبلهم الكترونيا وورقيا . الكترونيا سمّاها الناشرون – بوح هاتك – أما وورقيا فقد سمّوها بهذا العنوان الذي يحتفظ به صديقي. تذّكرت رفيقي ابراهيم صموئيل واحدى القصص في أول مجموعه له والتي حملت عنوان – المرحاض – ولم تضع لها الصحف التي نشرتها هذا العنوان بل غيّرته كما جرى في خاطرتي مما جعله يُعلق في احدى الصحف قائلا : مما يشكو المرحاض وما به ؟!
في طريق عودتي الى البيت وأنا مُحّمل بأكياس الخضار- بعد ان انتقل السوق من جانب بيتي الى حي القنيناص البعيد نسبيا- فاضت بي الذكرى عن فشات خلقي ولا بد ان كثيرا من متابعي على صفحتي يتذّكرون فشات خلقي من خلال حلقاتي التي فاقت الثلاثين تحت عنوا ن– سيرة وانفتحت –
يعرف من يتابعني من الأصدقاء الافتراضيين على فضاء النت أنني مواليد قرية بشراغي, ريف جبلة عام 1949وانني تخرّجت منها علم 1971بمدة خمس سنوات - سكنتها في المدينة الجامعية ,أربع منها على حساب كلية العلوم, والخامسة على حساب كليةا لتربيية ,وفيها نلت شهادة الدبلوم العامة , وطيلة الخمس سنوات لم اتّعرف على شارع ابي رمانة ولم اقرأ طيلة السنين الخمس سطرا واحدا خارج منهاج كتبي الجامعية. لكن شغقي للقراءة قادني بعد الدراسة الجامعية الى كتاب أصول لفلسفة الماركسية الذي قادني بدوره الى السياسة حيث لاقى هوى في قلبي وروحي فأنا ابن قرية حفرت في ذاكرتي معاناة فلاحيها مع الطبيعة والدولة , وكانت الدولة ولا تزال اقسى من الطبيعة – في طفولتي شهدت مضابط جماعية بحق فلاحيها لأنهم يقطعون أحراش الغابات من اجل خبز التنور . وكنت وما زلت اتساءل من أين لهم الحطب ان لم يكن من غابات قريتهم حتى يخبزوا رغيفهم , ولم تكن معاناة الفلاحين مع شرطة الحراج فقط بل ومع شرطة الريجي وشرطة مأموري الضرائب وكلهم يحتاجون الى الرشوى كي تكون المضابط قليلة الوزن والحجم ؟؟؟!!
قادتني السياسة الى غربة داخل وطني ما زالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور لقد خلقني الله ببنية حسية عصبية شديدة , ومع ذلك لم ينفجر قولوني بعد بسبب فشات خلقي وانا اعتبر نفسي حتى اللحظة خرجت من السجن الصغير الى السجن الكبير. لكن بصراحة لم تعجب فشات خلقي على الورق رفاقي وقد رأى فيها معظمهم انها ذاتية وسيئة ولا تدور حول فكرة واحدة وليست ملتزمة وبالتالي لاتليق بمناضل مثلي , مماسبّب لي احباطا شديدا حيث كنت قارئها الوحيد وما زلت احتفظ بالكثير منها حتى اللحظة مثل مسرحية – أرنب ارنب في الجولان ,اسد أسد في لبنان.
استّمرت فشات خلقي على الورق حتى بعد خروجي من السجن ولكن رأى فها الكثير من رفاق الفيس بوك أنها تمتع وتفيد . وها أنذا اعدكم بفشات خلق جديدة ستكون مفيدة لي على مستويين .
تهدئة ما يسميه دكتور الهضمية – همروجة أمعائي المتهيجة
رسائل الاعاجب التي تاتيني هو الشرط الأول للأدب - أن يمتع ويفيد - بعيدا عن تصنيفاته ومقاييسه , سأترك قلمي بالطول والعرض
لم تقتلني فشات خلقي السابقة . هل يمكن أن تقتلني فشات خلقي الجيدة ؟ اكون شاكرا لله اذا تّم ذلك فانا اركض وراء الموت والموت يهرب مني



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهتا نظر تستشرفان القرن الواحد والعشرين
- السعودية الى أين ؟ 6
- السعودية الى أين ؟ (5)
- آفاق الاصلاح في السعودية (4)
- السعودية الى أين ؟
- السعودية الى أين - 2-
- السعودية الى أين
- الحلقة الرابعة والأخيرة : انشتاين والقضية اليهودية
- المعارضة السورية خطوة الى الأمام خطوتان الى الخلف
- القوانين الفيزيائية بين العلم والدين والسياسة - الزمن والحلم ...
- أرض الأرجوان رواية أم حكاية ؟
- الحلقة الثانية : الدين والعلم وما بينهما من قوانين فيزيائية ...
- قراءة وتعليق - حزب العمال الشيوعي المصري ومسألة الحب الحر
- القوانين الفيزيائية بين العلم والسياسة والدين
- القوانين الفيزيائية بين العلم والدين والسياسة
- غزو الظلام رواية متميزة شكلا ومضمونا
- أما من نهاية لحروب الأخوة الأعداء ؟ *
- الشمال والجنوب بعيون أدبية
- المثلية الجنسية في قطر بين الرياضة والسياسة
- كل الحروب لها وظيفة واحدة


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - فشات خلق